نها رضوان.. صحفية تعشق التاريخ والكلمة
نها رضوان.. صحفية تعشق البحث والكلمة
اسم يحمل في طياته قصة كفاح وتجربة مميزة في عالم الصحافة. منذ طفولتها، وقفت على أعتاب الحروف والكلمات، تطارد شغفها بحب الصحافة والكتابة. تنقلت بين عوالم الريف وثقافة المدينة، ونسجت مسيرتها بعزيمة لا تعرف اليأس، لتصبح واحدة من الأسماء المميزة في المجال الإعلامي.
بطلة هذا الأسبوع هي الصحفية، نها رضوان، وكانت نشأتها في كفر شاويش، مركز فاقوس، محافظة الشرقية 1986 في كنف أسرة داعمة تحب الثقافة، وبالأخص والدتها التي أثرت في بناء شغفها بالقراءة والثقافة.
حصلت نها على ليانس آداب تاريخ، لكن عشق الكتابة بدأ معها في عمر ثلاث سنوات ونصف، حيث تعلقت بالمجلات والكتب وساعدها حب والدتها للكتب، وإمدادها بكتب القراءة والتلوين في سن مبكر. وشجعتها على تطوير مهاراتها حتى أصبحت القراءة والكتابة جزءاً من حياتها اليومية.
البداية الصحفية:
انطلقت في عالم الصحافة عام 2004 أثناء دراستها الجامعية. ورغم أنها لم تلتحق بكلية الإعلام بسبب ظروف صحية ومجموعها، لم تستسلم واستثمرت فرص التدريب والعمل لتشق طريقها في المجال.
تدربت في صحف مرموقة مثل الوفد والحياة، كانت من المحررين المؤسسين لجريدة وموقع “فيتو”، حيث استمرت في العمل بها لخمس سنوات. كما عملت مع مواقع إلكترونية ناشئة مثل: العاصمة العربية نيوز، الميزان الاقتصادي، المواطن، البوابة نيوز
أبرز التغطيات والإنجازات:
انطلقت مع أحداث ثورة يناير 2011، وتحولت من العمل المكتبي إلى الصحافة الميدانية، وشاركت في تغطية الأحداث من قلب الميدان. تقول عن هذه الفترة: “علمتني أشياء كان يصعب تعلمها في الظروف الطبيعية، فعرفت فيمة التغطيات الميدانية والقدرة على إنتاج أفكار من قلب الصخب”.
تقول: “من أقرب الموضوعات إلى قلبي كان تقرير ميداني بعنوان: “الحسين في الميدان” تناولت فيه أوجه الشبه بين قصة الإمام الحسين، وما يحدث في الميدان، وجمعت فيه بين حبي للتاريخ والصحافة والربط بين الحكاية والحدث الآني”.
وأيضًا ملفات مثل “كذبة إبريل” عن الكذب “في عش الزوجية”، حيث لاقت اهتماماً إعلامياً واسعاً، كما قدمت تحقيقات عن المثقفين في عهد الإخوان ومطالبهم.
وقدمت نها تغطيات مؤثرة للمؤتمرات الاقتصادية والانتخابات، مع ملفات متميزة عن التجارة والصناعة، حتى لقبها زملاء المهنة بـ “حوت التجارة” لإتقانها لهذا القطاع.
أما في الاقتصاد فكانت من أوائل الصحفيين الذين تناولوا قضايا مثل “المسواقجية” في الصحافة المصرية.
التحديات المهنية:
ترى نها أن الواسطة والمحسوبية كانت أكبر التحديات التي واجهتها بسبب الشللية وتغليب المصالح الشخصية على الكفاءة في العديد من المؤسسات، مما أدى إلى إهدار حقها في بعض الفرص.
هذا بخلاف الجانب المادي وضعف المرتبات الذي أعاقها عن الحصول على تدريبات مُكلفة، لكنها عوضت ذلك بالمثابرة والبحث عن دورات مجانية.
فحصلت على العديد من الدورات التدريبية المجانية في مجالات الصحافة والإذاعة، من جهات مثل: رويترز، الجامعة الأمريكية، الصوت الحر، ونقابة الصحفيين.
كما طورت مهاراتها في اللغة العربية والتصحيح اللغوي.
رؤى وطموحات:
أطلقت نها مع زملاءها مبادرة بعنوان يال نذاكر صحافة، بهدف دعم الصحفيين الشباب وتوفير فرص تعلم حقيقية، وتطمح في إنشاء موقع إلكتروني يفتح أبواب العمل للجميع ويحد من الاستغلال المهني.
كما تحلم أيضًا بكتابة رواية أو قصة، و تقديم عمل أدبي يعكس رؤاها الإنسانية. وتسعى لإتقان اللغة الإنجليزية ولغة أجنبية أخرى لمواكبة التطورات العالمية في الصحافة.
رسالة للصحفيين/ات الجدد:
“الصحافة مسؤولية كبيرة، خاصة في زمن حرب الشائعات والمعلومات المضللة. على الصحفيين/ات بذل جهد مضاعف للتحقق والتدقيق، والإيمان بأن القيم الصحفية الحقيقية ستظل حجر الأساس لبناء مجتمع أكثر وعياً.”- تقول نها موجهة رسالتها إلى الصحفيين/ات الجدد.