بروفايلسلايدر رئيسي

نوران ضياء.. صحفية بدأت بـ”كاميرا الموبايل” إلى مهرجانات العالم

 

نوران ضياء.. صحفية بدأت بـ”كاميرا الموبايل” إلى مهرجانات العالم

 

نوران ضياء بدأت قبل أن يُسمح لها بالاختيار. فتاة في السابعة عشر تحمل كاميرا منزلية وتُجري حوارات كأنها وُلدت صحفية. وبينما كان أهلها يرسمون طريقًا تقليديًا نحو الهندسة، كانت هي تسير في طريق آخر موازٍ، ملغوم بالأسئلة، والبحث عن المعنى.

لم تتخلَ عن الهندسة، لكنها جعلت منها أداة للسرد، ووسيلة لفهم الواقع، كما فعلت تمامًا مع الكاميرا. مزجت العلم بالفن، والحكايات بالتحقيقات.

ومع تحديات المهنة تواصل نوران ضياء عملها كصحفية استقصائية وصانعة أفلام وثائقية حاصدةً الجوائز، تروي حكايات المُغيّبين وتُصوّر ما لا يُرى.

 

ملامح عامة:

 

تعمل نوران صحافية استقصائية وصانعة أفلام وثائقية، تحمل درجة الماجستير في الهندسة المعمارية عن رسالة بعنوان “The impact of crises on contemporary Egyptian architecture”. تخرّجت من كلية الهندسة قسم العمارة، حاملةً معها شغفًا أصيلًا بالصحافة وصناعة الأفلام الوثائقية. بعد التخرج، قررت تحقيق حلم طفولتها بدراسة الإعلام، وهي حاليًا باحثة ماجستير بكلية الإعلام – قسم الإذاعة والتلفزيون.

 

✨ بداية حب الصحافة

 

بدأت علاقة نوران بالصحافة منذ الطفولة، حيث كانت تستخدم أدوات منزلية ككاميرا وميكروفون لتجري لقاءات مع أفراد أسرتها. أحبّت الإذاعة المدرسية، وكانت مغرمة بالأفلام الوثائقية. وفي عمر السابعة عشر، اختارت دراسة الصحافة كمجال مهني وأكاديمي، إلا أنها التحقت بكلية الهندسة، قسم العمارة، تنفيذًا لرغبة أسرتها. لم يفارقها الحنين للصحافة، وشعرت طوال الوقت بعدم الاستقرار والرضا، مما دفعها لبدء العمل في الصحافة منذ عامها الأول بالجامعة.

 

✨ البداية المهنية.. بين الصحف المحلية والاستقلالية

 

بدأت نوران مسيرتها الصحفية بالعمل في عدة مؤسسات صحفية وإعلامية، منها: روزاليوسف، قناة ONTV، جورنال مصر، راديو عاجل، وموقع لها. لاحقًا، شعرت بحاجتها للتحرر من القيود المؤسسية، فاتخذت قرار العمل كصحفية مستقلة وصانعة أفلام وثائقية. وجدت شغفها الحقيقي في إنتاج أفلام الموبايل، حيث استطاعت تنفيذ أفلام وثائقية عالية الجودة تنقل قصصًا واقعية، باستخدام الهاتف فقط، بحرفية ودقة.

 

أنجزت عددًا كبيرًا من الأفلام الوثائقية التي نالت جوائز من مهرجانات محلية ودولية، ومن أبرز أعمالها:

هروب لاجئ، اختفاء قسري، يوم في حياة أم، بيبي بلوز، حجاب مريم، عمارة ما بعد الثورة، تحرش مهني، لمن يهمه الأمر، بنت الشركة، يا كحك العيد، صديقة الطلبة، نساء ما قبل الفوط الصحية، مرح إلزامي، على قارعة الطريق، أنثى أتلفها الهوى.

 

كما أنجزت عددًا من التحقيقات الاستقصائية من بينها: زيجات على الهامش، دواء وهمي، حجاب قسري، تمييز على أساس أنثوي.

 

✨ تحديات الإحباط والعودة بقوة إلى الصحافة

 

في عام 2017، قررت نوران خوض تجربة مهنية مختلفة، حيث عملت كمعيدة بكلية الهندسة بعد تخرجها بامتياز. إلا أن الإحساس بأن الصحافة شغف لا يمكن استبداله أو التخلي عنه، ظل يلازمها. وفي عام 2021، عادت مجددًا إلى المجال الصحفي. وبالرغم من انخراطها في دراسة الماجستير بكلية الهندسة، قررت استكمال الرسالة، متعاملة معها كمشروع تحقيق صحفي يجب إنجازه، وخرجت من هذه التجربة بفيلم وثائقي بعنوان “عمارة ما بعد الثورة”.

 

✨ الدراسة الأكاديمية وتحقيق حلم الطفولة

 

قررت نوران المضي قدمًا لتحقيق حلمها القديم في دراسة الإعلام. وفي عام 2021، حصلت على ماجستير الإعلام المهني بنظام التعليم الإلكتروني، ونالت المركز الأول على دفعتها. وهي حاليًا طالبة ماجستير بقسم الإذاعة والتلفزيون.

 

وتعمل نوران ضياء حاليًا كصحفية استقصائية مستقلة، وتتعاون مع مؤسسات عربية وأجنبية، إلى جانب عملها في صناعة الأفلام الوثائقية. وتسعى حاليًا لتوسيع نطاق مشاريعها، من خلال التواصل مع مؤسسات دولية متخصصة في المصادر المفتوحة، بهدف تعزيز التعاون في إنتاج أعمال صحفية متعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

 

✨ التحديات الشخصية والمهنية

 

واجهت نوران العديد من التحديات، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني. كان أبرزها غياب دعم الأسرة، التي اعتبرت أن مهن مثل الطب والهندسة أكثر فائدة للمجتمع من العمل الصحفي، واعتبرت الصحافة “مهنة من لا مهنة له”. أما مهنيًا، فقد واجهت تحديات تتعلق بالتمييز وعدم تكافؤ الفرص، ما زاد من إصرارها على الاستقلالية والعمل وفق معاييرها المهنية الخاصة.

 

رغم التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة، فإنها تواصل سعيها لإنتاج تحقيقات دقيقة وأفلام وثائقية موثقة، بالتعاون مع مؤسسات عربية ودولية. بالنسبة لها، الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تهدف من خلالها إلى إعلاء صوت الحقيقة وتوثيق الحاضر.

 

دائمًا ما تتخذ نوران شعارًا تردده مرارًا وتعتبره جوهر مسيرتها المهنية:

“ابحث عن شغفك وتمسك به، لا تستسلم أبدًا، ولا تسمح للظروف بتغيير مسارك. تستطيع أن تبدأ من الصفر في أي عمر ومن أي مكان، يكفي أن تمتلك إرادة قوية ورؤية واضحة وتضع خطة منظمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى