هاجر السبيري.. صحفية تواكب التطور وتتحدى نفسها كل يوم

 

هاجر السبيري.. صحفية تواكب التطور وتتحدى نفسها كل يوم

 

 

 

لم تكن تطمح صاحبة الـ27 عامًا، ابنة محافظة أسيوط بعالم الصحافة المليء بالتحديات الجديدة مع كل خطوة تخطوها، فما اتبعته هو النمط السائد في مجتمعها من اختيار “علمي علوم” بمرحلة الثانوية العامة، أملًا في سلك وظيفة ترفع رأسها أمام أسرتها وأقاربها، كما هي طبيعة أحلام منطقتها. 

 

لكن التحاق هاجر السبيري بكلية الإعلام، غير مسارها وفتح أمامها آفاقًا مختلفة، فتحولت إلى صحفية شجاعة تواكب العصر، وتعرف متطلبات سوق العمل لتتعلم الجديد دون خوف من مجهول أو صعوبات تواجهها. 

 

بداية الدراسة والعمل: 

 

حصلت هاجر على بكالوريوس كلية إعلام جامعة بني سويف، ودعمتها أسرتها على هذا الاختيار -رغم غرابته مقارنة مع أقرانها، والتحقت في الدراسة بقسم الصحافة الذي وجدت فيه شغفها بالتعلم اليومي المواكب للعصر، خاصة مع وجود أقسام مستحدثة عن الصحافة الإلكترونية وصحافة الفيديو. 

 

لم تقنع هاجر بالدراسة الرسمية الجامعية، حيث التحقت بالكثير من ورش العمل التدريبية في محافظة القاهرة، وتدربت بشكل عملي داخل صحف عدة تذكر منها فيتو، الأهرام، البوابة نيوز، حتى قررت الحصول على كورس الكتابة الصحفي في جريدة اليوم السابع عام 2016 ومن وقتها لا تزال تعمل فيها. 

 

تقول هاجر لـ”المرصد”: قمت باستغلال فترة وجودي في المكان بأكبر شكل ممكن، طورت نفسي وتعلمت الجانب العملي، وأثناء ذلك اكتشفت مجال “صحافة الفيديو”، وعرفت كم هي نمط مطلوب وعصري، لأٌقرر بعدها تعلم المونتاج من مدينة الإنتاج الإعلامي، ثم التصوير وبرامج الفوتوشوب والأنيمشن، هذا بخلاف الكتابة الصحفية، ﻷكون مؤهلة للمنافسة في السوق، وأستطيع العمل بطريقة “وان مان كرو” أو الشخص الواحد القادر على عمل فريق كامل”. 

 

ومن هنا حجزت هاجر مكانًا لنفسها في الصحيفة الناجحة اليوم السابع، وأنتجت بتشجيع  مديريها العديد من الأفكار  المصورة والقصص الإنسانية التي نجحت في صياغتها بشكل مكتوب ومرئي متكامل. 

 

جوائز وموضوعات فارقة: 

 

جهد هاجر لم يكن بعيدًا عن التكريم والنجاح، إذ حصلت على جائزة الصحافة المصرية، من نقابة الصحفيين عام 2022، عن موضوع بعنوان: “من الست للأستاذة “لوزة”.. محت أميتها ووصلت للماجستير”، وتناول التقرير المدعوم بفيديو وصور، قصة سيدة ريفية أمية، تزوجت في عمر الـ 13 عامًا بعدما تركت دراستها، وبعد وصول زواجها للعام العاشر قررت الحصول على شهادة محو الأمية، ثم واصلت تعليمها بدعم زوجها- لتصل إلى الماجستير، ومن ثم كرمها محافظ بني سويف وساعدها في الحصول على وظيفة حكومية. 

 

وتعتز هاجر بموضوعات تعتبرها الأقرب لقلبها، ومنها قصة بعنوان “اندبندنت سارة” ناقشت فيه فكرة استقلالية الفتيات في مصر، وما تتعرض له كثيرات من عنف أسري يدفع بعضهن لترك منزل الأسرة والاستقلال بالمعيشة بشكل كامل. 

 

وتقرير آخر تناول إشكالية التنمر،  بعنوان: “طاقية عبد الله”، عن شاب صغير لم يصل لـ العشرين من عمره، ويعاني من مرض لم يستطع الأطباء تشخصيه، باغته بسقوط شعره، ما اضطره لارتداء طاقية لازمته كل مرة يخرج فيها من بيته، ليتجنب التنمر ونظرات الملاحقة التي تزيد من ألمه. 

 

كما تناولت هاجر في تقرير  لها، قصة الناجي الوحيد من أسرة فلسطينية توفت بالكامل في أحداث الحرب على غـــ زة، وراح ضحيتها الأب والأم وسبعة من الأبناء- دون ناجٍ وحيد من الأسرة يدعى “حسن”.

 

وتقول هاجر عن القصة المصورة، إنها من أبرز الأشكال التي توضح وجهة النظر، “الفيديو أقوى، ويربط المشاهدين/ات بالقصة ليتفاعلوا معها، كما أن هناك جوانب تظهرها الصورة لا تنجح الكتابة وحدها في توصيلها بالشكل المطلوب”. 

 

أحلام مهنية: 

 

رغم الصعوبات التي تواجهها هاجر من رفض كثير من المصادر للتصوير، أو تراجع بعضهم عن النشر بعد مجهود التصوير والكتابة والمونتاج، رغم هذا – ترى أن الصحافة الإلكترونية ودخول الذكاء الاصطناعي للمجال الصحفي وما نشهده في عصرنا الحالي من تطورات متلاحقة، هى التحديات الأكبر التي ترغب في خوضها، وتعلم المزيد عنها الفترة المقبلة. 

 

وتطمح هاجر أيضًا في الحصول على الكثير من الجوائز المحلية والدولية، تقول: “بحلم أطور من نفسي للدرجة التي تؤهلني أنافس في مسابقات كبيرة، وأصنع تحقيقات استقصائية تتناول قضايا كبرى بالطريقة التي أحبها بالفيديو والقصة المصورة”. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى