هاجر عثمان.. صحفية متميزة فى صحافة الجندر

بطلة الأسبوع الحالي، صحفية مهتمة بقضايا الحقوق والحريات.. بدأت مشوارها كصحفية ميدانية، بعدها تخصصت فى قضايا الجندر، وقدمت لنا على مدار السنوات الماضية صحافة تناولت قضايا المرأة ومشكلاتها التي تحياها داخل مجتمعاتنا الشرقية، وحصلت على العديد من الجوائز المتعلقة بقضايا العنف ضد المرأة.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتبة الصحفية هاجر عثمان.

وُلدت هاجر عثمان فى محافظة القاهرة يوم 16 نوفمبر 1986، وكان فضولها وكثرة طرحها للأسئلة على أبويها بوابتها لاكتشاف ما يدور حولها.. فى طفولتها كانت تذهب بشكل دائم إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب بصحبة خالتها لشراء الكتب، وخلال دراستها كانت تحرص على المشاركة على في الإذاعة المدرسية، وبعد إتمامها للثانوية العامة التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وتخرجت في قسم الصحافة عام 2007 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، بعدها التحقت بالدراسة بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بالهرم، وحصلت على دبلومة فى النقد الفني بتقدير ممتاز عام 2012.

تأثر هاجر على الصعيد المهني، بالدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، التى وضعتها على طريق الصحافة، والكاتب الصحفي الراحل مجدى مهنا، صاحب الكتابات الصادقة المنحازة للمواطن -على حد قول هاجر-، إلى جانب أساتذتها الذين تعاملت معهم في المؤسسات التي عملت فيها.

بدأت هاجر مشوارها فى الصحافة منذ سنوات الجامعة، وكانت جريدة “صوت الجامعة” الصادرة عن كلية إعلام القاهرة بمثابة حقل تجريبي لها، بعد ذلك حصلت على فرصة للتدريب في جريدة “الجمهورية”، ثم وكالة أنباء الشرق الأوسط، وبعد التخرج عملت كمتدربة فى “الأهرام المسائي” عام 2008، وشاركت في تحرير صفحة “أحوال القاهرة الكبرى”، وكانت صفحة معنية بالمواطن البسيط فى المقام الأول.

وبرغم كون “الأهرام ” تجربة ثرية لهاجر عثمان على المستوى المهني، أعدت أرشيفًا كبيرًا يتضمن موضوعات صحفية تعتز بها، إﻷ أنها لم تكن تجربة منصفة على المستوى الأدبي والمادي، حيث حُرمت من وضع اسمها على موضوعاتها، ومن الحصول على مكافآت مالية تشجيعية، بدعوى أنها صحفية صغيرة تحت التمرين، وأن مجرد انتسابها للأهرام شرف كبير يحلم به أي صحفي ليحظي فيما بعد بفرصة للتعيين.

بعد تجربة “الأهرام” التى استمرت لمدة عام واحد، ابتعدت هاجر عن الصحافة لفترة من الزمن، وركزت على دراستها في المعهد الفني، وعادت مرة أخرى للصحافة بعد ثورة 25 يناير 2011، عبر جريدة “البديل”، وفي البديل ركزت على العمل الميداني، وتغطية الأحداث السياسية والقضايا الحقوقية، وأنتجت العديد من التحقيقات المتعلقة بملف الحريات العامة، وكانت أصعب تغطيتها الصحفية، هى أحداث بورسعيد عام 2012، و أحداث فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس 2013، وأحداث مسجد الفتح، ومحاولة اقتحام قسم شرطة الأزبكية.

وفى عام 2014 توقفت هاجر عن العمل الميداني وانقطعت عن تغطية الأحداث السياسية، بسبب معاناتها من اضطرابات نفسية نتيجة تغطية الأحداث الصادمة الناتجة عن أعمال العنف التى شهدتها البلاد فى هذه الفترة، وفى نفس الوقت كان اهتمامها بملف وقضايا المرأة يتزايد يومًا بعد آخر، ومع “البديل” عملت على ملف المرأة، وحصلت على المساحة لتناول قضايا المرأة بطريقة غير تقليدية لا تحصرها فى الطبخ والموضة والأزياء، وتطرقت موضوعاتها إلى مشاركة المرأة فى المجال العام خاصة مع الاعتداءات الجنسية والتحرش الجماعي الذي كان يصيب النساء فى ميدان التحرير والميادين الأخرى أيام الثورة.

بجانب البديل عملت معدة فى قناة “الأهلي” ببرنامج ” الكورة والجماهير”، وعملت على ملف المجتمع والمنوعات، كما عملت فى مجلة “شباب 20” الإماراتية، واهتمت فيها بالقسم الثقافي والفني. وكان اهتمامها بالفن والثقافة الموسيقي مرتبط بدراستها فى المعهد العالي للنقد الفني، تكتب فيه من وقت لآخر، بجانب الموضوعات السياسية والحقوقية والتحقيقات الاجتماعية.
وخلال مشوارها تعرضت هاجر إلى العديد من الصعوبات، منها صعوبة الحصول على كارنيه نقابة الصحفيين، وعدم الاعتراف بالصحفي غير النقابي، لذا فهى من أنصار تغيير قانون النقابة، لسد الثغرات التي تستغلها المؤسسات الصحفية فى استنزاف طاقة ومجهود الشباب من حديثي التخرج بمقابل زهيد وأحيانا دون مقابل، على أمل التعيين وحصولهم على عضوية نقابة الصحفيين.

فى عام 2013 بدأت رحلتها مع مؤسسة “روزاليوسف”، وهى بالنسبة لها مدرسة صحفية مختلفة تعلمت فيها الكثير.. أعطت لها المجلة الفرصة للعمل فى كل الأقسام من ثقافة وفن وسياسة، وبها أنجزت العديد من التحقيقات الهامة القريبة من الناس وهمومهم، وأثارت قضايا لها علاقة بالحريات والمرأة، وفي عام 2014 عُينت فى مجلة “روزاليوسف”، والتحقت على إثرها بنقابة الصحفيين، وترقت في عام 2021 لتصبح رئيس قسم.

منذ عام 2018 بدأت هاجر تراسل بشكل مستقل العديد من المؤسسات الإعلامية الإقليمية مثل “VICE” النسخة العربية، وبها أنتجت موضوعات عن المرأة، كما تعاونت مع موقع “رصيف 22” اللبناني، وأنتجت موضوعات لها علاقة بالسينما و الموسيقى، وتعمل بشكل مستمر مع مجلة “ولها وجوه أخرى”، وهى منصة نسوية متخصصة فى القضايا الجندرية.

فى مشوارها المهني حرصت بطلتنا على صقل وتطوير مهارتها، عبر الحصول على العشرات من الورش والتدريبات المعنية بالصحافة والجندر، وأصبحت مدرب معتمد من أكاديمية دويتشه فيلله الألمانية بعد اجتيازها دورة تدريبية معهم بالقاهرة بواسطة خبراء ألمان تحت عنوان ” “أصوات نسائية – تدريب المدرب” في الفترة من سبتمبر حتى نوفمبر 2014 ، بعدها عملت كمدربة تحت رعاية أكاديمية دويتشه فيله بالقاهرة لمجموعة من شباب الصحفيات حول موضوع “التغطية الإعلامية لقضايا النوع الاجتماعي ” على مدار يومين في الفترة من 26 و 27 نوفمبر 2014 .

كما اجتازت الدورة التدريبية الإقليمية حول “التدقيق الجندري للمؤسسات الإعلامية ” في الفترة من 16 حتى 19 أغسطس 2015 بالإسكندرية، التي نظمها مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت الفلسطينية والمعهد السويدي بالإسكندرية والشبكة العربية لرصد وتغيير صورة المرأة والرجل في الإعلام، واجتازت أيضًا تدريب “أساسيات الصحافة الاستقصائية” عبر منصة أكاديمية أريج الرقمية، وذلك في الفترة من (18- 22 ابريل 2020 ) تحت إشراف شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج ).

واجتازت الدبلوم المهني المصغر للصحافة الصحية والطبية تخصص ” صحافة الموبايل”، تخصص “آليات التحقق من المعلومات”، الذى نظمه مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة في مارس وأبريل 2021 عبر الإنترنت.

وحصلت عام 2022 على “زمالة الصحافة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ” في المنطقة العربية، والتي أقامها ونظمها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ، بعد عام دراسي كامل بدأت أولى محطاته من تونس، ثم البرتغال لتختتم التدريبات وتحتفل بالتخرج في عمان – الأردن. وتعتبر هذه الزمالة هى الأولى من نوعها في العالم العربي، وقد شارك فيها الأولي 27 صحفيًا/ة من 11 دولة عربية.

ونالت العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة اتحاد نساء مصر للعمل الصحفي المميز الداعم لحقوق المرأة المتصلة بصلب قضايا المجتمع في يناير 2014، و اختارتها مبادرة “المحاميات المصريات” في مارس 2014 كواحدة من بين 30 سيدة أسهمن في الدفاع عن حقوق المرأة المصرية، وحصلت في العام ذاته على جائزة المركز الأول بمركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان في مسابقة سلامة وأمان للإعلاميين والإعلاميات الخاصة بمناهضة العنف ضد النساء، عن تحقيق بعنوان”بتواطؤ مجتمعى مثير.. جرائم الشرف لا شرف فيها.. قانون “وين هنادى يا أماى”.

ونالت جائزة أفضل تحقيق صحفي ورقى من un women ومركز ” أكت ” مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، فى إطار مسابقة صحافة بلا تنميط ، لأفضل تغطية صحفية عن قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين، وهو تحقيق “الجميلات هن الكادحات” المنشور فى مجلة روزاليوسف فى 7 مارس 2015 ، وحصلت على جائزة أفضل تحقيق صحفي ورقى من مركز أكت لعام 2017 ،لأفضل تغطية صحفية عن قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين عن تحقيق ريادة الأعمال “دريكسيونة” سواقة حريمى تتحدى الرجالى، المنشور بمجلة روزاليوسف فى يناير 2017 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى