بروفايلسلايدر رئيسي

“هاني حتحوت” إعلامي ملك قلوب جمهور الرياضة بنقل الحقيقة 

خلف شاشة التلفزيون ومن داخل ستديوهات الإذاعة أيضًا، يطل على جمهوره منذ سنوات بملامح ثابتة وبصوت رخيم، حفظوا هيئته وألفوا نبرة صوته، يتلوا عليهم أهم أخبار الساحة الرياضية وينقل لهم الواقع دون تحيّز أو تحريف، هكذا عهده متابعيه من الملايين على مدار سنوات فوثقوا فيه وبات -رغم صغر سنه- واحدًا من أبرز الوجوه الإعلامية في مجال الرياضة وصاحب بصمة مؤثرة، يتداول الكبار قبل الصغار مقاطع حلقاته عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

تواصل فريق المرصد المصري للصحافة والإعلام مع الإعلامي هاني حتحوت، لإجراء حوار حول مسيرته المهنية منذ بدايتها وحتى اللحظات التي قدم فيها أبرز حلقاته التلفزيونية والتي جاءت في سياق ملابسات وفاة اللاعب أحمد رفعت، وقدمها “حتحوت” بمهنية وحيادية ووضوح شديد.

 

البداية المهنية

بدأت علاقة “هاني حتحوت” بالإعلام مبكرًا أثناء دراسته الجامعية بقسم الإعلام في كلية الآداب جامعة عين شمس، حيث تلقى تدريبات مختلفة في الصحافة والعلاقات العامة والإعلام، واتيحت له الفرصة حينها لدخول التلفزيون المصري كمتدرب يُقدم برنامج “اسمعونا” على القناة الثانية.

 

خلال فترة دراسته الجامعية أيضًا، قدم برنامجًا على قناة الصحة والجمال، فاكتسب مهارات أهلته للعمل فور تخرجه عام 2009 وكانت بدايته المهنية الفعلية كصحفي رياضي بموقع في الجول، أعقبها فرصة هامة في مسيرته المهنية داخل إذاعة الشباب والرياضة، حيث انضم للإذاعة في مايو عام 2010 كمذيع ومُعد رياضي.

 

الانطلاقة المهنية

 

تطورت علاقة “حتحوت” بالتقديم التلفزيوني شيئًا فشيئًا، انتقل بعد ذلك إلى قناة النهار كمذيع نشرات أخبار ومقدم برنامج اجتماعي “شكوتك بصوتك” وتقوم فكرته على تقديم شكاوى المواطنين والعمل على حلها من خلال المسؤولين.

 

نقلة كبيرة وعلامة فارقة في مسيرة “حتحوت” بعد أن انتقل لفريق قناة “اكسترا نيوز”  كمقدم برنامج رياضي لمدة عامين كاملين اكتسب خلالهما خبرة مهنية كبيرة، ومن إكسترا نيوز إلى محطة قناة “صدى البلد” التي لا يزال يعمل بها حتى الآن كمقدم برنامج “الماتش” الرياضي، إلى جانب تقديمه برنامج “الكلام المظبوط” على “أون سبورت FM”، وتوسطت تلك المحطات المهنية تجارب إذاعية له عبر راديو”BBC” ومحطة راديو مصر.

 

خبطات إعلامية

 

رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز الـ36 عامًا، إلا أنه أحدث “خبطات” إعلامية مميزة عبر شاشة التلفزيون، كان الأصعب والأكثر تحدي بالنسبة له، حواره مع اللاعب الكبير شريف إكرامي أثناء أزمته مع النادي الأهلي، وكابتن هناء حمزة لاعبة كرة الطائرة المعتزلة أثناء أزمتها مع النادي الأهلي وفرج عامر رئيس نادي سموحة، وحلقات خاصة مع كبار أعضاء مجلس إدارة الزمالك، كل ذلك كان سبق إعلامي لصالح “حتحوت” يعتز به.

 

بخلاف اللقاءات الإعلامية الحصرية السابق ذكرها، تصدّر اسم “حتحوت” صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي- بالإشادة وليس الهجوم- عقب حلقته المتميزة التي قدمها خلال برنامجه المذاع على قناة صدى البلد حول واقعة وفاة اللاعب “أحمد رفعت”، حيث حافظ على رباطة جأشه  – رغم صعوبة ذلك – ونجح في تقديم تفاصيل أكثر دقة وصدق حول الواقعة على لسان أطرافها المعنيين، دون تحيز أو تحريف سعيًا منه لكشف الحقيقة.

 

كواليس تغطية وفاة الراحل أحمد رفعت

 

يقول “حتحوت” لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، عن كواليس حلقة وفاة الراحل “أحمد رفعت” التي أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها أثرت عليه نفسيًا بشكل كبير، لمعرفته الشخصية باللاعب الراحل ولمحاولاته الجادة فصل مشاعره الإنسانية وحزنه على “رفعت” عن دوره كإعلامي ينقل الحقيقة فقط دون تحيز لأي طرف على حساب الآخر، فضلًا عن الجهد المبذول من كافة فريق عمل البرنامج لمحاولة إقناع أطراف الواقعة بالتحدث الإعلامي للحصول على معلومات شائكة حول تلك الواقعة لنقل الحقيقة.

 

أما عن الجزء الخاص بالمداخلة الهاتفية للدكتور وليد دعبس في تلك الحلقة، والتي تصدرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أكد “حتحوت” أن المداخلة كانت مفاجأة لفريق العمل، حيث طلب الأول عمل مداخلة على الهواء للرد على الواقعة، وبعد أن طال الحديث وتشعّبت الأسئلة، منحت إدارة القناة وقتًا إضافيًا للحلقة التي كانت من المقرر ختامها في تمام الواحدة صباحًا، إلا أنها استمرت حتى الثانية إلا ربع صباحًا.

 

ردود أفعال الجمهور

 

واجبه الإنساني قبل الإعلامي يدفعه دائمًا إلى متابعة ردود أفعال الجمهور لمعرفة اهتماماتهم، يحرص” حتحوت” من حين لآخر الاطلاع على تعليقات الجمهور عليه عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يحاول إخفاء أي تعليق سلبي في حقه عبر صحفته الرسمية إيمانًا منه بحق الجمهور في التعبير عن رأيه، أما ردود الأفعال المتداولة عقب حلقة تغطية وفاة الراحل أحمد رفعت تحديدًا، كان لها أثر بالغ في نفس الإعلامي الثلاثيني، وصفه في حديثه مع مؤسسة المرصد المصري بـ”مشاعر من الامتنان لتوفيق ربنا والفرحة” رغم صعوبة الحدث نفسه.

 

“الأسبوع اللي فات بقابل ناس في الشارع بتدعيلي على الحلقة” هكذا استطرد”حتحوت” حديثه عن الضجة الإعلامية التي حققتها حلقته الخاصة عن الراحل “أحمد رفعت” وما أسعده هو عدم سعيه لإحداث ضجة إعلامية بقدر سعيه لنقل الحقيقة من أطرافها ومحاولاته طوال فترة الهواء، السيطرة على مشاعره لعدم تحيزه، بحسب تعبيره.

 

صعوبات المهنة 

على عكس ما يعتقده البعض أن “المذيع” أو مقدم  البرامج هي مهنة سهلة، حيث أكد “حتحوت” أن صعوبة تلك المهنة تتمثل في احتياجه للمتابعة والاطلاع على الأحداث طوال اليوم دون توقف للإلمام بكافة التفاصيل، إلى جانب صعوبة الفصل بين المشاعر الإنسانية والعواطف بالدور الإعلامي الحقيقي الذي يُحتّم عليه توصيل المعلومة دون تحيز، فضلًا عن التطاول الذي قد يتعرض له من بعض الضيوف، والذي يتطلب منه التعامل معه بمهنية تامة، إلا أنه لا يقبل أبدا التجاوز في حقه الشخصي أو حق أحد ضيوفه الموجودين معه داخل الاستديو، بحسب تعبيره، لم يلجأ إلى اتخاذ أي إجراء رسمي إلا مرة واحدة حين اتهمه رئيس نادي سموحة بالرشوة، فتقدم المذيع الشاب بطلب شكوى رسمية للمجلس الأعلى للإعلام حفاظًا على حقه الأدبي والأخلاقي.

 

الفرق بين الإذاعة والتلفزيون

 

بحكم تنقله بين برامج الشاشة الصغيرة والراديو، يعتبر الإعلامي الشاب “هاني حتحوت” أن الراديو هو المتعة الحقيقية لأي شخص يعمل في الإعلام حيث يعتمد فيه على صوته وطريقة إلقاءه فقط، على عكس التلفزيون الذي يدعمه الإضاءة والمظهر والديكورات داخل الاستديو وعرض مقاطع فيديو تدعم البرنامج بشكل عام، ولكل منهما مكانة خاصة في قلب “حتحوت” ورغم تجاربه المختلفة في تقديم برامج اجتماعية وبرنامج للأطفال عبر التلفزيون المصري في بداياته المهنية يظل الإعلام الرياضي هو الأحب إلى قلبه، بحسب تعبيره.

طموحات مستقبلية

 

يؤمن”هاني حتحوت” بأن الإعلامي عليه التجديد والتطوير بشكل مستمر، ولذلك يسعى إلى تطوير مهاراته الإعلامية وتنمية معارفه بشكل أكبر ولا يتوقف عند حد معين من النجاح، إلى جانب حرصه الدائم على تجديد طاقته سواء بممارسة الرياضة أو الحصول على فترة راحة صغيرة لتجديد نشاطه وصفاء ذهنه لضمان الحفاظ على أداءه الجيد أمام الكاميرا.

 

ويرى الإعلامي الشاب أن الإعلام في الوقت الحالي عليه أن يضع اهتمامات الجمهور نصب عينيه، دون السعي وراء” التريند”، حيث يؤمن أن دور الإعلام الحقيقي هو توصيل المعلومة الصحيحة والتعبير عن صوت الجمهور.

 

شخصيات مؤثرة في مسيرته

 

على مدار سنوات عمله في الإعلام سواء الإذاعي أو التلفزيوني، لا يزال “حتحوت” ممتنًا للعشرات من العاملين في مجال الإعلام ممن قدموا له يد المساعدة سواء بالنصيحة أو الدعم المهني، منهم حسب ما ذكر في حواره مع مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، على سبيل المثال وليس الحصر، عدد من العاملين في وزارة الشباب والرياضة زينب بدوي، و حسن مدني وسهير الباشا ونادية مبروك وعمر عبد الخالق وريهام سويلم ونجلاء حلمي و خالد مرسي وألبرت شفيق والعديد غيرهم من الأسماء الإعلامية الذين ساعدوه في النجاح الذي وصل إليه الآن، حسب تعبيره.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى