بروفايلسلايدر رئيسي

هايدي محمد.. صحفية ذات خطوات متمرسة في دروب الصحافة الفنية

ما بين فصول الدراسة ودهاليز غرف التحرير، صنعت هايدي مسيرتها بعرق الاجتهاد، وبعين لا تغفل عن التفاصيل، وبقلب يؤمن بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية ورسالة، تأثرت في بداياتها بالإعلامية منى الحسيني، واتخذتها قدوة، لكنها رسمت لنفسها طريقًا خاصًا، يتقاطع مع الفن من باب الشغف، ومن نافذة التقدير، لا الإثارة.
 
في حواراتها، لم تكن تسعى وراء “الترند”، بل وراء المعنى؛ وفي كل لقاء كانت تنقل إلى القارئ وجوهًا أخرى للفنانين، وجوهًا إنسانية تُروى للمرة الأولى، جمعت بين الممارسة المهنية والبحث الأكاديمي، لتصبح نموذجًا للصحفي الذي لا يكتفي بالتجربة، بل يُعمّقها بالعلم، ويمنحها بعدًا جديدًا.
 
 
✅النشأة والبدايات:
 
هايدي محمد صحفية مصرية وعضو بنقابة الصحفيين، تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2016، وحصلت على عضوية النقابة في 2018. وإلى جانب عملها الصحفي، تواصل دراستها الأكاديمية كباحثة دكتوراه، بعدما حصلت على درجة الماجستير في الإعلام.
 
بدأ شغف هايدي بالكتابة في سن مبكرة، وتحديدًا من خلال حبها للغة العربية وموضوعات التعبير أثناء دراستها الابتدائية، كانت والدتها تحلم بأن تراها صيدلانية، لكنها كانت تردد دائمًا: “لما أكبر هدخل إعلام”. ومنذ الطفولة، تأثرت بالإعلامية منى الحسيني، التي تعتبرها مثلها الأعلى، والتي أحبت طريقتها وأسلوبها وحضورها الإعلامي.
 
✅البدايات المهنية:
بدأت علاقة هايدي بالصحافة من عامها الدراسي الأول، حيث التحقت بجريدة الأهرام، ثم انتقلت إلى مجلة الكواكب التي كانت تحلم بالعمل بها منذ صغرها، نظرًا لحبها للفن وارتباطها بعالمه، تعتبر الكواكب بمثابة مدرستها الأولى، وتدين بالكثير من الفضل للكاتب الصحفي أشرف غريب، رئيس تحرير المجلة حينها، والذي شجعها ومنحها الفرصة لتكتب وتنشر وهي لا تزال طالبة.
 
كان أول موضوع صحفي لها حوارًا مع الفنان الكبير الراحل عزت أبو عوف، وقد نُشر الحوار على صفحتين وباسمها، وهو ما شكل نقلة نوعية في مسيرتها المبكرة، منذ ذلك الوقت، استمرت في كتابة الحوارات والتحقيقات والتقارير الفنية، ونجحت في إثبات نفسها وسط بيئة تنافسية، حتى أنها حصلت على أول مكافأة صحفية بقيمة 50 جنيهًا، وكان لها وقع كبير على مسيرتها.
 
تستطرد “هايدي”: “بعد الحوار ده اتكرمت في جامعتي اني كنت الطالبة الوحيدة في الدفعة على مستوى ثلاثة أقسام واسمي بدأ يتعرف في عالم الصحافة”.
 
بعد تجربة “هايدي” في الكواكب، واصلت طريقها المهني بالعمل في مؤسسات صحفية مرموقة مثل جريدة الوطن، والبيان الإماراتية، وسكاي نيوز عربية، والبوابة نيوز، كما خاضت تجارب إعلامية مع قنوات مثل CBC والحياة، حيث عملت ضمن فرق الإعلاميين لميس الحديدي وعمرو الليثي.
 
وكانت لديها خطة واضحة من البداية: أن تبدأ في سن مبكرة لتبني أرشيفًا قويًا يعزز فرص تعيينها في وقت مبكر، وهو ما تحقق بالفعل من خلال “البوابة نيوز”، التي دعمتها في الحصول على عضوية النقابة، بالتوازي مع عملها، أكملت دراستها العليا وأنجزت رسالة الماجستير، وكتبت كتابًا بعنوان “صحافة الفيديو وقضايا المرأة”، يجمع بين تجربتها المهنية واهتماماتها البحثية.
 
✅دعم الأسرة:
تلقت هايدي دعمًا كبيرًا من أسرتها، وخاصة والدتها وأخوالها، وكانوا سندًا لها في مختلف مراحل حياتها المهنية، وعلى الرغم من وفاة والدها، فإنها تذكره دائمًا باعتزاز، وتتمنى لو كان حاضرًا ليشهد ما حققته من إنجازات، وتؤمن أن روحه ترافقها في كل خطوة.
 
✅محطة مؤثرة:
من أبرز المحطات المهنية التي كان لها أثر كبير في شخصيتها، كانت تجربتها في مجلة الكواكب، وتحديدًا تحت إشراف أستاذها أشرف غريب. تعتبره المعلم الأول الذي صقل موهبتها، وفتح لها بابًا واسعًا لتطوير أدواتها، ومنحها الثقة في بدايتها،
 
✅تحديات مبكرة:
تواجه هايدي التحديات بنفس راضية وثقة عالية، من أكبر ما واجهته كان العمل في بيئة مهنية وهي لا تزال صغيرة السن، حيث كانت عرضة للرقابة الدقيقة والاختبارات المستمرة، واجهت عوائق ومحاولات إحباط، لكنها تعتبر أن كل ذلك كان دافعًا للاستمرار والنجاح.
 
تقول دائمًا إن النجاح أشبه بمباراة كرة قدم، على الصحفي أن يكون فيها “اللعيب” الذي يعرف هدفه، وسط جمهور متنوع من مشجعين ومراقبين ومنافسين، المهم في نظرها هو التركيز على المرمى، والعمل الدائم على تطوير الذات، وليس الانشغال بالمشتتات.
 
✅ملفات تهتم بها حاليًا:
منذ بداية عمل “هايدي” وهي متخصصة في الصحافة الفنية، وأجرت حوارات مع معظم نجوم الساحة على مدار سنوات، من أبرز اللقاءات التي تعتز بها:
حوار مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز، الذي كان نادر الظهور إعلاميًا في ذلك الوقت.
حوار مصور مع أحمد السقا داخل منزله، تناول جانبه الإنساني بعيدًا عن الفن، وحقق تفاعلًا واسعًا على منصاته الرسمية.
حوار حصري مع الفنانة زينة بعد غيابها عن الإعلام لأكثر من 10 سنوات.
لقاءات مميزة مع فنانات مثل شمس البارودي وزبيدة ثروت.
 
✅جوائز وتكريمات
نالت هايدي عدة تكريمات تقديرًا لجهودها الصحفية، من أبرزها:
تكريم من المركز الكاثوليكي للسينما
تكريم من نقابة الصحفيين
تكريم من جامعة 6 أكتوبر
 
✅الطموح والرؤية المستقبلية:
لا تتحدث هايدي كثيرًا عن طموحاتها المستقبلية قبل تحقيقها، لكنها تؤمن بأن النجاح رحلة طويلة تتطلب تخطيطًا مستمرًا وجهدًا دائمًا، لديها أهداف واضحة تعمل عليها خطوة بخطوة، وكلما أنجزت واحدًا، انتقلت إلى التالي، الأهم بالنسبة لها هو السعي الدائم، والتطور المهني، والاستمرار في تقديم محتوى يحترم عقل القارئ.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى