هبه حسب..مذيعة راديو تعشق التراث والحكاية
بطلة هذا الأسبوع الإعلامية والكاتبة هبه أحمد حسب، والتي وظفت قلمها وصوتها لاثراء المعرفة بالتراث والموروث الشعبي والحكايات المرتبطة بهما بشكل شيق وجذاب.
وُلدت هبه في محافظة القاهرة وعاشت في أحضان المدينة الساهرة بكل تاريخها، وكانت الإذاعة المدرسية بداية شغفها بالراديو، فحين غاب الطالب المسؤول عن تقديم الإذاعة وجدت نفسها بشكل تلقائي تسطو على الميكرفون وتنطلق بكل ثقة ..من هنا بدأ مشوارها الإبداعي، وبالتوازي كان حبها للقراءة ونهم شراء الكتب بعد ادخار كبير من مصروفها، فتقول هبه “كنت أحب دخول المكتبة رغم أن أحيانًا كانت هناك كتبًا لا أفهمها كاملة”.
تخرجت هبه حسب في كلية التجارة جامعة القاهرة، ولم تنس حلمها وشغفها بالكتابة والإذاعة، فشقت طريقها نحو الصحافة
وتدربت في عدد كبير من الصحف بلا مقابل كأزمة أي متدرب/ة، ثم عملت كمترجمة في مركز ثقافي وحررت المجلة الخاصة بالمركز، وبعدها بدأت بالتغطيات والحوارات في عدد من الصحف والمواقع الصحفية مثل موقع MBC ورصيف٢٢ كما عملت ك رئيسة قسم الثقافة في موقع القاهرة ٢٤.
تحكي الإعلامية هبه حسب عن تجربتها في الراديو: اتجهت للراديو كمذيعة وكانت تجربتي الأولى مع راديو إنيرجي F.m 92.1، وكان برنامجي الأول تحت اسم الرحلة، وفكرة البرنامج كانت عبارة عن اختيار مكان مُحدد ثم نحكي حكاية هذا المكان بداية من قصة الأسم ووجوده وحتى تطوره وعرض البرنامج حكايات كثيرة من أول شارع أو حارة إلى جزيرة فيلاي في أسوان.
استمر البرنامج حتى ٣ سنوات بواقع أربع ايام في الأسبوع، ثم في المواسم الرمضانية كانت تختلف، حيث كانت تقدم برنامج يومي وقتها باسم “عادتك ولا هتشتريها” وهو مرده أيضًا للفلكلور والأمثال الشعبية، كان يعرض العادات المصرية المعاصرة وأصلها، مثل السبوع الذي ظهر منذ مصر القديمة، الفوانيس، الكنافة، العرقسوس وعلاقته بالصيام وبداية ظهوره، وماهو التوارث الشعبي للعادات، لماذا نستخدم رموز بعينها مثل الكف في الحسد، أو أصل ومعنى رسومات البيوت في الحارات القديمة.
ثم قدمت هبه حسب برنامج “بيتك ومطرحك” استضافت فيه عدد من الشخصيات البارزة مثل مدحت العدل، أحمد العوضي، وائل الفشني، باهر دويدار، وكان سؤال الحلقة الرئيسي: ماهو المكان الذي تعتبره بيتك ومطرحك، فيحكي الضيف ثم في نهاية الحلقة تُقدم له معلومات تاريخية ربما يسمعها للمرة الأولى عن مكانه، بعدها قدمت برنامج “اللعب مع الكبار” واستضافت فيه عدد آخر مميز من الشخصيات للتعرف على الألعاب الشعبية قديمًا من الاسكندرية وحتى أسوان.
تقول هبه حسب: اتجهت مؤخرًا للبودكاست الحر وتمثل هذا القرار في إطلاق برنامج “قعدة سبرتاية” والذي نحن بصدد عرض حلقاته بعدما تم تسجيل عدد منه، والبرنامج حلقاته مختلفة باختلاف موضوعاته ويتم اختيار الموضوعات بحسب مايشغل الناس أي موضوع يمكننا التحدث فيه في قعدة سبرتاية يمكننا طرحه والحديث عنه، وعن خلطتها السحرية في العمل تتبع هبه قاعدة “لازم أوقف كلام قبل ماالمستمع يقفل ودانه لانه مش هيسمعني تاني لو زهق لازم أجذبه لأخر لحظة بالحكاية”.
ثم تشرح: أن تجربة العمل المستقل في البودكاست الحر، خلصتها من التنميط كمذيعة برامج ثقافية فقط، جعلتها أكثر حرية في إنتقاء الموضوعات والضيوف المرشحة المهم هو التحضير الجيد.
كذلك ترى هبه أن الراديو لا يوفر في كثير من الأحيان حلقات البرامج على المنصات المختلفة ولا يجد الجمهور وقت حاليًا لمتابعة البرامج على الهواء مباشرة، بعكس التجربة المستقلة التي تحاول نشر حلقاتها على المنصات المختلفة ليجدها المستمع في أي وقت مناسب له.
ومن وجهة نظرها يحتاج الوسط الإعلامي حاليًا إلى ذراع تسويقي مبدع، لأن هناك قطعًا رائعة مثلًا في الصحافة لايلتفت لها القراء بالقدر الذي يناسبها، كما أن الأوضاع تبدلت تمامًا من انتظارنا لبرنامج أو صدور مجلة، إلى وجود زخم وتعدديه كبيرة أصبح القارئ نفسه جزءًا من صناعتها كشكل من أشكال التطور.
الجانب المُبدع أيضًا في مسيرة الإعلامية والكاتبة هبه حسب هو إصدارها لعدد من الكتب والروايات، حيث بدأت كتابة الأدب مابين الروايات والكتب البحثية والأدب بحسب تعبيرها “ليس وظيفة إنما حياة” صدر لها مؤخرًا “حديث خرافة” وهو كتاب بحثي عن المعتقد الغيبي والاساطير الشعبية في المجتمع المصري المعاصر، كما ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد عن فرع المؤلف الشاب وذلك عن رواية فريدة وسيدي المظلوم عن حياة الملكة فريدة، كما صدر لها رواية “المجموعة ألف” ومجموعة قصصية بعنوان “جامع البنات”