هدى عبد الناصر.. صحفية بملف الصحة تخاطب الجمهور الرقمي

 رغم سنوات عملها القليلة في المهنة، استطاعت هدى عبد الناصر، 25 عامًا، أن تثبت نفسها وتحقق نجاحات في عالم “الصحافة الرقمية” التي أصبحت الوسيلة الأهم لجيلها، والأكثر انتشارًا بين المتلقين/ات، فكانت لديها رؤية صائبة لتشق طريقها نحو العمل بالإعلام الحديث.. وقد كان.  

البداية

بدأ حب هدى للصحافة منذ سن مبكرة، وحاولت الالتحاق بكلية الإعلام إلا أنها امتثلت لرغبة والدها قبل رحيله، بالدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لضمان مستقبل أكثر استقرارًا، ومع الدراسة تدربت هدى بالإعلام، بمساعدة أصدقاء ومقربين لدخول المجال من خلال التدريب في “ماسبيرو” على الصحافة والتقديم التلفزيوني، وعملت في جريد الأخبار بقسم التحقيقات.

تقول هدى في حديثها للمرصد المصري للصحافة والإعلام: “كل مرة حضرت فيها تدريب جديد كنت أحرص على توسيع دائرة معارفي، وتكوين علاقات تساعدني على التقرب أكثر من المجال الذي طالما حلمت بالعمل فيه، وكنت أحرص على التمسك بأي فرصة جديدة في القنوات أو الوسائل الإعلامية المختلفة حتى بدون أي مقابل مادي، فما يهمني هو صناعة اسمي والمزيد من التعلم”. 

وأثناء ذلك حصلت على العديد من المنح والتدريبات المهمة، ومنها: تدريب بالمركز الدولي الصحفيين بواشنطن مع مشروع ميتا، وتدريب على التقديم الإخباري مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ، وآخر عن الصحافة الرقمية من رويترز.

خطوات مهنية 

انطلق موقع “الكونسلتو” برئاسة تحرير مجدي الجلاد، كأول موقع طبي في مصر، لتجده هدى فرصة عليها التمسك بها، وبالفعل انضمت بعد فترة من التدريب والعمل بدون مرتب ثابت إلى العاملين/ات بشكل منتظم ويومي في الموقع، تقول: “كانت فرحة كبيرة لي ولأسرتي بعد نشر موضوعات مرفقة باسمي.. ثقتهم في عملي زادت أضعاف”.

مع الوقت تعلمت هدى جمع المصادر، وكسب ثقتهم، ومن ثم جائتها المزيد من الفرص ومنها المشاركة في إعداد برنامج خط أحمر مع الإعلامي محمد موسى، وتلقت فرصة جديدة لتكون مراسلة لبرنامج  الحياة في مصر، هذا بجانب عملها في موقع الكونسلتو ودراستها الجامعية.

 بعد الانتهاء من دراستها  الجامعية ركزت جهدها على التطوير من عملها كمحررة في الكونسلتو إلى مقدمة محتوى وبرامج تصل إلى أكبر عدد من الجمهور الذي انصرف عن الصحافة المكتوبة لصالح الرقمية الحديثة، تقول: “كنت متابعة جيدة لسوق العمل في الميديا الحديثة، وأعرف ذوق الجمهور الذي يهتم بالصورة ومتابعة المنتج المشوق أكثر من القراءة، لذا سعيت لعمل برامج في الموقع”.

بدأت بالفعل كتابة الفكرة، وقامت بإعداد حلقات بعنوان: “عيادة الكونسلتو”  بطريقة الفريق “كتابة/ تصوير/ مونتاج”، وحقق برنامجها الطبي صدى واسع تخطت نسب مشاهدات العديد من حلقاته مئات الآلاف، وبعضها تخطى الملايين، بخلاف التفاعل والتعليقات والإشادة من الجمهور الذي تابع حلقاتها الحوارية مع أطباء لهم باع طويل من التعامل الجماهيري.

كما قدمت عن الصحة ليكون أول بودكاست طبي في المواقع المتخصصة. 

قرر الموقع إطلاق ستوديو داخلي، ليقع اختيار مجدي الجلاد على هدى لتقدم فيديوهات جديدة بعنوان: “صحتك في دقيقة”، بعد إثبات قدرتها في البرنامج الطبي، واستطاعت بالفعل تقديم العديد من الحوارات والحلقات الطبية التي لاقت رواجًا بين متابعي/ات السوشيال ميديا عن موضوعات ذات صلة بالصحة العامة وأمراض يبحث عنها المصريون/ات مثل تطعيم الأطفال بفيتامين أ، وجراحة تنظيف الركبة، وإصابات الملاعب، وأخرى رائجة مثل السكر والضغط وسمنة الأطفال، ومرحلة ما قبل السكري، وغيرها من الموضوعات التي ناقشتها هدى في برنامجها. 

طموحات مهنية

تعرف هدى جيدًا أهمية ملف الصحة، وتصفه بأنه الأفضل والأكثر أهمية لارتباطه بشكل مباشر مع تفاصيل حياة المواطنين/ات، تقول: “كل شيء يمكن ربطه بصحتنا، بداية من الطعام والمياه ومرورًا بأنشطتنا اليومية من عمل وقراءة وحركة ونهاية بنومنا، فجميع مراحل حياتنا تدخل فيها الصحة والطب كعنصر أساسي”. 

وتحلم أن تجد فرصة جديدة في مجال التقديم التلفزيوني لتقديم برنامج طبي متخصص يناقش القضية الصحية اليومية، والأمراض الحديثة في عصرنا، “أحلم بأن تصبح البرامج الطبية على قائمة اهتمام الناس من كل فئات المجتمع”.