بروفايل

هيثم هلال.. صحفي يعشق القصص الإنسانية والرسم بالحكايات

صحفي مولع بالحكايات، ويغرق في تفاصيل كل منها بهدف غزلها بحبكة مُحكمة تحمل بصمته الخاصة في كتاباته.

“النجاح والمعاناة” أفكار تجذبه لصناعة قصة صحفية بلمسة إنسانية سلسة وعذبة في آن واحد.

هو هيثم هلال، يعمل حاليًا مديرًا للتحرير في موقع “تليجراف مصر”، بطل هذا الأسبوع الذي لا يكف عن التفاني في عمله والتعلم من أجل كسب المزيد من الخبرات التي تثقله، ومن ثم تنطبع على عمله.

الدراسة وبدايات حب الصحافة

تخرج في كلية الإعلام جامعة الأزهر من العام 2012.

يتذكر بدايات وأسباب حبه للصحافة، ويقول:

أسباب كثيرة دفعتني لاختيار الصحافة ومنها: “أسرتي التي كانت ترى فيّ صحفيًا لكتابتي المتميزة منذ كنت تلميذًا”، وأيضًا اطلاعي الدائم للجرائد والمجلات وخصوصًا المفضلة لي في فترة الثانوية، ومنها “المصري اليوم”، و”الأهرام الأسبوعي”، و”الدستور” و”العربي” الكويتية، ومتابعتي بنهم وإعجاب شديد للإعلامي محمود سعد في “البيت بيتك”، والإعلامية منى الشاذلي في “العاشرة مساءً”.

وأخيرًا حين التحقت بكلية اللغات والترجمة، فقط تحديًا وعندًا في مدرس كان يراني فاشلًا، ولم أستطع تحصيل مجموع كبير والتحاق بما يسمونه “كلية قمة”، فالتحقت باللغات والترجمة وهي ليس لي ولا أرى نفسي فيها، رسبت فيها تعمدًا من أجل دراسة الإعلام، تى أنني التحقت بورشة صحافة وإذاعة لأستاذ محمد عبد العزيز مذيع بصوت العرب، في أحد محاكي وزارة الشباب والرياضة بالقاهرة”.

رحلة في بلاط صاحبة الجلالة

بدأ “هلال” مشواره الصحفي محررًا تحت التدريب في جريدة المساء مع الأستاذ الراحل أحمد الشريطي، وتعلم منه الكثير، وأشهر قليلة والتحق بالموقع الإلكتروني لجريدة الفجر ليبدأ الطريق بالعمل محررًا في قسم الاقتصاد، ثم “التقارير والتحقيقات”، وصولًا إلى قسم الديسك، وهو القسم الذي أمضى فيه وقتًا طويلًا تعلّم فيه أدوات الكتابة والصياغة..

أيضًا التحق بجريدة الوطن للعمل مسؤولًا للنشر والتحرير، وهي المحطة الأهم في حياته- على حد قوله- حيث التي استمرت أكثر من 5سنوات؛ أثقلت مهاراته المهنية، ونمّت أدواته الإدارية التى ربما كانت ناضبة قبل “الوطن”.

يقول: “لم أبالغ إن قلت أن “اليوم” الواحد في الوطن بأشهر وأشهر في أي مكان آخر.. كل يوم أمضيته، تعلمت جديداً فى إنشاء وتحرير وإدارة “المحتوى وإتقان مهارات الاتصال”.

كما عمل أيضًا مسؤولًا مناوبًا عن قسم لايف ستايل بموقع “مصراوي”، وكانت مناقشة الفكرة ومحاورها مع الزملاء من أهم مسؤولياته، بالإضافة إلى مراجعة المواد وتصحيحها ونشرها، وحقق مع الفريق أرقامًا غير مسبوقة للقراءات بعيدًا على “التريندات السلبية” والموضوعات السطحية أو الضعيفة، ويرى أن الفكرة الجيدة والتنفيذ المتميز والكتابة الرشيقة هو ما يستهويه، وما كان يطلبه دائما أ. مجدي الجلاد رئيس التحرير وأ. علاء الغطريفي رئيس “التحرير التنفيذي.

التحق بمؤسسة برق الإمارات وعمل محررًا وصانع محتوى لمواقع التواصل الاجتماعي، وكان التحدي في هذه المهمة السرعة وتلخيص القصص الصحفية.

أيضا عمل مديرًا للمحتوى لجريدة “اليوم” السعودية، من مكتبها بالقاهرة، ضمن فريق مسؤول عن التحول الرقمي في المؤسسة.

وعمل محرر صياغة “ديسك” في الموقع الإلكتروني لمؤسسة دار الهلال، وأيضًا الموقع الإلكتروني الإخباري “المراقب” قبل نحو 10 سنوات، وكان معنيًا بالصحافة النوعيّة والتقارير والتحقيقات فقط لفريق جُلهم من الطلاب والمتدربين.

وأخيرًا محطته الحالية، مديرًا للتحرير بموقع “تليجراف مصر” ليبدأ مغامرة جديدة منذ بدء اختيار اسم الموقع تحت قيادة أ. سامي عبد الراضي و أ. محمد فودة، يقول: “أعتبر هذا المشروع “ابني” منذ اليوم الأول، ورهاننا جيل من الشباب يشع بالطاقة والحماس، ممتزجًا بفكر مقرون بالمسؤولية والرصانة، ومحاولة تقديم صحافة تليق بقارئها وبكاتبها في زمن عسر جعل الكلمة تتمطى وتدرج في سياقات رتيبة.. لا تُعبر ولا تُخاطب سوى ناطقيها”.

مساندة الأسرة

“إن كنت شيئًا الآن فالسبب أمي.. أول من دعمني وشجعني ودفعني وآمن بي.. أول من ساعدني ووفر لي مقومات النجاح من بعد هجر.. أول من منحنى القوة من بعد ضعف، وأشبعنى بالأمان من بعد خوف.. ثم رزقني الله بزوجة اعتبرها امتدادًا لأمي الطيبة شمس الأمان والسلام ورمز الطموح والنجاح”،  بحسب وصف “هلال” لسر نجاحه.

ورغم عدم اهتمام هيثم هلال بفكرة الجوائز بالقدر الكافٍ، لكنه يرى أهم تكريم وأفضل جائزة حين يرى موضوعه النور، ويترك أثرًا لو كان مثل أثر الفراشة، أو أن يكون سببًا في إدخال سعادة أو تغيير أو تأريخ أو تخفيف لمعاناة.

موضوعات فارقة:

عمل هيثم على العديد من الملفات أو الموضوعات المهمة، ومنها تحقيق صحفي ظل أشهر عن “تيران وصنافير”، ونُشر حينها تحت عنوان “رحلة تيران وصنافير في 110 أعوام (وثائق ومستندات)”، في موقع البداية حين كان أ. خالد البلشي رئيسًا لتحريره.

أيضا قدم قصصًا إنسانية منها: “الحاجة أم أحمد.. مخبر متطوع لـ”الداخلية” في ميدان التحرير” و”لعنة كورونا.. “متاعيس الأفراح” يحاربون وقف الحال بـ”الزفة الكدابة”، وغيرها من المواد التي يعتز بكتابتها.

ويتذكر قصة تركت أثرًا كبيرًا لديه عند إعدادها، كانت لسيدة باعت كليتها لتوفير مسكن لها ولأولادها التي أخرجتهم من المدارس بسبب المصاريف، كان بعنوان: “حكايات بائعات “لبس من الزبالة”.. “صابرين” باعت كليتها و”نجوى” عاوزة تعلم أولادها”

كما قام بتغطية أبرز الأحداث التي تلت ثورة 25 يناير، وما تخللها من عنف، ومنها أحداث الاعتداء على الكنائس وتفجيرات القنابل المزروعة، والمظاهرات المتنوعة في ميدان التحرير، فضلًا عن تلقي مختلف الأحداث سواء كان ديسك أو مسؤولًا للنشر والتحرير.

تحديات وطموحات:

يرى الصحفي الدؤوب هيثم هلال أن ما أصاب الصحافة المصرية عامة من وضع قائم “ردىء” من مساحة حرية ضئيلة وسقف محدد وموضوعات متاحة للكتابة عنها فقط، بالإضافة إلى التطوير المتلاحق الذي تشهده الصناعة، والمنصات التي تمارس المهنة دون ضوابط أو معايير، ويؤكد: “لكن حتما سيستقيم الوضع وتخرج المهنة من كبوتها مهما طال الزمن.

التطوير المتلاحق يتطلب على الصحفي التدريب والتعلم الدائم والتطلع لكل جديد، والمرونة مع التطور التكنولوجي”.

ويطمح هلال أن يكتب ما يروق له بحرية، وينتهي من مشروعاته الأدبية المؤجلة.

أخيرًا يعتبر أن القراءة والاطلاع الدائم لمختلف المواقع الصحفية الكبرى بـ”عين صحفية”، والاهتمام بالتدريب قدر الإمكان هم سلاح لمواكبة “وحش التطور التكنولوجي” وخصوصًا مرحلة “الذكاء الاصطناعي”، فضلًا عن ضرورة تعظيم مفهوم “الصحفي الشامل”، وأهمية المعرفة الجيدة لممارسة المهنة وفق المعايير المهنية والأخلاقية، “لأن هذا ما يميزنا كصحفيين وأي منشئ محتوى آخر” على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى