Uncategorized

ياسمين مأمون.. رسامة كاريكاتير مصرية تحدت حكر الرجال لفنها

 

 

ياسمين مأمون.. رسامة كاريكاتير مصرية تحدت حكر الرجال لفنها

 

ظلت ريشة الكاريكاتير حكرًا على الرجال لسنوات طوال، من هنا شقّت ياسمين مأمون طريقها لتغير قواعد اللعبة.

 

من أحلام الطفولة إلى جوائز التكريم، تكتب ياسمين حكاية مختلفة عن الفن والمقاومة، عن البسمة التي تولد من قلب الصعاب. اختارت أن تعبّر بفنها عن مجتمعٍ كامل، فتجعله يضحك ويفكر في آنٍ واحد.

 

البدايات:

 

ياسمين من مواليد حي المقطم بالقاهرة، وتخرجت في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1988.

 

بعد التخرج، التحقت بدراسات حرة في مجال الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة، لتبدأ مسيرتها المهنية في مجال الكاريكاتير، الذي لطالما شغفت به منذ الطفولة.

 

رغم أن انطلاقتها الفعلية في عالم الكاريكاتير جاءت متأخرة نسبيًا في عام 2009، فإنها استطاعت أن تترك بصمة واضحة في عدد من المؤسسات الصحفية.

 

تقول ياسمين في حديثها للمرصد، إن علاقتها بالكاريكاتير بدأت في الطفولة، حين كانت تنجذب إلى الرسومات الساخرة في الجرائد والمجلات قبل أن تتقن القراءة.

 

وظلّ هذا الشغف يكبر معها حتى أصبح الكاريكاتير جزءًا لا يتجزأ من كيانها وحياتها.

 

 

انطلاقة مهنية:

 

بدأت عملها مع جريدة صغيرة تُدعى “السياسة”، والتي كانت بمثابة الانطلاقة الأولى لها رغم محدودية شهرتها.

 

ومن هناك، انتقلت للعمل في مؤسسة “روزاليوسف”، وتحديدًا في مجلة “صباح الخير”، ثم التحقت بجريدة “الشروق اليومي”، قبل أن تعود إلى مؤسسة “روزاليوسف”، ولكن هذه المرة من خلال المجلة الأم.

 

تعمل ياسمين مأمون حاليًا في مجلة “صباح الخير”، كما تشغل موقع رسامة الكاريكاتير اليومية في جريدة “المصري اليوم”، واحدة من أبرز الصحف المصرية.

 

تحديات في الطريق:

 

واجهت ياسمين تحديات كبيرة في بداية مشوارها الصحفي، خاصةً مع عدم تقبل أسرتها لفكرة دخولها مجال الكاريكاتير، إذ كانوا يرونه صعبًا ومقتصرًا على الرجال، لا سيما أن عدد الرسامات حينها كان محدودًا للغاية. ومع هذا، صممت على خوض التجربة وإثبات ذاتها، مستندة إلى إيمانها العميق بموهبتها ويقينها بأن الله لن يضيع تعبها.

 

محطات فارقة:

 

من المحطات الفارقة في مشوارها، التكريم الذي حصلت عليه في عام 2024 من جريدة “المصري اليوم”، بجائزة الكاريكاتير “الأكمال كورتان”، ضمن احتفال الجريدة بمرور عشرين عامًا على تأسيسها. تصف ياسمين هذا اليوم بأنه أحد أكثر الأيام تميزًا في حياتها المهنية.

 

وتدين ياسمين بالكثير في رحلتها إلى دعم الفنان الكبير عمرو سليم، الذي تبنّاها مهنيًا من أول يوم، وساندها نفسيًا ومعنويًا في لحظات الشك والانكسار، وحرص دائمًا على تصويب أخطائها وتقديم النصح والإرشاد.

 

وكانت فترة عملها خلال ثورة 25 يناير من أكثر المراحل حساسية وتعقيدًا، حيث تطلب الأمر التعبير الفني عن الواقع دون الوقوع في فخ التحريض أو الانحياز.

 

رغم العقبات والعنصرية التي واجهتها في بيئة عمل ذكورية، استطاعت أن تثبت نفسها في هذا المجال، وتغيّر النظرة النمطية تجاه المرأة في مهنة الكاريكاتير، وهو ما تطلب سنوات طويلة من الجهد والمثابرة منذ عام 2009 وحتى اليوم.

 

أحلام وطموحات مستقبلية:

 

تؤمن ياسمين بأن الكاريكاتير ليس فقط أداة للتسلية، بل وسيلة للتفكير والتأمل، وهدفها اليوم هو رسم البسمة على وجوه القرّاء وتقديم محتوى ساخر يمزج بين الذكاء والبساطة، ويعكس الواقع بطريقة خفيفة الظل.

 

أما عن طموحها في السنوات القادمة، فتتمنى أن ترى رسومات الكاريكاتير معلّقة في كل بيت، تمامًا مثل التابلوهات الفنية، ليصبح هذا الفن جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية للمصريين، معبرًا عن واقعهم الاجتماعي بروح ساخرة ولمسة إنسانية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى