شريف سعيد.. كاتب ومخرج صاحب بصمة
الكتابة والإخراج لا يجتمعان بشخص إلا وكان مبدعًا، لاسيما أنالأفلام الوثائقية هي محور الإبداع.
شريف سعيد محمد، هو مخرج وكاتب برتبة رئيس قناة، مواليد عام1979 بحي الظاهر وسط القاهرة
الدراسة
من أبناء المدارس الأميرية، حيث تخرج من مدرسة إسماعيلقباني الثانوية بنين
التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة وتخرج من قسم الإذاعةوالتليفزيون عام ٢٠٠٠.
المسيرة المهنية
من التجارب الملهمة في حياة شريف تجربته في العمل كمندوبمبيعات لمدة شهور قبل الجامعة، تجربة جعلته يتواصل مع مختلفطبقات المجتمع؛ ليتمرن على التعامل مع الصدامات مع الأغرابوإقناع شخص لا يعرفه، فقد كان يسوق دائرة المعارف البريطانيةومجموعة من الموسوعات والكتب والقواميس الإلكترونية.
بداية عمله في المجال الإعلامي، منذ أن كان طالبًا في الجامعة، حيث عمل معدًا للبرامج، ليكون أول برنامج له هو ” عبقرياتالعقاد” ثم “مقدمات وذكريات في الفضائية المصرية عام ١٩٩٩، لينتقل بعدها إلى النيل للأخبار كمساعد مخرج ومن هنا بدأالتدرج المهني الحقيقي
يعتبر سعيد النيل للأخبار من أهم المراكز لصناعة الفيلم الوثائقيفي ماسبيرو؛ حيث تقدم العمل الخبري والعمل الوثائقي معًا
يصف تجربته في العمل هناك بأنه كان محظوظًا بانضمامه للنيلللأخبار في عصرها الذهبي والعمل كمساعد مخرج في كثير منالافلام مع مخرجين مهمين.
إلى أن قدم أول فيلم وثائقي له وهو فيلم “دير العذراء” عام٢٠٠٥، ثم فيلم الجمّالية عام ٢٠٠٦، لتتوالى الأعمال مثل فيلم “سيناء وجوه مصرية“، ” ناس من شبرا ” وغيرها من الأفلام الهامة.
بالموازاة مع النيل للأخبار التحق شريف بقناة O tv عام،٢٠٠٧ ثم ON tv عام ٢٠٠٨ حيث أخرج العديد من البرامج حتى عام٢٠١٤، ليلتحق بعدها بقناة التحرير ( ten حاليًا ) حتى عام٢٠١٨، وفي فبراير من العام نفسه التحق بالشركة المتحدة، ليؤسس وحدة الأفلام الوثائقية مع الزميل أحمد الدريني.
قامت الوحدة بإخراج عدد كبير من الأفلام الوثائقية؛ ما دفعالشركة المتحدة لتحويل وحدة الأفلام الوثائقية إلى قناة وثائقيةوقطاع للإنتاج الوثائقي.
بدأ البث الرسمي لقناة الوثائقية في ١٩ فبراير ٢٠٢٣، لتكون أولقناة وثائقية في مصر، ويتولى رئاستها شريف سعيد.
قدم سعيد مجموعة من الأفلام الهامة في تاريخه المهني كمخرجومدير تنفيذي بوحدة الأفلام الوثائقية، مثل: “السندي أمير الدم“، “قطب الجزء الأول والثاني “، “جذور“، ” أيام النصر“.
الوثائقية في تاريخ شريف سعيد
يصف شريف سعيد ترأسه لأول قناة وثائقية مصرية أنها نقطة فخر وشرف في تاريخه المهني، القناة الآن وبعد انطلاقها فقط ب٨ أشهر تقف على أرض صلبة، الإنتاج يتطور باستمرار.
كما لا يقتصرون على إنتاج أفلامهم الأصلية فقط، بل اتجهوا أيضًا للاستحواذ على حق عرض أفلام من مختلف بيوت الإنتاج الوثائقي في العالم مثل : “جذور مصر القديمة” للدكتور زاهيحواس، “أشهر عمليات الهروب” لمورجان فريمان، وفيلم عنتفجير ميناء بيروت، سلاسل مهمة جدًا في الصناعة الوثائقية فيالعالم.
دائمًا ما يراعي القائمون على الوثائقية مختلف الأذواق للأسرةداخل البيت الواحد بين الرياضة والطبيعة والتاريخ العسكري والفن التشكيلي وغيرهم.
وبسؤاله عن منافسة الوثائقية في سوق أكبر من السوق المصري، أوضح بأنهم منذ أن كانوا وحدة وقبل تحولهم لقناة ومنذ أول فيلمكان الهدف ألا يكونوا أقل ممن حولنا في المنطقة مع اختلافهامش الإمكانيات.
لدينا في مصر المورد البشري والحكاية كما نمتلك من الخبراتوالحكايات وثراء المجتمع ما يجعلنا نعوض في سباق الصناعةالفوارق المادية التي قد تكون في صالح الآخرين، ولكن لديناإمكانيات أخرى تجعلنا ننافس رغم حداثة التجربة.
يعتبر شريف الأحداث التي مرت بها مصر منذ عام ٢٠١١ وحتىثورة ٣٠ يونيو والحقبة التي قضتها مصر لمحاربة الإرهاب، فترةمهمة لأنه كان يراها كشاهد عيان سواء في التغطيات من الشارعأو التغطيات من داخل غرفة الأخبار.
أما عن أكثر المواقف المحرجة التي واجهها كمخرج، تعرضالضيف لحالة إغماء على الهواء نتيجة انفعاله في الحديث، وقدتكرر الموقف في قناتين فضائيتين في مُددٍ زمنية متباعدة، وهناكانت سرعة التصرف هي سيد الموقف؛ حتى لا يشعر المشاهدبما حدث.
دائمًا ما يحرص سعيد على أن تكون العلاقة ودودة بين المخرجوالمذيع، وخاصة آخر ثلاث دقائق قبل الهواء، للحديث حول أيشئ خارج العمل خاصة لو كان يعلم أن المذيع لديه مشكلة ماحياتية ربما تؤثر عليه أمام الشاشة.
تحديات
يرى شريف أن التحدي الأكبر كمخرج هو أن يستمر فيالاستحواذ على انتباه المشاهد خاصة في العمل الوثائقي؛ لأنطبيعة الفيلم الوثائقي ليست في جاذبية العمل الدرامي.
أما كرئيس قناة فيكمن التحدي في كيفية إخراج أكبر إنتاجممكن بأعلى جودة ممكنة بأكثر تكلفة رشادة ، فكلما كانت إدارتكللعملية الانتاجية رشيدة كلما تمكنت من الإنتاج أكثر.
المؤثرون
تعد الإعلامية صديقة حياتي أكثر من أثروا في حياة شريفسعيد العملية والمهنية حيث آمنت به وهو طالب وأعطته الثقة كمعدّ في أكثر من برنامج في الفضائية المصرية دون وساطة، وذلك فيفترة تدريبه داخل التليفزيون المصري. كذلك الأستاذ محيمحمود في الشرق الأوسط، حيث علماه كيف يكتب للتليفزيون، وكيف يختزل الجمل في أقل عدد ممكن من الكلمات حتى يواكبالصورة.
والمخرج ياسر عز العرب صاحب الدور الكبير في تعليمه صناعةالفيلم الوثائقي
حلم الكتابة
البداية كانت بكتابة سكريبت الأفلام التي يقدمها، لتأتيالسوشيال ميديا ويلاحظ تفاعل الأصدقاء مع ماينشره، خاصةوأن تويتر يجبر مستخدميه على اختزال افكارهم في ١٤٠ حرففقط، فكيف له أن يكتب باللغة العربية الفصحى فكرة كاملة بهذاالعدد من الحروف!
كلها أمور لفتت انتباهه لاستكمال الكتابة.
وفي عام ٢٠١٢ بدأ كتابة المقالات و أول من أعطاه الفرصة لكتابةالمقال نقيب الصحفيين الحالي الأستاذ خالد البلشي، ثم انتقلإلى موقع إعلام. أورج والذي تحول لإعلام. كوم، ثم موقع أونا ثمجريدة الوطن ثم المصري اليوم ومنهم إلى الأهرام المسائي.
وجد سعيد أنه يكتب المقال بشكل قصصي، وفي هذا التوقيتكتب الرواية الأولى له ” و أنا أحبك يا سليمة ” والتي صدرت عام٢٠١٧، وفي عام ٢٠٢٣ صدرت رواية ” عسل السنيورة “.
تكريمات
حصل شريف سعيد على فضية الأفلام التسجيلية عام ٢٠٠٦ منمهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن فيلم “الجمالية“.
وجائزة خاصة عن رواية “وأنا أحبك يا سليمة” حيث ترشحتقائمة قصيرة جائزة ساويرس وجائزة من لجنة التحكيم.
كما كُرم من جميع القنوات الفضائية التي عمل بها.
طموحات
يطمح أن تزدهر القناة الوثائقية أكثر وأكثر وأن يستكمل المشروعكما يحلُم به، والحلم الأكبر أن يستمر في المشروع الكتابي الخاص به.
يرى شريف أن الثبات الانفعالي و القراءة من أهم الصفاتالواجب توافرها في المخرج، فكثافة القراءة صفة يجب أن تكونملازمة للمخرج الوثائقي.
ليبقى شريف سعيد الكاتب والمخرج صاحب البصمة.