بروفايلسلايدر رئيسي
معتز عزايزة.. عين غزة وشاهد على الأحداث الدامية
بكلمات مؤثرة عقد معتز عزايزة مقارنة بين حياته الآن وقبل أسابيع قليلة، كاشفا كيف تبدلت حياته من حال إلى حال.
المقارنة لم تتناول فقط الدمار والموت المخيم على بلده منذ عمليات القصف المستمر والحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة رداً على هجمات مسلحة نفذتها حماس يوم 7 أكتوبر الماضي، ولكن تناول أيضاً في منشوره كيف تؤثر الحرب على أبسط تفاصيل الحياة.. الماء والطعام والاستحمام أمور تصبح رفاهيات لمن لا يزال حياً.
بطل الأسبوع معتز عزايزة، المراسل الفلسطيني أخذ على عاتقه إظهار حجم الخراب الذي خلفته قنابل وأسلحة إسرائيل بحق سكان غزة كبار و صغار، راصداً بكاميرته لقطات يتابعها الملايين حول العالم تكشف عن دماء تشبعت بها أرض غزة وأبنيتها ومشافيها.
كتب في إحدى تدويناته عن الحرب: “قبل أسابيع قليلة كنت أكل أفضل طعام. وأشرب مياه نظيفة. كنت أذهب لأجمل مطاعم ومقاهي، وأرتدي أفضل الأزياء التي أعمل بها مستمتعاً وأنا أرى عضلاتي تنمو. أستعرض غزة الجميلة بكاميرتي، أنجز شغلي، وأخطط مع فريقي للمزيد. أما الآن: أنام في الشارع بالقرب من المستشفى بدون مياه نظيفة أو أكل جيد أو كافِ حتى، فقدت الكثير من الأشخاص، ورأيت الكثير من القتلى، وسنخسر المزيد. رائحتي كريهة، وأستحم كل 4 أو 5 أيام.. أفتقد أصدقائي، عائلتي، وحياتي الطبيعية”.
ويتقن عزايزة وهو من مواليد التسعينيات اللغة الإنجليزية التي ساعدته كثيراً في نقل ما يحدث لغزة لأكبر قطاع ممكن من المتابعين حول العالم، حيث يتابعه ما يزيد عن 12 مليون متابع.
شارك في تغطية حرب 2021 على غزة، وذلك بعد دراسته الصحافة ووعيه على الحروب على غزة منذ عام 2008 حتى عام 2014 دون تغطيتها بسبب صغر سنه وقتها، وعدم امتلاكه لكاميرا وقتها.
وبدأ شغفه بمهنة التصوير وكشف الحقائق منذ عام2017، وتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني، وانضم كعضو في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث، ليتعاطف مع مشاهد ضحايا الحروب ويقرر تغطية الأحداث الدامية في تلك الفترة.
يقف العزايزة بكاميرته فوق الركام وبين أشلاء الضحايا من النساء والأطفال، ويستمر في عمله وتسجيل الحقيقة رغم ما يعانيه من خسارة وألم لفقد أصدقاؤه وعائلته حين قتل منهم 25 فرداً في إحدى مجازر إسرائيل مؤخراً.
ذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذذ
لم يغفل أيضاً معتز أن يلتقط صورا لضحكات الصغار ليكشف جانب آخر في حياة الشعب الذي أرادوا له الموت رغم حبه للحياة، في إحدى فيديوهات سجل مع فتاة صغيرة تلعب بـ”الماكياج” الخاص بها بعدما أنقذته من بيتها المهدم، وفيديو آخر سجله وهو يلعب مع أطفال تم جمعهم في إحدى المدارس بيوم ترفيهي كمحاولة من القائمين عليه للترويح على نفوس الأطفال الذين عايشوا أحداث دامية لا تليق بأعمارهم.