التقارير الإعلاميةسلايدر رئيسي

64 عامًا.. ذكرى البث الأول للتلفزيون في مصر

يوافق اليوم 21 يوليو ذكرى مرور 64 عامًا على البث الأول للتلفزيون في مصر، وبهذه المناسبة نشارك معكم/ن تاريخ نشأة وتطور التلفزيون، وذلك من ورقتنا البحثية المعنونة ب “التلفزيون المصري نافذة الماضي وأداة المستقبل”.

تعود بدايات فكرة إنشاء تلفزيون مصرى إلى عام 1954، عندما تقدم الصاغ صلاح سالم بمشروع إلى الرئيس جمال عبد الناصر لإنشاء إذاعة جديدة ومحطة تلفزيونية فوق جبل المقطم، ووافق الرئيس عبد الناصر على المشروع، وأوكل مسؤوليته إلى المهندس صلاح عامر وكيل الإذاعة للشؤون الهندسية، واعتمدت حكومة الثورة مبلغ 108 ألف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتلفزيون على مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل، وبدأت الدراسات وأعلن عن استيراد مصر لأجهزة اتصال حديثة خلال عام 1956. وجرى العمل في تصميم الاستديوهات ومحطات الإرسال، ودراسة وضع نواة للتلفزيون فوق جبل المقطم، ولكن سرعان ما تعطل تنفيذ المشروع بسبب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. 

في يوليو 1959، تجدد المشروع مرة أخرى وأعاد الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإرشاد القومى “الإعلام” وقتئذ من جديد طرح فكرة إنشاء التليفزيون المصري على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي رحب بها وبدأ التنفيذ الفعلى وبخطوات سريعة، وتم فتح باب التقدم بعطاءات لتنفيذ المشروع ولم يمر سوى ستة أشهر حتى تم الانتهاء من المشروع وبدأ الإرسال في 21 يوليو عام 1960.

  • البث الأول

بدأ البث الأول للتليفزيون المصري فى تمام السابعة مساء 21 يوليو 1960، واستمر لمدة 6 ساعات يوميًا تزامنًا مع الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو، وبدأ الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوى شيخ المقرئين المصريين. ثم ظهر الإذاعى الكبير صلاح زكى كأول مذيع تليفزيونى ليعلن مولد التليفزيون العربى من القاهرة وإذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ونشيد “وطنى الأكبر” ثم نشرة الأخبار وختام بالقرآن الكريم.

ونقل التليفزيون خطاب الرئيس عبدالناصر أمام مجلس الأمة بمناسبة احتفالات الثورة، وأعقبته مجموعة أغنيات وطنية لكبار المطربين، مثل أغنية “حكاية شعب” للفنان عبدالحليم حافظ ثم كلمة الدكتور عبدالقادر حاتم وزير الإرشاد القومى. وتواصل بث الأغنيات الوطنية، وقامت بفقرات الربط بينها الإذاعية اللامعة همت مصطفى، وكان ذلك الافتتاح التجريبى الأول الذى توقف فى اليوم التالى ليفتتح التليفزيون المصري يوم السبت الموافق 23 يوليو 1960.

واستهل التليفزيون المصرى إرساله بقناة واحدة، وامتد زمن البث ليصل إلى 13 ساعة يوميا بعد بدء إرسال قناة تليفزيونية ثانية فى 21 يوليو 1961، وتأسست قناة ثالثة فى أكتوبر 1962، وجرت إعادة هيكلة البنية التنظيمية للتليفزيون عام 1970، حين أصدر الرئيس الراحل أنور السادات مرسومًا بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، وتم تقسيمه إلى 4 قطاعات: قطاع الإذاعة، قطاع التليفزيون، قطاع التمويل، وقطاع الهندسة، لكل قطاع رئيس يعمل تحت الإشراف المباشر لوزير الإعلام. وبعد حرب 6 أكتوبر 1973، تحول البث التليفزيونى ومرافق الإرسال إلى نظام الألوان تحت نظام سيكام “SECAM”، وتغير البث التليفزيونى المصرى من “سيكام” إلى “بال” عام 1992.

مع بداية الثمانينيات شهد التليفزيون المصرى تطورات عديدة فى أكثر من مجال، من خلال التوسع الهندسي والجغرافي لمجال التغطية التليفزيونية ليصل إرسال التليفزيون المصري إلى كل المحافظات، وفي  عام 1988 بدأ البث التلفزيوني للقناة الثالثة وهي باكورة القنوات الإقليمية وتغطى إقليم القاهرة الكبرى. وخلال نفس العام أيضًا بدأ إرسال القناة الرابعة التي تخاطب “مدن القناة”، متمثلة في الإسماعيلية وبورسعيد والسويس والشرقية وشمال وجنوب سيناء، وفي عام  1990 بدأ البث التجريبي للقناة الخامسة، وتغطى الإسكندرية والبحيرة ومطروح.

وانطلقت القناة الفضائية المصرية الأولى في 12 ديسمبر  1990، كأول فضائية عربية حكومية، تلتها قناة النيل الدولية عام 1993.

وفي عام  1994 انطلق البث التجريبي للقناة السادسة لوسط الدلتا ومقرها طنطا والتي تخاطب “الغربية والدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ ودمياط” كما بدأ إرسال القناة السابعة ومقرها المنيا وتغطي محافظات شمال الصعيد “بني سويف والمنيا والفيوم وأسيوط”، وفي عام  1996 تم افتتاح القناة الثامنة ومقرها في أسوان وتخدم محافظات جنوب الصعيد “سوهاج وقنا وأسوان والأقصر”.

وبعد التوسع في إنشاء قنوات فضائية، تم التفكير في إطلاق قنوات مصرية متخصصة، وتم بث قناة الدراما عام 1996، وهي باكورة القنوات المتخصصة ثم انضمت فيما بعد مجموعة قنوات بين أخبار ودراما ومنوعات ورياضة وأسرة ومعلومات فضلًا عن 7 قنوات تعليمية .   

                                                     

واستطاع التلفزيون أن يطور آلياته وسيكولوجية عمل قنواته، لكي يواكب التطورات التي تحدث حالياً، ويشكل التلفزيون، بوصفه أقوى وسائط الإعلام في العالم، جزءاً أساسياً من المجتمع، إذ يمكنه مساعدة أعداد كبيرة من الناس على فهم العالم المحيط بهم، ويمكنه كذلك تسليط الضوء على الزوايا المعتمة للقضايا التي تهم الناس. 

للاطلاع على الورقة: أضغط هنا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى