هدى زكريا.. صحفية تلاحق المخاطر وتبحث عن المتاعب
بطلة حكاية اليوم، فتاة نوبية طموحة ولدت في القاهرة، وتسلحت بالعلم والذكاء ورجاحة العقل.. تعشق التفاصيل، وتبحث خلفها، ولا تترك شاردة ولا واردة دون أن تعرف سببها.. وإذا كانت الصحافة مهنة البحث عن المتاعب فـ الصحفية هدى زكريا هى خير تجسيد لهذه العبارة، فهى دائما تلاحق المخاطر وتبحث عن الموضوعات التي لم يتطرق لها أحد من قبل، وتبحث عن الإنسانيات وراء كل قصة جديدة تكتبها، مما يجعلها متميزة وفريدة.
ولدت هدى زكريا فى أواخر الثمانينات، والتحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2006، وتخرجت في قسم الصحافة عام 2010، وبدأت مسيرتها المهنية فى العام الأول لدراستها الجامعية، بجرائد ليست ذات شهرة، وفي عامها الجامعي الثاني انتقلت إلى جريدة “المصري اليوم” وتدربت فيها لمدة تصل إلى عامين، ثم انتقلت إلى جريدة “اليوم السابع” فى يوليو 2009، واستقرت بها حتى يومنا هذا (29 ديسمبر 2021).
تنقلت هدى داخل “اليوم السابع”، بين أقسام الإخبارية للجريدة ، وعملت فى قسم الثقافة لمدة عامين، ثم انتقلت إلى قسم التحقيقات وهو الفن الصحفي الأقرب إلى قلبها، وتخصصت فى التحقيقات الاستقصائية وأجرت ما يقرب من 11 تحقيقًا استقصائيًا.
تجد هدى أفكار تحقيقاتها في كل مكان حولها، وفي إحدى المرات كانت تبحث بفضولها بين تعليقات القراء على موضوع أحد زملائها، وحين جذبها تعليق لرجل يشكوا من أطباء يروجون لعلاج بتقنية غير معترف بها، أرسلت إلى القاريء واستفسرت منه وشدت خيط الفضول وتتبعته حتى قادها طرفه الآخر إلى تحقيق عن “العلاج بالخلايا الجذعية” التى نالت عليه جائزة الصحافة العربية عام 2015.
وفى أحد الأيام، لاحظت تواجد كثيف لأصحاب البشرة الداكنة في محطة مترو جمال عبد الناصر، وجذبها الفضول لمعرفة السبب، ومنذ هذا اليوم تصادقت هدى زكريا مع اللاجئين الأفارقة وتوحدت معهم وحملت همومهم، حتى أصبحت أول من يسلط الضوء على مشكلاتهم في مصر.
وبسبب بحثها الدائم عن أدق التفاصيل، واجهت هدى زكريا العديد من التحديات خلال عملها الصحفي، حيث تنكرت، وتعرضت للتهديد، ولاحقتها الكثير من المخاطر، ففى تحقيقها الخاص بتجارة أعضاء اللاجئين الأفارقة فى مصر، خاضت هدي مغامرة بين عصابات بيع الأعضاء البشرية، والتقت الأطباء ومساعديهم الذين يجرون هذا النوع من العمليات، للتفاوض معهم على الأسعار، وذلك عن طريق التنكر فى ثوب فتاة إريترية تعيش فى القاهرة دون أوراق رسمية، برفقة والدتها المريضة، وقد كان هذا التحقيق سببًا في حصولها على جائزة النادي الإعلامي التابع للمعهد الدنماركي المصري للحوار.
حصلت هدى زكريا فى الفترة من 2012 إلى 2020 على 13 جائزة صحفية مختلفة، من بينها “جائزة الصحافة العربية” مرتين، المرة الأولى عام 2016، عن تحقيقها في قضية العلاج بالخلايا الجذعية، وأما المرة الثانية فى هذا العام، عن تحقيق استقصائي بعنوان “جحيم الاتجار بالبشر.. أسرارا صادمة عن تهريب نيجيريات لأوروبا والشرق الأوسط.. حكايات بيع ضحايا بوكوحرام على يد سماسرة بأوراق مزورة”.
لم تترك هدي زكريا خلال مسيرتها المهنية مسابقة لم تدخل وتتكرم فيها، وفى مسابقة ” أريج” الشبكة العربية للصحافة الاستقصائية، حصلت بها على المركز الأول في فئة التحقيقات “multi media”، عام 2013، كما حصلت على المركز الثاني في فئة التحقيقات المكتوبة، بنفس الجائزة، في نفس العام.
وفازت عام 2015 بجائزة أفضل تحقيق صحفى إلكترونى فى مسابقة “صحافة بلا تنميط” التى تنظمها مؤسسة “أكت” مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية” بالتعاون مع لجنة المرأة بهيئة الأمم المتحدة، وذلك عن تحقيق “حكايات من دفتر اللاجئات من نيران جنوب السودان إلى “عين شمس”.
كما حصلت على جائزة “التميز الصحفى” من نقابة الصحفيين عامي 2016 و2019 وحصلت على جائزة المعهد الدنماركى المصرى للحوار، وجائزة منظمة العمل الدولية عن تحقيقها استغلال الخادمات النيجيريات في الشرق الأوسط وأوروبا 2020، و جائزة سمير قصير للتميز الصحفى 2021 فئة التقرير السمعي البصري، و تم اختيارها من موقع “Women Of Egypt” ضمن قائمة أكثر النساء المصريات إلهاما عام 2016 .
تعمل هدى زكريا، فى الوقت الراهن، بمجال الإعداد التليفزيوني بتلفزيون اليوم السابع مجال الأفلام الوثائقية و التحقيقات التليفزيونية، كما تقوم بالتدريس فى كلية الإعلام جامعة القاهرة لطلبة الماجستير المهني،كذلك تقوم بإلقاء دورات تدريبية فى مجال التحقيقات الاستقصائية منذ عام 2016.