إيهاب زيدان.. صحفى من طراز فريد
بطل حكاية اليوم، يتميز بحساسيته الشديدة تجاه قضايا الناس.. يشك فى كل ما يرى ويسمع ويقرأ، ما يحفز رغبته فى التحقق والتقصي ويفتح له الباب واسعا للوصول إلى أفكار تحقيقات مهمة.. يتعامل مع كل موضوع جديد، كأنه مسألة رياضية أو حسابية صعبة، يحاول تفكيكها بالورقة والقلم، ومع صعوبة التحديات التي يواجهها يستمتع أكثر بالتحقيق الذى تحت يديه.. لا ينتهى من تحقيقه إلا بعد تكوين قصة متكاملة سهلة الصياغة، موضح بها كل أطراف القضية ودور كل واحد فيها… فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتب الصحفي إيهاب زيدان.
وُلد إيهاب زيدان، في محافظة أسيوط، وحصل على بكالوريوس علوم قسم فيزياء من جامعة أسيوط، منذ اليوم الأول له فى بلاط صاحبة الجلالة ، حرص بطلنا على أن يكون حصن البسطاء ولسان الفقراء وصرخة المظلومين لأذن المسئولين، كما حمل على عاتقه فضح الممارسات غير السوية لأصحاب النفوذ والسلطة وكشف أخطائهم بحق المواطنين، أملا في تصحيح المسار، إيمانًا منه بأن “الصحفي هو ضمير الأمة، والصحفيون يحملون على عاتقهم مهمة مجيدة لا يخفف من ثقلها إلا سموها، وعليهم أن يستكملوا عملهم ولا يتوقفوا، ﻷن شعوبهم لن تسامحهم، والتاريخ لن يرحمهم”.
عمل زيدان، خلال مشواره المهني على الموضوعات الخاصة بقضايا العمال واللاجئين والأقليات بشكل عام، والبيئة والمناخ، وبعض الموضوعات المتعلقة بالصحة والاقتصاد والنوع الاجتماعي.
وإيماناً منه بأن الصحفي الناجح هو ذاك الذي يبدع كل يوم شيئا يتذكّره الناس، عمل زيدان على إصقال موهبته وتطوير مهاراته، وذلك عبر حصوله على تدريبات وورش في أغلب أشكال الصحافة، كالصحافة الاستقضاية وصحافة الموبايل، كما حصل على زمالتين متخصصتين في صحافتي البيئة والحلول البيئية من الوكالة الفرنسية لتطوير الإعلام.
أبرز المحطات المهنية
عمل فى العديد من المؤسسات الصحفية المصرية، من بينها جريدة “صوت الأمة” عام 2014، كصحفي تحقيقات، وبعد إنجازه 3 تحقيقات مميزة جرى ترشيحه للعمل بشكل رسمي بالمؤسسة.
وبعد فترة قصيرة أصبح نائبًا لرئيس قسم الأخبار ، بعدها أسس وحدة المراسلين الميدانيين بصوت الأمة، وغطى فريق العمل الذي شكله انتخابات برلمان 2015، وكشف وقائع تزوير كثيرة بالصوت والصورة، وبعد الانتخابات جرى انتدابه للعمل فى الجريدة الورقية بترشيح من رئيس التحرير وقتها عبد الحليم قنديل.
بعد بيع “صوت الأمة” وانضمامها إلى “اليوم السابع”، ترك زيدان العمل فى مجال الصحافة، ولكنه عادة مرة ثانية في عام 2017 كمحرر ديسك بجريدة “الوطن”، وفي عام 2020 وتحديدًا مع بداية أزمة فيروس كورونا ترك بطلنا العمل في الوطن.
وانضم زيدان إلى موقع “القاهرة 24″، فى بداية 2022 وهناك أسس قسم التحقيقات وتولى رئاسته، وأنجز مجموعة من التحقيقات والانفرادات المميزة أبرزها تحقيق “الرمال البيضاء”.
وفى هذا التحقيق كشف زيدان عصابة دولية جمعت أموالا طائلة من المواطنين عبر تطبيق موبايل متوفر على Google play، وتوصل بطلنا إلى أن هذه العصابة تفتح التطبيق داخل بلد ما، وتُجند مجموعة من المواطنين للعمل معهم، ويجمعون أموال من المشتركين يُسيلونها إلى عملات رقمية بعدها يهربونها للخارج لأنها الطريقة الوحيدة التي تمنع تتبعهم أو كشف هويتهم، وبعدها يغيرون اسم التطبيق ويفتتحونه في بلد ثان باسم وشعار جديدين، لكن بنفس التصميم والواجهة وآلية العمل.
وانتشرت القصة وتفاصيلها داخل وسائل الإعلام المصرية الأخرى، وانتقلت بعدها إلى وسائل الإعلام الدولية، وكتبت عنها كبرى المؤسسات الصحفية وبعض وكالات الأنباء الدولية، واستعان أكثرهم بما أفصح عنه من تفاصيل داخل القصة، لكن أحدًا لم يتطرق إلى البُعد الدولي في القضية. وقبل مرور شهر واحد من نشر التحقيق، أعلنت وزارة الداخلية المصرية القبض على المسؤولين عن التطبيق داخل البلاد.
فى “القاهرة 24″، أدار إيهاب زيدان حملة صحفية ضد طبيب الكركمين أحمد أبو النصر، انتهت بإلقاء القبض على الطيب ومحاكمته، وحملة أخرى عن الإعلانات الطبية المزيفة على الفضائيات، وانفرد بنشر واقعة إساءة معاملة الفنانة منة شلبي لمجموعة ممرضات يعملن على رعاية والدتها المريضة.
كما كشف زيدان عن وجود تنظيم عصابي لشباب فى قرية بالمنوفية كانوا يستخدمون تطبيقًا أمريكيًا متوفر على الهواتف يمنحهم أرقامًا خارج البلاد، يمكنهم بها من ابتزاز بعض الفتيات عبر الواتس آب، وعندما حاول أهالي الفتيات تحرير محاضر، كانت تحقيقات النيابة تشير إلى عدم الاستدلال على الرقم، واكتشف أن هذه العصابة كانت سببا فى انتحار العديد من الفتيات. ورغم المسيرة الناجحة فى القاهرة ٢٤، إلا أنه ترك المؤسسة منذ ٣شهور.
إلى جانب المؤسسات المحلية المصرية سالفة الذكر، عمل إيهاب زيدان أيضًا فى مؤسسات عربية، كـ”درج و”رصيف 22″،و”VICE “، وعمل مدقق حقائق فى موقع “مسبار لمكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة”.
كما عمل في مؤسسات دولية، مثل وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية “سراج” سنة 2018، وعمل كصحفي “فريلانسر” مع مؤسسة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية “أريج”، ثم مؤسسة “طومسون فاونديشن”، والمركز الإعلامي المفتوح OPEN MEDIA HUB، و Dw.
احتراف الصحافة الاستقصائية
دخل زيدان مجال الصحافة الاستقصائية، وكانت البداية سنة 2017 بتحقيق غير منشور عن تصفية الشركة القومية للأسمنت، وفي هذا التحقيق كشف إيهاب عن وجود مخطط من رجال الأعمال وبعض قيادات الشركة وقيادات الشركة القابضة للصناعات الكيماوية والشركة القومية للأسمنت، وكان الهدف من المخطط تكبيد الشركة خسائر مادية فادحة لينتهي المطاف إلى بيعها وتم تنفيذ المخطط بالفعل في الفترة من 2010 وحتى 2017، وصدر قرار التصفية فى عام 2016 ولكن تأخر تنفيذه إلى عام 2018، ورغم أهمية التحقيق إلا أن الجريدة التى كان يعمل فيها إيهاب زيدان آنذاك رفضت نشره.
أما بداية التحقيقات الاستقصائية المنشورة، فكانت عام 2018، وكانت البداية مع وحدة التحقيقات الاستقصائية في سوريا “سراج”، بتحقيق “زوجة مؤقتة” الذي تناول الأضرار التي تتعرض لها اللاجئات السوريات فى مصر بسبب جوازهن العرفي أو بشكل غير موثق من مصريين، ونشر التحقيق في موقع “درج” اللبناني،
وفى عام 2019 حصل زيدان على تدريب من مؤسسة “طومسون فاونديشن، فى الكتابة حول قضايا اللاجئين، وبعدها أنجز مجموعة من الموضوعات الخاصة بقضايا اللاجئين التي أثرت بشكل إيجابي، ومن أبرزها تحقيق نُشر فى راديو روزنة فى فرنسا بعنوان “كاريتاس تزيد معاناة اللاجئين السوريين في مصر وتحرمهم المساعدات”، وفى هذا التحقيق كشف عن وجود تلاعب فى التقييمات لصالح أغنياء على حساب الفقراء، وجرى التحقيق مع مكتب مصر، وفى العام ذاته نال إيهاب على جائزة التميز الصحفي من الاتحاد الأوروبي حول قضايا الهجرة.
تجربة أريج
تعتبر “أريج” أحد أبرز التجارب الثرية لإيهاب زيدان على الصعيد المهني، حيث تعاون مع المؤسسة عام 2020 لإنجاز تحقيق “عقود إذعان”، وفي هذا التحقيق تطرق إلى شركات توريد العمالة وكيف تهضم حقوق العمال؟ إلى جانب كونها شركات غير قانونية وتمارس مهام غير قانونية وأثبت أنها باب لتشغيل العمال بـ السخرة، وفي 2021 انتهى من إعداد الجزء الثاني من التحقيق وكان خاص بالشركات الحكومية التي تمارس نشاط توريد العمالة أو تتعاقد مع شركات توريد العمالة، وأثبت وجود 23 شركة مملوكة للحكومة المصرية بشكل كلي أو جزئي تمارس هذا النشاط تحت مرأي ومسمع من الحكومة.
وعلى مستوى التدريب حصل زيدان مع “أريج” على مجموعة من التدريبات التى أهلته وأثقلت مهاراته فى مجالات مختلفة، و ما زال هناك تعاون صحفي يتمثل فى إنتاج بعض التحقيقات الاستقصائية