سهير شلبي.. مذيعة دخلت قلوب المشاهدين

بطلة الأسبوع الحالي، مذيعة من العيار الثقيل، تميزت بجمالها وثقافتها ونبرتها الدافئة.. أثرت على اهتمامات وأفكار المشاهدين من خلال برامج ما زالت عالقة في الأذهان حتى اليوم، مثل برامج “دردشة”، و”تاكسي السهرة”، و”نجوم في القلب”.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للإعلامية سهير شلبي، إحدي نجمات التليفزيون المصري فى عصره الذهبي.

وُلدت سهير شلبي في محافظة القاهرة، وتحديدا فى حي المعادي حيث تلقت تعليمها الأساسي فى مدارس هذا الحي.. والدها هو الدكتور أحمد شلبي، المؤرخ المصري، صاحب كتاب “موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية”، الحاصل على جائزة الملك فيصل، والحاصل على الدكتوراه من جامعة كامبريدچ بإنجلترا.

في طفولتها كانت تتمنى أن تكون مذيعة، لذا كانت تلقي كلمة الصباح فى الإذاعة المدرسية، وفى الفسحة كانت تلقى أبياتا من الشعر و تروي قصصا قصيرة، كما كانت تقدم تحية العلم، وقد حازت خلال أيام الدراسة على لقب “مذيعة المدرسة”، ولكونها موهوبة فى التمثيل كانت أيضًا نجمة مسرح المدرسة.

حصلت سهير على بكالوريوس تجارة، فى مطلع السبعينيات، وعملت محاسبة فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وعندما أعلنوا فى “ماسبيرو” عن مسابقة للمذيعات قدمت فيها، وجرى اختيار 3 مذيعات فقط من أصل 2000 متسابقة، هم سهير شلبي وسلمى الشماع وفريدة الزمر، وكانت المسابقة اختبارًا حقيقيًّا لكل الجوانب التى تخلق مذيعا قويا ومتمكنا من أدواته، وكان وقتها محمد سالم مدير عام المنوعات عضو لجنة الاختبار، ومعه سلوي حجازي، وهمت مصطفي.

وبعد نجاحها فى اختبارات التليفزيون، التحقت بطلتنا بدورات كثيرة فى اللغتين العربية والإنجليزية والمعلومات العامة على يد مجموعة كبيرة من الأساتذة، وكان برنامج “السهرة المفتوحة” أولى برامجها التليفزيونية، وهو عبارة عن ساعتين على الهواء، بعدها قدمت برامج ثقافية، وارتبطت ارتباطا وثيقا بالمشاهدين في البيوت عندما عملت كمذيعة ربط.

شاركت سهير شلبي مع المذيع الراحل أحمد سمير، فى تقديم برنامج “البيانو الأبيض، وتطورت العلاقة تدريجيًا حتى تزوجا، وأنجبت منه المخرج شريف أحمد سمير، ورجل الأعمال عمرو أحمد سمير، كما تزوجت من المهندس عادل الشايب، وأنجبت منه الإعلامية شيرين الشايب.

وخلال مسيرتها قدمت سهير شلبي، العديد من البرامج المهمة التي حُفرت في ذاكرة المواطن المصري، مثل “سواح” و”ريبورتاج “، و “دردشة”، و”تاكسي السهرة”، و”نجوم في القلب” و”جديد فى جديد”.

فى “سواح” جابت بطلتنا المناطق الجديدة داخل مصر مثل دهب وشرم الشيخ ونويبع وطابا، لتعريف المواطنين بها، لذا تعتبر من أوائل المذيعات اللاتي قدمن برامج عن السياحة على شاشة التليفزيون، وقد حقق البرنامج نجاحًا كبيرًا واستمر نحو 12 عامًا.
ولم يخلو هذا البرنامج من المخاطر، ففى إحدى حلقات “سواح” نجت سهير شلبي من السقوط من أعلى الجبل بأعجوبة، وفى حلقة أخرى سقطت في مياه البحر الأحمر أثناء التسجيل من فوق إحدى المعديات وهي لا تجيد السباحة.

وكان برنامج “دردشة”، بمثابة توثيق لمسيرة عدد من رموز مصر أمثال الدكتور أحمد زويل، وفاروق الباز، والسباح العالمي أبو هيف، و مصطفى أمين والدكتور مصطفى محمود، ونجيب محفوظ، وأنيس منصور .

 

أما برنامج “اليوم المفتوح” فكان طفرة حقيقية فى تاريخ التليفزيون المصري عامة، وفي مسيرة سهير شلبي على وجه الخصوص، حيث كانت تقدم فيه فقرات للصغار والكبار ولقاءات على الهواء، الأمر الذي ساهم فى تشكيل وجدان المشاهد.

 

كما كانت أول من فكرت فى عمل حلقات لاستضافة فريق عمل المسلسلات الدرامية من مخرجين وأبطال ومهندسي ديكور ، من خلال برنامجي ” نجوم فى القلب” و “جديد فى جديد”.

ولقدرتها على ملء الوقت في حالة أي عطل فني أو تأخير بسبب أي شيء، كان المخرجون يختارونها لتقديم الحفلات على الهواء مثل حفلات ليالي التليفزيون. وهنا نذكر أنه فى إحدي حفلات فيروز التى أقيمت تحت سفح الأهرامات، تأخرت فيروز فى الصعود على خشبة المسرح، بسبب التذاكر ودخول الجمهور ، فاستمرت سهير شلبي فى المقدمة ساعة إلا الربع تقريبا بدلا من 4 دقائق، وتحدثت خلال هذه الفترة عن الفن والغناء وتاريخ فيروز وعلاقة أغانيها بسيد درويش، وواصلت الكلام حتى انتهت المشكلة، وصعدت فيروز إلى المسرح.

 

بالإضافة إلى ذلك، كانت تشارك رجال الشرطة من خلال برنامجها “ريبورتاج”، فى ضبط سيارات مخدرات، وفى المطاردات التي كانت توجهها الأجهزة الأمنية للعصابات كما صورت فى سجن النساء، وتعرضت للكثير من المخاطر .

 

ومع بداية ثمانينات القرن العشرين قامت سهير شلبي بالتمثيل في السينما والتلفزيون، وبدأت بأداء دور المذيعة ثم باشرت التمثيل الدرامي، ومن أشهر الأعمال التى شاركت فيها؛ فيلم “الاتحاد النسائي” للمخرج ناجي أنجلو، عام 1984، وفيلم «صاحب الإدارة بواب العمارة» للمخرجة نادية سالم، عام 1985، وفيلم «البيضة والحجر» للمخرج علي عبد الخالق، عام 1990، وفيلم «أقوى الرجال» للمخرج أحمد السبعاوي، عام 1993، وفيلم «ونسيت أني امرأة» للمخرج عاطف سالم، عام 1994 .

 

وفى مارس الماضي كرمت السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية ، الإعلامية سهير شلبي فى احتفالية المرأة المصرية 2022.

المصادر:
كتاب “نجوم ماسبيرو يتحدثون” للكاتبة الصحفية سها سعيد.

حوار صحفي للأهرام بعنوان “سهير شلبي: كنتُ نجمة المسرح في مدرستي” https://gate.ahram.org.eg/News/3484012.aspx

خبر منشور على موقع مصراوي بعنوان “سهير شلبي عن تكريم انتصار السيسي: سيدة متواضعة من بيت أصيل” http://bit.ly/3Xsac6w

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى