وسام حمدي.. مغامر بدرجة امتياز

بطل الأسبوع الحالي، صحفي مغامر، جدي فى مظهره، دقيق فى حديثة، عشق القلم، وشٌغل شغفًا بالصحافة ورائحة الورق والحبر منذ نعومة أظافره، وعندما بلغ سن الشباب، اجتهد وثابر وأبدع فى مهنة البحث عن المتاعب، فكان التوفيق حليفه.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للكاتب الصحفي وسام حمدي.
وُلد وسام حمدي هريدي حسن، فى قرية الأربعين التابعة لمركز طما محافظة سوهاج سنة 1989، واصل تعليمه الأساسي، متفوقًا في دراسته، وعندما أتم مرحلة الثانوية العامة لم يرى أمامه سوى وجهة واحدة هي دراسة الإعلام.
ولم يكن دخوله لمجال الإعلام مجرد صدفة، بل نبع من عشق بزغ منذ الصغر، ففي طفولته كان يجمع أقاربه ممن هم فى عمره ليحكي لهم تحقيقا استقصائيا نسجه من وحي خياله، متقمصًا دور الإعلامي يسري فودة -مثله الأعلى- في برنامج “سري للغاية” الذي كان يعرض على قناة الجزيرة القطرية، وعندما كان يسأله أحد: “ما هي المهنة التي تود ممارستها في المستقبل؟”، كان يجيب، وبدون تردد: “مهنة الصحافة”.
التحق وسام بقسم الإعلام في كلية الآداب جامعة سوهاج عام 2008، ودرس الصحافة بعشق، وتميز في تحرير الأخبار الصحفية في السنوات الأولى، وشارك بالتعاون مع كوكبة من زملائه فى إصدار صحيفة طلابية اسمها “صوت الجامعة”، وفي عام 2009 حصل على فرصة تدريب بجريدة “الكرامة”، وهي صحيفة أسبوعية مصرية معارضة ذات توجه ناصري، الأمر الذى اكسبه المهارات والمعرفة اللازمة التى أهلته لكتابة التقارير، والتحقيقات، وغيرها من فنون الكتابة الصحفية، وبعد تخرجه عام 2011، عمل بشكل منتظم فى “جريدة الكرامة”، وجرى تعيينه وانتسابه إلى نقابة الصحفيين في عام 2016، وانتقل إلى جريدة “البوابة نيوز”، ولا يزال يعمل بها حتى الآن – وقت كتابة هذه السطور فبراير 2023- بجانب عدد من الصحف الأخرى.
يتميز وسام عن أقرانه فى مهنة البحث عن المتاعب، بكونه صحفيًا منظمًا لا يعرف العشوائية فى عمله، فدائما يكون لديه خطط بديلة لمواجهة التحديات والصعوبات التى يتعرض لها في عمله، ولأجل الوصول إلى درجة عالية من الاحترافية والتميز فيما ينتجه من موضوعات صحفية، حرص طوال مشواره الصحفي، على رفع كفاءته المهنية، بالحصول على العديد من الدورات التدريبية حول الصحافة العلمية فى جوتة الألماني، وأكثر من دورة فى الاستقصاء والتتبع المالي والصحافة البيئة من شبكة (أريج)، إلى جانب حصوله على ورشة تدقيق معلومات.
لم يهنأ وسام منذ بداية عمله فى مهنة الصحافة، براحة البال لدخوله الدائم وسط مناطق شائكة يقتحمها بإرادته بغض النظر عن خطورتها أو ضررها، فقد كانت أول تغطية صحفية فى مشواره المهني، هى رصد تبعات حادث انهيار “صخرة الدويقة”، الذي وقع في عام 2008، ودمر أكثر من 166 مسكنًا، وراح ضحيته نحو 119 شخصًا، وأصيب 55 آخرين، حسب البيانات الرسمية. وقتها كشف بطلنا بالمستندات أن 70% من المواطنين الحاصلين على سكن من الدولة تعويضًا عن هذه الحادثة، من خارج منطقة منشية ناصر.
ليس هذا فقط، بل كشف في عامي (2009 – 2010) وقائع تزوير فى انتخابات “شياخة” (محليات) الحزب الوطني، وبعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، قام بتغطية المظاهرات الاحتجاجية التى تبعت الثورة، وذهب إلى العديد من المناطق الساخنة في ذلك الوقت مثل كرداسة، و الألف مسكن. كما دخل العالم السري لإنتاج الذهب في جنوب مصر، وتتبع رحلة استخراج الذهب من الجبال وبيع وتهريبه عن طريق ” الدهابة”.
يميل وسام حمدى، فى الكتابة إلى صحافة الغلابة، وهنا نذكر أنه في عام 2012 ذهب إلى منطقة إمبابة ليكشف عن معاناة أهالي يعيشون في مساكن تحت مستوى سطح الأرض بدون مياه، أو صرف صحي، ولم يكتفِ بإعداد تقريرًا صحفيًا عن الوضع المأساوي لمواطني إمبابة، بل ظل يتابع مع مسئولي الحي إلى تم نقل هؤلاء المواطنين إلى مساكن أدمية.
كما أعد تقاريرًا أخرى تطرق فيها إلى معاناة الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية فى مصر، وفى هذا الشأن نشرت له “البوابة نيوز” تقريرًا بعنوان “الأمن الغذائي العالمي في خطر!! ..ارتفاع أسعار الأسمدة يضغط على المزارعين ويهدد بمجاعة..”، كما نشرت له أيضًا تقريرًا بعنوان “الحمى القلاعية”.. رزق الفلاحين في مواجهة أخطر أمراض الماشية..”.
بجانب هذا أنتج وسام العديد من التحقيقات المتعلقة بصحة المصريين، كاشفًا الكثير من أوجه الفساد فى المجتمع المصري، ومن بين ذلك تحقيق “قتل المصريين بـ”اللحوم المهرمنة”، عام 2016، الذي كشف، فيه عن تواطؤ مسئولى الهيئة العامة للخدمات البيطرية مع المستوردين في إثيوبيا لإدخال عجول طاعنة فى السن ومريضة بـ«السل» و«الحويصلات الديدانية»، وفى تحقيقه “الخلطة الخرسانية تقتل المصريين”، كشف لغز انهيار العقارات فى مصر، بعدما أجري تحليلا على «مكعب» خرسانى بأحد العقارات المنهارة بالإسكندرية، بالمركز القومى لبحوث الإسكان، وقد حصل هذا التحقيق على الجائزة الثانية بنقابة الصحفيين سنة 2016 .
كذلك أعد وسام حمدي خلال مشواره المهني، بعض الملفات المتعلقة بصناعة وبيع الدواء، وشارك مع زميله أشرف أمين فى حملة الدم الفاسد فى معهد ناصر ، وفيها سلطا الصحفيان الضوء على التجاوزات المالية والإدارية فى المعهد، وحصل التحقيق على شهادة تقدير من نقابة الصحفيين المصريين.
كما تعاون هو وزميلته هاجز زين العابدين، مع شبكة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج)، لإنتاج تحقيق (مصانع الوحدة العربية هواء ملوث وحرائق لا تتوقف)، وقد ترشح هذا التحقيق للقائمة النهائية في جائزة الصحافة العربية بدبي عام 2020، لكن لم يحصد أي جوائز.
وفي تحقيقه “الحمأة” غير المعالجة: المصريون يأكلون مع الخضار والفاكهة السموم والأمراض”، كشف وسام عن علاقة استخدام الحمأة (سماد) غير المعالجة، في الزراعة وإنتاج الغذاء بأنواع مختلفة من الأمراض، من بينها مرض التيفوئيد والفشل الكلوي واستخدامها، بعدما أجرى تحليلاً على الحماة نفسها والتربية والخضار، وأثبت أنها مخالفة للمواصفات القياسية والحدود المسموح بها من هيئة الغذاء المصرية ما يعرض حياة المصريين للخطر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى