منى الحسيني.. إعلامية وُلدت كبيرة
بطلة الأسبوع الحالي، إعلامية مخضرمة.. تمتلك حضورًا طاغيًا أمام الشاشة.. عُرفت بجرأتها وحواراتها الساخنة.. سيطرت على أكثر من موسم رمضاني، عبر إجراء أكثر من 300 حوار مع أكثر من 250 شخصية فنية وسياسية ورياضية.. كانت الأسرة المصرية تجتمع أمام شاشة التليفزيون المصري لتشاهد برنامجها الذي يذاع في شهر رمضان وقت الإفطار.. فتعالوا بنا نتعرف على السيرة الذاتية للإعلامية منى الحسيني، صاحبة أول تجربة برنامج حواري على التلفزيون المصري (حوار صريح جدًا).
وُلدت منى الحسيني رمضان وترعرعت فى أسرة ميسورة الحال، تعود جذور والدها إلى مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، بينما تعود جذور والدتها إلى محافظة المنوفية. أحبت بطلتنا مجال الإعلام منذ طفولتها، فكانت أمنيتها خلال فترة الثانوية العامة هى الحصول على مجموعة يمكنها من الإلتحاق بكلية الإعلام، وعندما لم تتمكن من دخول الكلية التي تحبها، التحقت بكلية التجارة جامعة عين شمس.
البدايات
أثناء فترة دراستها الجامعية، أعلن التلفزيون المصرى عن فتح باب التقدم للتدريب وقبول وجوه جديدة، وحينما أبلغت والدها الذى كان يشغل وقتها منصب وكيل أول الوزارة للقطاع الاقتصادي بالتلفزيون المصري، رفض رفضا قاطعا، وﻷنها شخصية تعشق التمرد وتهوى الإعلام، اتجهت دون علمه وقدمت أوراقها وتم قبولها.
وبدأت تدريبها الإعلامي وهي فى العام الثالث بكلية التجارة، فبعد انتهاء محاضراتها الجامعية كانت تطير إلى مبنى التلفزيون للتدريب على الإعداد والتقديم والإخراج، على يد الإعلامية جانيت فرج، التى كانت تصطحبها معها في كل مكان تسافر إليه لإكسابها الخبرة، واستمر تدريبها إلى ما بعد التخرج بعامين، الأمر الذي أكسبها شخصية متفردة وعززت علاقاتها مع جميع العاملين والإعلاميين.
وعندما رأتها الإعلامية سامية صادق رئيس التليفزيون المصري آنذاك، أشادت بموهبتها في التقديم التليفزيوني، ونبهتها إلى ضرورة وضع بعض المكياج وتغيير تسريحة شعرها حتى تبدو أكثر أناقة؛ لأنها كانت بسيطة جدًا مثل أي فتاة في الجامعة، وبعدها عرضت عليها الظهور كمذيعة نشرة فى أحداث 24 ساعة، فبكيت وقتها، ثم شرحت لها أنها لا تريد أن تصنف كمذيعة نشرة، وإنما ترغب في تقديم برامج منوعات أو شبابية، وقد تفهمت رئيس التلفزيون رغبتها.
حوار صريح جدًا
في بدايتها قدمت منى الحسيني الشابة حديثة التخرج، عددًا من البرامج الخفيفة في التليفزيون المصري، مثل ” الناس والعيد”، وبعدما رأت أنها باتت على أهبة الاستعداد لخوض غمار مغامرة جديدة ذهبت إلى مسئول البرامج بالتلفزيون المصري، وأخبرته برغبتها في تقديم برنامج حواري جديد بعنوان “تصفية حسابات”، إلا أن فكرتها قوبلت بالرفض والسخرية، وعندما عرضت الأمر على والدها اقترح عليها اسم “حوار صريح جدًا”، وقامت بتسجيل حلقة من البرنامج، وعرضتها على مسئول التلفزيون، فأعجب بها لكنه أخبرها أن هناك أفضل من ذلك، فصورت 30 حلقة بعد ذلك.
وبعد عرض البرنامج أصبحت حديث الشارع المصري، وجاء عيد الإعلاميين، وتفاجئت بتكريمها من قبل وزير الإعلام المصري وقتها، صفوت الشريف، بعدما حصل البرنامج في الاستفتاء الرمضاني على أفضل برنامج وحصلت على أفضل مذيعة.
تقوم فكرة برنامج “حوار صريح جدًا”، على استضافة مشاهير الفن والسياسة والرياضة، في حوار يفتحون قلوبهم فيه للمشاهدين بحقائق وأسرار لم تعلن من قبل، وتميزت طريقة منى الحسينى فى إلقاء السؤال بالمباشرة، وكانت ترغب فى المقابل الحصول على إجابة مباشرة من الضيف، وعندما كان الضيف يحاول أن يحافظ على دبلوماسيته خلال الحديث وعدم الرد بصراحة فى كثيرة من الأحيان للحفاظ على الصورة الذهنية الموجودة لدى الجمهور عنه،كانت الحسيني تحاول أن تأخذ الإجابة من الضيف بأكثر من طريقة حتى تجعل الحوار أكثر إثارة وجرأة.
وكثيرًا ما كان يغير الجمهور فكرته عن النجم بسبب حديثها وأسئلتها، مثلما حدث فى حلقة الفنان عادل أدهم الذي كان يراه الجمهور دائما فى أدوار الفتوة والشر، وتفاجأ به الجمهور وهو على حقيقته الطيبة المسالمة. وفي “حوار صريح جدا” بكى محمود الجوهري المدرب المصري، وفي هذا البرنامج تحدث محمد منير عن طفولته وبداياته، وفيه أيضًا تحدثت الفنانة مديحة كامل قبل اعتزالها الفن بفترة قصيرة عن ذكرياتها وحياتها فى الإسكندرية مسقط رأسها وذكرياتها مع شوارع مدينتها وزينة رمضان.
واستمر البرنامج طوال فترة التسعينات وكان جزءا من الموسم الرمضانى، واختفى فترة من الزمن، ثم عاد على شاشة قناة دريم، لكنه لم يحقق نفس النجاح الذى حققه على شاشة التلفزيون المصري.
وبالإضافة إلى برنامج “حوار صريح جدا”، قدمت منى الحسيني مجموعة من البرامج على نفس الخط من النجاح، مثل “خمسة – خمسة”، و”أرقام”، و”اللقاء الحاسم”، و”بدون تحفظ”، و “ع المكشوف”، و”كلام فى المليان”، و”وجهة نظر”، و”نأسف للإزعاج”.
تهديدات وملاحقات قضائية
وفي برنامجها الأخير، الذى كان يذاع وقتها على قناة “دريم”، سلطت الحسيني الضوء على الفساد فى نظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، في المقابل كان الرئيس معجبا ببرنامجها للغاية ويشاهده بشكل دائم، ورغم أنها كانت تهاجم نظامه، وقال مبارك فى أحد حواراته: “أتمنى أن تكون كل البرامج بمصداقية منى الحسينى”.
وعندما تبنت قضية الأراضى المنهوبة من الدولة، تعرضت للابتزاز، و لتهديدات بالقتل من رجال أعمال محسوبين على نظام مبارك، بعدما رفضت رشوى مليوني جنيه عُرضت عليها لكى لا تفصح عن فضائحهم، كما تم رفع 8 دعاوى قضائية ضدها.
ومع اندلاع ثورة 25 يناير 2011، تغير المشهد الإعلامي فى مصر، وكانت سنوات ما بعد الثورة بمثابة العراقيل التي أوقفت عربة مني الحسيني من المضي قدما، فعندما عادت مرة أخرى إلى الشاشة عبر برنامج “ع المكشوف”، في مرحلة تولي جماعة الإخوان الحكم، قوبل البرنامج بالرفض، وعُرض عليها أن تتولى منصبًا إداريًا بدلا من تقديم برنامج معارض إلا أنها فضلت الانسحاب من المشهد تماما.
المصادر:
https://www.albawabhnews.com/2920546
https://www.vetogate.com/3186394