بروفايلسلايدر رئيسي

هبة محمد.. صحفية التجارب المختلفة

بطلة هذا الأسبوع، الصحفية هبة محمد علي، رئيسة قسم الفن بجريدة روزاليوسف.
🔹البداية.. أحلام وتحديات
تعلقت هبة بمهنة الصحافة والكتابة منذ سنوات دراستها الأولى، حينها كانت تجيب على السؤال الشهير بحلمها في المستقبل وتقول “نفسي أطلع صحفية”.
كان قلمها الرشيق في موضوعات التعبير محط أنظار معلميها خلال دراستها المتنقلة بين السعودية ومصر، منهم من وجهها لإدراك موهبتها في الكتابة، ليبقى الحلم معها حتى حققت أولى خطواته بالالتحاق بكلية الإعلام قسم صحافة، لتبدأ.
شجعتها أسرتها كثيرا، لكنها حين تزوجت لم تجد الدعم نفسه، وتعطلت سنوات عن عملها بسبب إحباطات الزواج الذي لم يكتمل من جهة، وبسبب المهنة التي صُدمت فيها حين عملت في أماكن تأخذ من الصحافة الاسم فقط.
تقول هبة لـ”المرصد”: “طرقت جميع الأبواب، وعملت في جرائد ومواقع تحت بير السلم لا أتذكر حتى اسمها، لكن كل مرة كنت أقول هذا المكان لا يشبهني، ثم أرحل وأبحث عن آخر”.
تنقلت بين أكثر من جريدة منذ عام تخرجها من الكلية ٢٠٠٥، حتى عام ٢٠١١، وقتها فقدت الأمل في الحصول على فرصة جيدة، لتطرق باب أخير من خلال طلب فرصة عمل، من الصحفية الكبيرة سهام ذهني التي أشرفت على مشروع تخرجها، وكانت تمتدح قلمها وتتنبأ لها بمستقبل واعد.
رحبت “ذهني” بهبة بعدما تذكرتها رغم مرور السنوات، وطلبت منها التوجه إلى مجلة صباح الخير، ومقابلة الأستاذة مها عمران، تقول هبة: “كانت لحظة فارقة، لازلت أذكر الملابس التي ارتديتها وحماستي وأنا ذاهبة للمجلة”.
🔹انطلاقة حقيقية
منذ ذلك الحين عملت هبة في الصحافة التي أحبتها، صنعت حملات صحفية قلبت بها الرأي العام رأسا على عقب، منها حملة عن المصرية نجلاء وفا التي تم اعتقالها في السعودية عام 2012 كانت تعمل مهندسة ديكور لإحدى الأميرات التي انقلبت عليها بسبب خلاف غير معلوم، وسُجنت وفاء وحُكم عليها بـ 500 جلدة.
أسهمت الحملة الصحفية التي قادتها هبة بتفجير القضية في الرأي العام المصري والسعودي، خاصة بعدما نجحت في نشر مذكرات مهربة من نجلاء لأحد أقاربها.
كما عملت حملة مماثلة كشفت فيها عن فساد شركة أونست للعقارات، في فترة 2013 وأسفرت عن سجن مالكها.
عملت هبة بالفن 2015 بنفس روح التحقيقات، وتنقلت في عدة تجارب ناجحة منها جريدة المقال مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ثم جريدة روزاليوسف لتصبح رئيسة قسم الفن بها.
حصلت على شهادة تقدير من نقابة الصحفيين عن آخر حوار أجرته الإعلامية آمال فهمي قبل وفاتها وهي بمستشفى المعادي العسكري، وحصلت على جائزة النقابة عن حوار مع إعلامي تونسي اسمه لطفي البحري، كان ملازم للملحن بليغ حمدي في منفاه الأخير حين عاش بليغ في باريس بعد اتهامه ظلما في إحدى القضايا، وكذلك وصل حوارها مع زيني الإمام ضمن القائمة تلقصيرة لجوائز نقابة الصحفيين.
🔹تجارب ملهمة
واحدة من ضمن تجارب هبة الثرية كتاب “قصة امرأة حرة” عن مذكرات الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز، التي ظلت رافضة كل محاولات كتابة مذكراتها إلى أن وافقت أخيرا.
تحكي هبة عن هذه التجربة المهمة: “لبنى عبد العزيز كانت رافضة سنوات طويلة كتابة مذكراتها، إلى أن حدث توفيق من الله وارتياح متبادل بيننا، واقتنعت بحديثي معها حين أكدت لها أن سيرتها لن تكون مثالية، بل توثق أخطاء وأزمات وقعت فيها لتصل إلى هذه النجومية والحالة الإنسانية كما هي عليه الآن، لتكون نموذج حي لكل فتاة تريد أن تنجح في حياتها ولا تعطلها العراقيل والأزمات”.
🔹الصحافة الآن
ترى هبة أن الصحافة الحالية في أزمة كبيرة، فهي أصبحت عبارة عن نقل بيانات موجهة أما إذا أراد الصحفي التغريد خارج السرب والعمل بحرية فلن يجني إلا عداوات وصراعات هو في غنى عنها، تقول: ” المصدر يعتبر الصحفي عدو، وكذا المجتمع كله بمؤسساته وشكله الحالي، ما أفقد المواطن العادي ثقته في الصحافة”.
وتحاول الاستمرار في العمل وسط هذا المناخ غير العادل من خلال التمسك بمبدأ تخبرنا عنه: “أنا لا أقول كل الحقيقة لأنني مضطرة لذلك، لكن كل ما أقوله فهو حقيقي تماماً”.
وتؤمن بالتدريب المستمر للصحفي، والتطور من خلال الدراسة، فهي تدرس في الوقت الحالي السيناريو بشكل احترافي حتى تستطيع مناقشة المصدر في العمل الفني، وتقييم الأفلام والأعمال الدرامية بطريقة احترافية، كما أنها تدين بالفضل إلى الأرشيف الصحفي القديم، وتقدم نصيحتها للصحفيين الجدد بالاطلاع الدائم على كنوز الصحافة المصرية في أزمنة وأوقات مختلفة.
وأخيرا.. تطمح هبة بالانتهاء من كتابين فنيين، أحدهم عن الفنانة الكبيرة بوسي، والآخر لم تفصح عن تفاصيله، كما أنها تحلم بالحصول على مزيد من الجوائز، إذ تعتبرها كالوقود للصحفي، وتوضح: “أمور كثيرة محبطة في المهنة، كل يوم أخبر نفسي أن أكف عن هذه المهنة، لتأتي جائزة تشجعني على الاستمرار وتخبرني أنني على الطريق الصحيح”.
See insights
Boost a post
All reactions:

2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى