بروفايلسلايدر رئيسي

عُلا الشافعي… 25 عامًا من المثابرة والتفوق الصحفي   

في لحظات سريعة أمس، تحولت الصفحات الإعلامية على منصات السوشيال ميديا، إلى دفتر تهنئة ومباركات للزميلة الصحفية عُلا الشافعي، بعدما أُسند إليها مهمة رئاسة تحرير جريدة اليوم السابع، لتصبح أول سيدة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس الموقع والجريدة عام 2008.

“المرصد المصري للصحافة والإعلام” تحدّث مع عُلا، التي أكدت أن حُلم الصحافة راودها منذ الطفولة، حين كانت في المرحلة الابتدائية تشترك مع فريق المزيكا بصحبة والدتها مُدرسة الموسيقى في المدرسة، لكن اهتمامها الأكبر كان لصالح مجلة الحائط والإذاعة المدرسية، تتذكّر قائلة: “كان أستاذ علي المُشرف على مجلات الحائط، يشجّعنا على الاشتراك في المسابقات بين المدارس، وكان فريقنا يحصد الجوائز دائماً”.

أما في مرحلة الثانوية العامة، كانت تحب عُلا المواد الأدبية، ونضجت ميولها الدراسية بشكل واضح متفقة فيها مع حلم والدها الراحل أحد أهم داعميها، تقول: “لم أتردد مرتين في اختيار كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وحصرت رغباتي الثلاث داخل الكلية في قسم صحافة، ما لفت نظر الدكاترة وقتها لإصراري على اختيار واحد، أما والدي كان أهم داعم ومشجع لي”.

في عامها الثاني بالجامعة قررت الخروج إلى سوق العمل والبدء في رحلة التدرب على مهنة البحث عن المتاعب التي طالما أحبتها.

“تدربّت في جريدة الأهرام العريقة مع الأستاذ الراحل عبدالوهاب مطاوع، وتعرّفت على أساتذة بالمهنة منهم إبراهيم حجازي، يسري الفخراني، الدكتور ياسر أيوب في الأهرام، كما عملت في جريدة مايو، حين كان يرأس تحريرها أنيس منصور “.

بدأت جريدة الأهرام في إعداد تجربة مجلة علاء الدين للأطفال، وتحكي علا عن هذه الخطوة أنها أتاحت لها العمل بشكل منتظم بجانب التعيين، تقول: “كان عرف سائد في الصحافة أن الصحفي لا تنشر أي موضوعات باسمه قبل 6 شهور عمل، ولا يتم تعيينه إلا بعد سنوات من العمل المضني حتى يرضى رئيس التحرير عن موضوعاته، وهو بالفعل الطريق الذي اخترته إذ تم تعييني بعد 6 سنوات من التخرج”.

كانت وقتها مكاتب القنوات العربية تنتشر في ربوع القاهرة، ومنها شقت علا طريقها بالعمل في إعداد برامج تليفزيون إيه آر تي، وأبو ظبي، وزاولت في كل منها جميع الملفات الصحفية مثل التحقيقات وتصوير الفيديو، والسياسة والاقتصاد والفن، حتى تختبر نفسها وتعرف ما الذي تريده بالتحديد من العمل الصحفي والإعلامي.

قررت دراسة السينما لتعرف كل تفاصيل الصناعة، والتحقت بالمعهد العالي للسينما وتحديدًا قسم سيناريو، بالتوازي مع شغلها في الأهرام، ومع نشاطها “نادي السينما” الذي نظمته في المعهد الإقليمي للصحافة بالتعاون مع وإشراف الأستاذ أسامة سرايا.

تولت أيضًا الصحفية النشيطة إدارة القسم الفني في مكتب الحياة اللندنية بالقاهرة، وبعدها انطلقت تجربة اليوم السابع عام 2008، وكانت هي أحد مؤسسيه.

رسائل علا إلى والدها وأبيها الروحي

لم تتجاوز عُلا مشاعر الحزن على رحيل والدها، وأيضًا رحيل من كان بمثابة الأب الروحي لها السيناريست وحيد حامد، تقول: ” كلاهما كان سند ودعم حقيقي في وقت ابتعد فيه المقربين”.

تتذكّر نصائح والدها الراحل: “علمني أن السيرة أطول من العمر، وردد دائماً أن الطيبة فعل حميد مهما كانت محل انتقاد في مجالنا الذي يتسم بالتنافسية الشديدة أو يصل حد القسوة أحيانًا، ودفعني إلى السير وراء حدسي ومشاعري الحقيقية دون الالتفات إلى الآخرين”.

أما الفنان وحيد حامد تقول عنه إنه كان مؤمنًا بها ومشددًا لها في أوقات الضعف: “لم أتعافى من رحيلهما، تمنيت وجودهم ودعواتهم معي في هذه اللحظة، ولازلت أحدثهم سراً في أوقات كثيرة”.

وأخيرًا تطمح عُلا في تحقيق إنجاز جديد بصحافة الديجتال لتواكب التطور الكبير الذي يلاحق كل تفاصيل المهنة، وتؤكد أنها لن تتخلى عن الإخلاص إلى عملها، ونشر طاقة حب حقيقية نحو الجميع دون استثناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى