ماذا يعني انضمام مصر إلى “الاتحاد الدولي للصحفيين”؟.. وكيف يمكن الاستفادة من ذلك؟
انضمّت نقابة الصحفيين المصريين إلى “الاتحاد الدولي للصحفيين”، بعد رفضٍ دام سنوات طويلة؛ وذلك بسبب عضوية إسرائيل في الاتحاد، ما جعل النقابة تتخذ موقفًا صارمًا بعدم الانضمام، أو المشاركة في أي فعّاليات يكون فيها الكيان الصهيوني حاضرًا أو شريكًا.
كانت نقابة الصحفيين المصريين دائمًا، هي حائط الصد والمدافع عن القضية الفلسطينية، وداعمًا قويًا لحقوق الصحفيين في فلسطين؛ حيث رفضت جمعياتها العمومية المتعاقبة، كل أشكال التطبيع، المهني والنقابي والشخصي، وتصوّت دائمًا على إحالة أي عضو قام بالتطبيع، إلى التحقيق النقابي.
انضمام نقابة الصحفيين المصريين بعد سنوات من الرفض
قرارُ كان سعيدًا للصحفيين الأعضاء، بعد إعلان انضمام النقابة إلى الاتحاد الدولي للصحفيين، بعد سنواتٍ طويلة من الرفض؛ حيث أعلنت نقابة الصحفيين المصريين، قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين، موافقته بالإجماع، على طلب العضوية الذي تقدّمت به؛ حيث رحّب قيادة الاتحاد الدولى بانضمام نقابة الصحفيين المصريين، مؤكدين أنها تُعتبر من أهم نقابات الصحفيين في إفريقيا والمنطقة العربية، وأكبرها.
وكانت نقابة الصحفيين قد تقدّمت بطلب الانضمام للاتحاد الدولي للصحفيين، في شهر مايو الماضي، وحصلت على الموافقة من حيث المبدأ في سبتمبر الماضي، خلال اجتماع الهيئة الإدارية للاتحاد الدولي للصحفيين في رام الله، قبل أن تحصل على الموافقة النهائية.
قال ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين، إن القرار اتُخذ بالإجماع وسط ترحيب من جميع النقابات، والذي يأتي تتويجًا لجهود النقابة المصرية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وكذلك دورها في دعم القضية الفلسطينية، وعدد من القضايا الخاصة بالزملاء الصحفيين، وحقوقهم في مؤسسات صحفية مصرية ودولية.
ما هو الاتحاد الدولي للصحفيين؟
الاتحاد الدولي للصحفيين”، هو أكبر منظّمة عالمية للصحفيين؛ يُمثل أكثر من 600 ألف إعلاميًا، أعضاءً في 187 نقابة وجمعية، من 146 دولة حول العالم، وهو المنظّمة التي تتحدث باسم الصحفيين داخل نظام الأمم المتحدة، وضمن الحركة النقابية العالمية.
تم تأسيس الاتحاد عام 1926 في باريس، ثم أُعيد تأسيسه مرة أخرى عام 1946، واستقر على شكله الحالي، بعد إعادة تأسيسه للمرة الثالثة عام 1952.
يسعى الاتحاد الدولي للصحفيين للعمل والتحرّك على المستوى الدولي للدفاع عن حرية الصحافة والعدل الاجتماعي/ من خلال اتحادات صحفيين قوية، وحرة، ومستقلة.
يقود الاتحاد الدولي للصحفيين حِراك جماعي لدعم نقابات الصحفيين في كفاحهم، وذلك من أجل الحصول على أجور عادلة، وظروف عمل لائقة، والدفاع عن حقوقهم العمالية.
رؤية الاتحاد الدولي للصحفيين
وفقًا لرؤيته، لا يتبنّى الاتحاد الدولي للصحفيين توجهًا سياسيًا مُعينًا، ولكنه يروّج لحقوق الإنسان، والديمقراطية، والتعددية، ويعارض كل أنواع التمييز ويدين استخدام الإعلام للأغراض الدعائية، أو للترويج للتعصب، وعدم التسامح والصراع.
ويؤكد الاتحاد دائمًا، على إيمانه بحرية التعبير السياسي والثقافي، ويدافع عن العمل النقابي، وباقي الحريات الأساسية للإنسان؛ حيث ناضل من أجل المساواة بين الجنسين في جميع هياكله وسياساته وبرامجه، والذي يُقدّم دعمًا للصحفيين واتحاداتهم، كلما خاضوا مواجهة دفاعًا عن حقوقهم العمالية والمهنية، كما قام بتأسيس صندوقًا دوليًا للسلامة المهنية، يُقدّم دعمًا إنسانيًا للصحفيين المحتاجين.
مكتب الشرق الأوسط والعالم العربي
يدعم مكتب الشرق الأوسط والعالم العربي التابع للاتحاد الدولي للصحفيين، نحو 21 نقابة واتحاد وجمعية صحفيين في هذه المنطقة، والذي يقيم تعاونًا وثيقًا مع المنظمات الإقليمية الرئيسية، ليتمكّن الإتحاد من الدفاع عن الحقوق الاجتماعية والمهنية للصحفيين، وتعزيزها بأفضل شكل ممكن.
كشف الاتحاد في تعريفه، أنه خلال السنوات الـ20 الماضية، قُتل صحفيون في هذه المنطقة أكثر من أي منطقة أخرى حول العالم، مما يجعلها الساحة الأكثر خطرًا للصحفيين المهنيين، لافتًا إلى أن هذا يضع السلامة المهنية للصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب على رأس برنامج عمل الاتحاد الدولي للصحفيين في المنطقة، مما دفع الاتحاد إلى تأسيس حملة إقليمية طويلة الأجل، بما في ذلك برنامج تدريبي واسع النطاق؛ لتعزيز ثقافة السلامة المهنية في قطاع الإعلام.
أوضح الاتحاد أنه يواصل بالتعاون مع النقابات الأعضاء في المنطقة ،المكافحة من أجل حق الصحفيين في المنطقة بالعمل في ظروف آمنة، خاصة وأن حرية الصحافة والاستقلالية التحريرية من القضايا التي لها نفس الأهمية.
في هذا السياق، يقود الاتحاد الدولي للصحفيين ائتلافًا كبيرًا، يشمل نقابات، ومؤسسات اعلامية، ومؤسسات وطنية لحقوق الإنسان، ومنظمات مجتمع مدني، ومنظمات إقليمية ودولية، لتسريع وتيرة إصلاح قطاع الإعلام، ولتعزيز الصحافة المستقلة والنوعية، من خلال العمل على أن تتبنّى دول المنطقة لإعلان حرية الإعلام في العالم العربي.
سبب رفض نقابة الصحفيين الانضمام للاتحاد
كشف جمال عبدالرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين المصريين، عن أسباب رفض النقابة الانضمام للاتحاد لسنوات الطويلة؛ وذلك يعود لرفضها التام الانضمام إلى اتحاد، يحوي في عضويته مشاركة للكيان الصهيوني الإسرائيلي، مؤكدًا أن النقابة اتخذت موقفًا صارمًا بعدم الانضمام إلى الاتحاد، بسبب وجود إسرائيل، ولكن بعد تجميد عضوية الكيان الصهيوني بالاتحاد، بسبب جرائمه بحق الصحفيين والمدنيين في غزة، كان طبيعيًا أن تُسارع مصر للانضمام إليه؛ فمن الطبيعي أن تكون نقابة الصحفيين المصريين، وهي النقابة الأقدم والأعرق في الوطن العربي، عضوًا في الاتحاد الدولي للصحفيين.
قال سكرتير عام النقابة في حديثٍ لـ”المرصد المصري للصحافة والإعلام”، إن خطوة انضمام النقابة إلى الاتحاد الدولي في منتهى الأهمية، وتأخّرت كثيرًا، خاصة وأن النقابة هي من أسس اتحاد الصحفيين العرب، وأيضًا اتحاد الصحفيين الأفريقيين؛ فكان لها الدور الدائم في دعم الصحفيين على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط والعالم أيضًا، لا سيما أن الاتحاد الدولي، رغم أن مصر ليست عضوًا فيه، كان يتواصل مع نقابتها، ويطالبها دومًا بالانضمام.
ولفت إلى عقد الاتحاد الدولي للصحفيين دورات تدريبية للزملاء المصريين، على الرغم من أن النقابة لم تكن عضوًا، وكان يدعو نقيب الصحفيين والأعضاء، للمشاركة في المؤتمرات المختلفة التي كان يعقدها، وهو ما يؤكد عراقة نقابة الصحفيين المصريين، وأهمية دورها في الوطن العربي والعالم.
أشار “عبدالرحيم” إلى وجود ترحيب كبير من الاتحاد ولجنته التنفيذية، بانضمام مصر لعضويته، وخلال مشاركة النقابة في اجتماع اتحاد الصحفيين العرب الذي عُقد في بغداد مؤخرًا، التقى النقيب وأعضاء المجلس مع أعضاء الاتحاد الدولي، وكانوا سعداءً ومُرحبين بانضمام مصر، وأكدوا أنها خطوة إيجابية.
أهمية انضمام النقابة إلى الاتحاد الدولي
أوضح “عبدالرحيم” أن انضمام مصر للاتحاد الدولي للصحفيين، سيُعطي ثقلًا للاتحاد، وسيكون له دور إيجابي عليه، خاصة وأنه من سعى لانضمام مصر، خاصة وأن رئيس الاتحاد السابق كان من المغرب، وحاليًا نائب رئيس الاتحاد من فلسطين، وهو ما يؤكد أن النقابة ستشارك في انتخابات اللجنة التنفيذية، والممكن أن نرى رئيسًا للاتحاد من نقابة الصحفيين المصريين.
وأكد سكرتير عام النقابة، أن وجود مصر في الاتحاد الدولي سيكون مهمًا للصحفيين؛ خاصة وأنها ستشارك في تنظيم دورات تدريبية وورش مع الاتحاد بشكل موّسع، والتي سيكون لها وجهة نظر ورأي قوي وكامل، فيما يحدث من اعتداءات على الصحفيين في مختلف الدول العربية، وستشارك في الاجتماعات والمؤتمرات المختلفة، وستنفتح على الاتحاد وأعضائه، وهو ما سيخلق حالة من التقارب والتعاون بين الدوّل، وهذا ضمن أهداف النقابة والاتحاد أيضًا.