بروفايل
رضوى محمود… النور مكانه في القلوب
تتعمد وضع يديها فوق قدميها خلال لقاءاتها الإعلامية وكأنها تحس الوجود بلمس نفسها، أنيقة وجذابة في ملابسها وهيئتها التي لا تفتقر إلى الاحتشام، تضع حجابها، تتزين بقليل من المكياج دون تكلف، وهو ما يعكس شخصيتها في عدم تفضيل كل ما هو زائد عن الحد، تجلس أمام الكاميرا وكأنها امتلكت العالم كله، بثقة وجودة تتحدث رضوى حسن، أول إعلامية مصرية عربية من ذوي الهمم.
أمام الكاميرات تتجول عينيها وكأنها تراك، تتحدث إلى الشاشة وكأنها تمتلك العالم بين يديها، اختارت رضوى التقديم الإذاعي حلم لها وظلت تلاحقه حتى حققته وبجدارة، ولازالت تتعلم وتتشبث بالحياة كي تستمر فيها، بمجرد رؤيتها تعلم جيدا أنها حاضرة الذهن، تستطيع التركيز بسهولة، متمكنة ولا تُشِعر المتفرج بأي اختلاف عن زميلاتها في البرنامج.
فقدت رضوي حسن محمود بصرها بعد ولادتها بأيام بسبب زيادة نسبة الأكسجين بالحضانة التي وُضعت بها، ولكن ذلك لم يمنعها من مواصلة حياتها، حيث تربت فى أسرة مكونة من 4 أفراد شجعونا على مواصلة السير، ولم يكن أحد يشعرها بأنها كفيفة الأمر الذى أعطاها ثقة فى نفسها.
بدأ حلمها بأن تصبح إعلامية يراودها وهى في سن صغير، فبينما يبحث الأطفال فى سنها عن الحلوى، كانت تبحث هى عن ميكروفون تتقمص من ورائه شخصية مُذيعة، وتتخذ من شقيقتها ضيفة تحاورها، وساعدتها والدتها فى تنمية موهبتها، فكانت تعطيها شرائط فارغة لتقوم بتسجيل حوارات عليها بصوتها، فكبرت وظل الحلم يراودها.
دخلت رضوى مدرسة خاصة بالمكفوفين وتعلمت القراءة عن طريق “برايل” إلى أن تخرجت فى كلية الإعلام، بعد أن نجحت فى الثانوية العامة بنسبة 98.2% وكانت من الأوائل على الجمهورية.
وفور تخرجها اصطدمت رضوى بالواقع، وظلت ٣ سنوات بعد التخرج تعمل كول سنتر وخدمة عملاء، إلى أن ابتسم لها القدر، وصورت عن طريق الصدفة حلقة فى برنامج «ابتدى» لخالد النبوى فى رمضان ٢٠١٤، والذى كان يختص بكتابة قصص النجاح، فرآها القائمون فى إدارة راديو ٩٠٩٠، فدعوها للعمل معهم، وأجرت رضوى اختبارات صوت ومعلومات عامة ونجحت.
وبدأت في تحقيق حلمها بأن تكون مذيعة الراديو في “راديو 9090″، وبعد أربع سنوات من وراء الميكروفون استطاعت رضوى أن تلتحق بالعمل التلفزيوني وتكون أول مذيعة عربية كفيفة، يحتفي بها العالم العربي كله. وطلت على الشاشات من خلف واحدة من أكبر القنوات الفضائية المصرية، آلا وهي قناة “دي إم سي”، لتقدم واحدا من أقوى البرامج النسائية حاليا على الشاشات وهو برنامج “السفيرة عزيزة”.
وبالإضافة إلى موهبتها في التقديم وتحديها للإعاقة، تدافع عن حقوق المرأة، وتتحدث في كل ما يخص شؤونها، تحارب تمييز النساء في أماكن العمل بسبب نوعهن الاجتماعي، تطالب بالعدل في إعطاء الرجل والمرأة نفس المكانة طالما الاجتهاد حليفهما، وتطالب أيضا بإتاحة الفرص للنوعين على حد سواء.
لا تتوقف أحلام رضوى عند هذا الحد، فهي لا تزال تحلم وتسعى في تقديم مؤتمرات على مستوى الدولة، تقف فيها أمام العالم أجمع معلنة حريتها من إعاقتها.