عبدالمجيد عبدالله.. عندما يُكرّس الصحفي مهنته لخدمة المجتمع

فارسٌ من فُرسان الصحافة، أخذ على عاتقه خدمة المواطنين، واندمج في المجتمع ليس كصحفيًا موهوبًا ومتميّزًا فقط، ولكن كـ “مهموم” بقضايا وخدمات الناس الصحية، هو الصحفي عبدالمجيد عبدالله، بطل المرصد لهذا الأسبوع.

بداية القصة

عبدالمجيد عبدالله ابن قرية شطورة في محافظة سوهاج في الصعيد، القرية التي لمع بها نجوم العديد من الصحفيين، الشاب ذو الـ34 عامًا، بزغ حُلمه بالصحافة منذ أن تخرّج من كلية الحقوق جامعة أسيوط عام 2011؛ حيث اقترن اهتمامه بالصحافة بحُبه للقانون أيضًا، وعمل بعضًا من الوقت محاميًا، ثم سرقته صاحبة الجلالة التي سحرته بحبها.

لم يطل الوقت الذي عمل فيه “عبدالمجيد” محاميًا، حتى قرر عام 2015 الجمع بين الصحافة والمحاماة معًا وفي عام 2019 قرر التحويل إلى جدول غير المشتغلين بنقابة المحامين، وتفرّغ للصحافة فقط، ويقول: “تذكّرت موسى صبري عندما كان يجمع بين الإثنين، وخلال حضوره قضية بصفته صحفيًا، طلب منه القاضي الترافع عن المتهم، القدر هو من اختار أن أكون صحفيًا لست أنا”.

كانت والدة “عبدالمجيد” هي بطلة قصته، والتي ظلّت داعمة له طوال مسيرته الصحفية، هي أول من شجّعه على العمل بالصحافة، على الرغم من أنها مهنة معروف عنها أنها كثيرة المتاعب، إلا أنها كانت حريصة طوال الوقت على أن يعمل ما يحب ويتمناه، حتى يحقق فيه نجاحًا.

عمل عبدالمجيد عبدالله بالعديد من الصحف والمؤسسات المختلفة، والتي اكتسب منها خبرات صحفية كثيرة؛ حيث بدأ حياته المهنية في جريدة الوطن، ثم انتقل إلى صحيفة فيتو، ومنها إلى مؤسسة روزاليوسف، وأيضًا جورنال مصر، ثم البيان، حتى استقرّ في جريدة عالم المال، وثم تليجراف مصر، وهي آخر محطة له حتى الآن.

تولّى “عبدالله” العمل على العديد من الملفات المختلفة، جاء أبرزها ملف الزراعة، وفي القلب منها نقابة الفلاحين، وأيضًا عمل على ملفات الاستثمار وجمعيات رجال الأعمال والمستثمرين، ثم استقرّ في ملف الصحة، والذي انخرط فيه سنوات طويلة، نجح خلالها في خلق حالة قوية وسط المواطنين والصحفيين، بموضوعات صحفية شيّقة، فضلًا عن تقديم الخدمات الصحية المختلفة للمجتمع.

ملف “الصحة” يخطف عبدالمجيد

يقول عبدالمجيد عبدالله: “عملت على العديد من الملفات الصحفية، ولكن ملف الصحة كان شيئًا مختلفًا بالنسبة لي؛ حيث يعتمد في الأساس على خدمة الناس، ويلمس جانبًا إنسانيًا بداخلي، جعلني أندمج في المجتمع، وأشعر بالسعادة الغارمة عندما أنجح في أن أقضي حوائج النس”.

وعن مغامراته الصحفية المختلفة، كشف “عبدالمجيد” أنه أجرى حوارات مع أغلب وزراء الصحة في مصر مؤخرًا، وفي أوقات مليئة بالأحداث، أبرزهم حوارًا في حكومة المهندس أبراهيم محلب، وآخر مع الدكتور عادل العدوي الوزير الأسبق، والدكتور أحمد عماد وزير الصحة الأسبق، بالإضافة إلى حوارات وملفات وتحقيقات مع أصحاب مصانع، وشركات أدوية، وغرفة الدواء، لافتًا إلى أبرز الموضوعات التي كتبها أثناء المطالبة برفع سعر الأدوية في حكومة المهندس شريف إسماعيل، والتي خرج بها رد من الوزارة، وغير ذلك.

نجح “عبدالله” في تحقيق الدور الذي يقوم به الصحفي، كرقيب وعين تحاسب؛ حيث نجح في تحريك وزارة الصحة متمثّلة في إدارة العلاج الحر، على مراكز الإدمان الخاصة، وتكرار حملات التفتيش على مراكز العلاج الطبيعي، بسبب شكاوى المواطنين.

مثله الأعلى

وكأي صحفي له مُثُل عليا، أكد “عبدالمجيد” أنه اهتم بالقراءة لموسى صبري عن محمد التابعي، وأيضًا لمحمد التابعي عن نفسه، ولعبدالوهاب مطاوع، ومحمود السعدني، وأيضًا مكرم محمد أحمد.

وقال: “أحترم السياسة التحريرة للصحيفة، وألتزم بها كجزء من أخلاقي المهنية، ولكن إذا اكتشفت أي قضية في ملف الصحة، ولم أنجح في نشرها بالصحيفة، أحرص على نشرها على صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كجزء من حق المواطنين في المعرفة”.

ووجّه رسالة للصحفيين من محرري ملف الصحة، قائلًا: “أنتم أرباب قلم، وأصحاب رأي، أنزلوا بأنفسكم خوضوا التجربة، وقوموا بجولات ليست بغرض النشر، بقدر ما تكون لغرض معرفة الوضع الحقيقي، وأدرسوا أرشيف الصحة عند بداية تكليفكم بالملف”.

طموحه وتحدياته

وكشف “عبدالمجيد” عن أهم التحديات التي تواجهه خلال عمله كصحفي في ملف الصحة، والتي جاء أبرزها هو صعوبة الحصول على الانفرادات أو المعلومات بشكل عام، مطالبًا بفتح المجال العام، توسيع السوق الصحفية في مصر، حتى يستطيع الصحفيون العمل على الملفات الشائكة، والتي في النهاية تصب في مصلحة المواطنين، بالإضافة إلى التحدي الأبرز بالنسبة له، وهو صعوبة العمل ومساعدة الناس في نفس الوقت، دون أن يطغى ذلك على حياتك الشخصية وأولوياتك أو طموحك.

وعن طموحاته وأحلامه، أضاف: “أحلامي أن أحصل على الدكتوراه في القانون، وأربطها بالحبس في قضايا النشر، أضع لذلك خطة الآن، وأعمل على تنظيم وقتي لأحقق طموحي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى