هاجر سعد الدين.. أيقونة البرامج الدينية وأول سيدة تتولّى إذاعة القرآن الكريم

رائدة من روّاد الراديو، وعلامة من علامات الإذاعة المصرية، ارتبط بصوتها الملايين؛ فهي صاحبة نبرة مُميّزة، ولقاء يومي مُثمر عبر موجات إذاعة القرآن الكريم، التي لا يتوقّف بثّها في أغلب البيوت المصرية على مدار اليوم، ونشأت علاقة قوية بينها وبين الميكرفون منذ المرة الأولى، حتى باتت رائدة في مجالها، وعلامة مُضيئة في تاريخ الإذاعة.

نشأتها

الدكتورة هاجر سعد الدين، هي أول سيدة تتولّى رئاسة إذاعة القرآن الكريم، ولدت في شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ودرست في كلية البنات جامعة الأزهر، قسم الشريعة والقانون، ثم حصلت على رسالة الماجستير عن رسالة فقه سيدنا عمر بن الخطاب، وحصلت على رسالة الدكتوراه عن حقوق الزوجة المادية، والأدبية الناشئة عن عقد الزواج، ولعب والديها دورًا كبيرًا في نجاحها؛ حيث شجعاها للاتجاه إلى الراديو، والالتحاق باختبارات الإذاعة التي اجتازتها بتفوّق كبير حينها.

بدايتها مع الإذاعة

كان عام 1968 هو بداية العلاقة الناجحة التي نشأت بين الدكتورة هاجر سعد الدين والميكرفون؛ حيث التحقت في هذا العام بإذاعة البرنامج العام، كمشرفة على أحاديث الصباح الدينية، ثم أحاديث السهرة الأدبية، وهي لقاءات يومية عبر الإذاعة، وكان أول برنامج إذاعي لها هو برنامج دنيا ودين، وفيه يتم تفسير الآيات القرآنية بشكل علمي، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، ومن بعده توالت في تقديم العديد من البرامج، مثل فيض النور، والقرآن علمني، وبرنامج رأي الدين، وذاع صيتها في تلك الفترة، وارتبط الجمهور بصوتها.

28 عامًا تقريبا قضتهم هاجر سعد الدين داخل إذاعة البرنامج العام، حتى انتقلت إلى إذاعة القرآن الكريم عام 1995، والتي اعتبرتها نقطة التحوّل في حياتها؛ حيث قامت بتقديم العديد من البرامج ذات الجماهيرية الواسعة، مثل موسوعة الفقه الإسلامي، وفقه المرأة، وفقه المرأة في رمضان، ومسلمات حول الرسول، وتولّت رئاستها بعد ذلك.

إذاعة القرآن الكريم

وصفت سعد الدينفي حديثها للمرصد المصري للصحافة والإعلام، فترة عملها بإذاعة القرآن الكريم، بأنها فترة توفيق من الله؛ حيث ذاع صيتها حينها، وزاد عدد جمهور الإذاعة، وكانت حريصة خلال تلك الفترة، على تقديم تفاسير حقيقة القرآن والإسلام باللغة الإنجليزية، من خلال برنامج meeting point، حتى يستفيد غير الناطقين باللغة العربية، وفي عام 1996 تمّت ترقيتها إلى نائب لرئيس شبكة القرآن الكريم، ثم تولّت رئاسة شبكة القرآن الكريم.

إنجاز نقل احتفال ليلة الإسراء والمعراج من المسجد الأقصى

نجحت سعد الدينفي نقل احتفالات ليلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام في مكة، والمسجد الأقصى عام 1997، وكان هذا أول تحدٍ كبيرٍ أمامها بعدما تولّت مهمة تسيير الأعمال بشبكة القرآن الكريم، وقبل أن تصبح رئيسة الشبكة؛ حيث نجحت هي وفريقها في نقل ليلة الإسراء والمعراج، ونقل صلاة العشاء حينها من الكعبة، وفس نفس الليلة نقلت صلاة الفجر من معراج الرسول من المسجد الأقصى، لأول مرة في تاريخ الإذاعة المصرية، وكان لهذا الأمر مردود كبير؛ فكان أول نجاح وإنجاز حققته، وبعد ذلك توالت النجاحات خلال فترة عملها بإذاعة القرآن الكريم.

وقالتسعد الدينعن تلك التجربة: “إالوافقة على سفر المذيعين المكلفين بنقل الحدث، جاءت خلال ثلاثة أيام فقط، وبالفعل سافروا، وهناك سجدت لله شكرًا“.

شغفها لم يتوقف أبدًا؛ حيث نجحت في نقل صلاة التراويح خلال الاحتفال بمرور 14 قرنًا على دخول الإسلام مصر من دول العالم الإسلامي المختلفة، من مسجد الزيتونة بتونس، ومسجد الملك محمد الخامس من المغرب، ومسجد عمرو بن العاص بمصر.

ومن البرامج التي تعتز بها خلال مشوارها: برنامج رأي الدين، وكان يرد على أسئلة المستمعين من خلال الرسائل المرسلة منهم، وبرنامج سبحان الله، وبرنامج فسبحان الله حين تصبحون وحين تمسون، وبرنامج فيض من نور، وبرنامج الهدى والنور، وإلى بيت الله العتيق، وأعلام خفاقة في سماء الفقه الإسلامي، وبغداد تاريخ وحضارة“.

الداعمين لها خلال مشوارها الإذاعي

كان الإذاعي الكبير عبدالرحمن عبداللطيف رئيس الدكتورة هاجر سعد الدين لفترة طويلة خلال عملها في إذاعة البرنامج العام، والذي علّمها الكثير من أسرار المهنة، وكانت تحضر معه البرامج الخاصة به، وعندما كان يذهب لكبار العلماء في منازلهم كانت تذهب معه، حتى تتعلّم منه.

الراديو ومنافسة البودكاست

رغم المنافسة الشرسة بين الراديو وباقي الوسائل الإعلامية، خاصة مع ظهور البودكاست، وبرامج السوشيال ميديا، تؤمن سعد الدينبأن الراديو لن يختفِ أبدًا مهما بلغ التقدم التكنولوجي؛ حيث أن لكل وسيلة إعلامية جمهورها الخاص، وإذاعة القرآم الكريم على وجه التحديد تقدّم محتوى مُميّز عن باقي محطات الراديو.

وتقول: “تقدّم القرآن مُرتلًا، وتستضيف الفقهاء والعلماء، وتفتح مساحة تفاعلًا مع الجمهور، وهو ما يُميّز تلك الإذاعة عن غيرها“.

وأكدتسعد الدينأنها لم تفكر في ترك الإذاعة من أجل العمل في التلفزيون؛ حيث أحبّت الإذاعة والحديث خلف الميكروفون، أكثر من أي وسيلة آخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى