المراسل الشامل “عمرو فهمي”.. يتحدث 6 لغات وصاحب بصمة في الصحافة الرياضية

 

المراسل الشامل “عمرو فهمي”.. يتحدث 6 لغات وصاحب بصمة في الصحافة الرياضية

على النجيلة الخضراء لأكبر الملاعب المصرية والعالمية، يقف بين المصورين والمراسلين بصحبة كاميرته التي ترافقه أينما ذهب، يترقب وصول نجوم الكرة من اللاعبين والمدربين ليجري معهم لقاءات يوثق بها فعاليات رياضية يتابعها الملايين من الجماهير، لتضيف تلك التغطيات خطوات احترافية إلى رصيده المهني الذي بدأه مبكرًا منذ تخرجه من الجامعة، حتى بات علامة مميزة في مجال الصحافة الرياضية.

بداية مشوار النجاح

المراسل الرياضي، عمرو فهمي، مراسل قناة bein sport استطاع أن يجذب الأنظار إليه في الآونة الأخيرة لما حققه من نجاح ومهارة في تغطية أكبر المباريات والبطولات الرياضية المحلية والعالمية، تخرج المراسل البالغ من العمر 37 عامًا في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2007، وسلك طريق الحياة المهنية مبكرًا منذ أن كان طالبا في سنوات الدراسة الجامعية، حيث التحق بأحد الجرائد الرياضية الأسبوعية كمتدرب، ومن بعدها انضم إلى موقع في الجول الرياضي، ومنه إلى العمل في وكالة الأنباء الإسبانية، بحكم معرفته للغة الإسبانية التي أجادها كلغة ثانية في مرحلة الثانوية العامة، وكانت الوكالة الإسبانية هي الانطلاقة المهنية الحقيقية له، قضى بها ست سنوات كاملة وتعلم فيها أساسيات المهنة، حسب قوله.

المراسل الشامل

من وكالة الأنباء الإسبانية إلى قناة الجزيرة الرياضية- سابقا- بي إن سبورت حاليا- التي التحق بها منذ فبراير عام 2013 ولا يزال يعمل بها حتى الآن، احترف “فهمي” مهنته كمراسل رياضي حتى وقع الاختيار عليه لتغطية بطولة كأس العالم لكرة القدم ثلاث مرات على التوالي، الأولى عام 2014، والثانية عام 2018، والثالثة عام 2022، وفي كل مرة استطاع أن يقتنص بمهارته تصريحات خاصة من لاعبي ومدربي المنتخبات المنافسة بمفرده دون فريق إعداد يساعده في تحضير المحتوى، فهو أجاد القيام بكل الأدوار بداية من الإعداد والتحضير للحوار وما يتضمنه من محاور وأسئلة، وصولا إلى تحديد الموعد مع المصدر والاتفاق على الأمور اللوجيستية المتعلقة باختيار مكان اللقاء، حتى إجراء الحوار بحرفة، ما جعل منه مراسل شامل يقوم بدور فريق كامل بمفرده.

بطولات عالمية

بخلاف تغطية بطولة كأس العالم ثلاث مرات متتالية، قام المراسل الثلاثيني، بتغطية بطولة الأولمبياد الصيفية مرتين في عام 2016 في دولة البرازيل وعام 2020 في اليابان، إلى جانب تغطية الأولمبياد الشتوية عام 2018 والتي أقيمت في دولة كوريا الجنوبية، وبطولة كوب أمريكا عامي 2015 و2016، وأيضا بطولة الألعاب الآسيوية عام 2018 وبطولة كأس العالم للسلة عام 2014، إلى جانب تغطية العديد من البطولات الإفريقية.

 

من الشمال إلى الجنوب، يطوف مراسل قنوات”بي إن سبورت” لتغطية البطولات والأحداث الرياضية، الأمر الذي حفزَه لإتقان واحتراف اللغتين الإنجليزية والإسبانية، إلى جانب اتجاهه لتعلم العديد من اللغات الأخرى تعلم ذاتي، ودراسة دورات تدريبية كاللغة الفرنسية، حيث تستخدمها أغلب الدول الإفريقية، واللغة البرتغالية لقربها وتشابهها مع الإسبانية، وأيضا اللغة الإيطالية ومحاولات لتعلم اللغة الألمانية، ويرى في ذلك ضرورة مُلحة لمن يريد الحفاظ على نجاحه، ويقول: “بحكم عملي كمراسل أضطر إلى التعامل مع جنسيات مختلفة بلغات مختلفة، وكان من الضروري اللجوء إلى التعلم الذاتي ليساعدني على التطور والنجاح في عملي بدلا من اللجوء إلى مترجم”.

 

لا يقتصر دور”فهمي” على إجراء لقاءات مع اللاعبين ومدربي المنتخبات في البطولات الرياضية التي يتولى تغطيتها كأي مراسل رياضي فحسب، بل يقوم بدور الإعداد بشكل شامل، حيث يقدم تقارير لتلخيص أجواء ما بعد فوز منتخب بلد ما، أو تقريرًا عن عادة تتميز بها البلد أو معلم سياحي شهير، أو يصنع قصصًا إنسانية من داخل أروقة الملاعب عن أشهر المشجعين أو أكبرهم سنًا، وغيرها من القصص المصورة، حتى بات الاختيار الأول للقناة التي يعمل بها لتغطية الأحداث الرياضية الكبيرة والهامة.

 

صعوبات رحلة النجاح

رحلة النجاح التي تظهر للجمهور عبر الشاشة الصغيرة كانت محفوفة بالمخاطر والمواقف الصعبة دائما، حيث تعرض “فهمي” للسرقة مرتين أثناء تغطية بطولة كوب أمريكا، المرة الأولى خسر فيها معدات التصوير الخاصة بالقناة والمرة الثانية خسر فيها حقيبته الخاصة بأمواله، إلى جانب تعرضه للمخاطر في بعض الدول التي تعاني من انفلات أمني، ولكن أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنته وابنه، كانت دائمًا داعمًا له لاستكمال مسيرة النجاح، إلى جانب أصدقاء المدرسة والجامعة والشباب.

 

لقاء مطول لمدة نصف ساعة أجراه مع مدرب منتخب مصر السابق روي فيتوريا في سبتمبر الماضي، اعتبره “فهمي” هو الأصعب خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لتحدث”فيتوريا” باللغة البرتغالية فقط، وكان لزامًا عليه أن يحاوره بلغته، أعد للحوار جيدًا واستطاع أن يحاوره باللغة البرتغالية التي لا يحترف الحديث بها وإنما يتعلمها بشكل ذاتي، ويقول فهمي عن هذا اللقاء: “كنت مترقبًا للقاء وكان تحدي بالنسبة لي ونجحت في أن أحاوره بدون الاستعانة بأي مترجم”.

 

يرى”فهمي” أن مهنة المراسل هي الأصعب دائما في مجال الصحافة الرياضية، حيث أنه يقوم بتغطية البطولات الكبيرة أو المباريات الصغيرة بمفرده دون فريق إعداد ودون مترجم، ونصح شباب الجامعات الدارسين بكليات وأقسام الإعلام المختلفة، بضرورة القراءة والاطلاع بشكل دائم، إلى جانب أهمية الحرص على التعلم الذاتي والتطوير المستمر، حيث أن ذاكرة الجمهور المتلقي ضعيفة وينسى النجاح سريعا ولذلك يجب الاستمرار في التطوير والنجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى