الصحفية نهير… حاصدة الجوائز وصوت البسطاء
ساعد العمل التطوعي نهير عبد النبي في التواصل مع البسطاء والاقتراب من أحلامهم، ليكون بوابتهانحو مجال الإعلام الذي نجحت فيه، ووجدته نافذة للكتابة بشغف عمن اقتربت من مشاكلهم من خلال نشاطها المجتمعي، فأنتجت تقارير صحفية حصدت عنها العديد من الجوائز والتكريمات.
البداية المهنية
“نهير عبد النبي” صحفية يحول قلمها قصص البسطاء إلى أبطال بصوت ولحم دم، يمكن سماعهم وإيجاد حلول لمشكلاتهم.
بدأت مسيرتها المهنية قبل نحو عشر سنوات وتحديدًا في نهاية عام 2013، حيث انضمت إلى فريق العلاقات العامة وخدمة العملاء فى إحدى القنوات التلفزيونية الشهيرة، إلا أن طموحها كان دائمًا أبعد من ذلك، حتى جاءت إليها الفرصة للانضمام إلى جريدة اليوم السابع، وحسب وصفها في حديثها مع مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، منذ اللحظة الأولى لدخولها جريدة اليوم السابع وهى تسعى إلى تحقيق أحلام البسطاء.
حصلت “نهير” على العديد من التدريبات وورش العمل حتى تعلمت فن كتابة القصة الإنسانية الصحفية “الفيتشر” وبسبب احتكاكها بالناس البسيطة خلال عملها التطوعي في المؤسسات الخيرية اخلقت عنهم قصصًا إنسانية مؤثرة ذات صدى مسموع في الصحافة والإعلام لتغيير حياتهم إلى الأفضل من خلال مناشدة المسؤولين للنظر إلى أحوالهم.
لم تكتف بنت الأقصر بصناعة القصص الإنسانية فقط، بل اتجهت أيضا لصناعة التحقيقات الصحفية التي تسعى خلالها تسليط الضوء على مشكلة ما في المجتمع من أجل لفت أنظار المسؤولين لحلها، إلى جانب ذلك سعت إلى تعلم لون جديد من ألوان الصحافة وهو “صحافة الفيديو”.
صحافة الفيديو
تقول”نهير” إنها اتجهت إلى صحافة الفيديو بداية من عام 2018 وخلال تلك الفترة نجحت في كتابة أول سكريبت فيلم بعنوان “شريك الجسد” وكان الفيلم يروي قصة زوج تبرع لزوجته بالكبد، وحقق صدى واسع على مواقع التواصل الاجتماعي حينها، وفازت بهذا الفيلم الإنساني في مسابقة نقابة الصحفيين فرع الفيديو.
جائزة النقابة كانت حافزًا لها، انطلقت”نهير” في مسيرتها تبحث عن القصص الإنسانية بين”كوم قش” لتخرج أبطالها إلى النور، منها قصص نادرة وقصص مبهجة و قصص إنسانية، واهتمت بملف ذوى الهمم بتسليط الضوء على نماذج النجاح والقوة من بينهم دون التركيز على إعاقتهم ومعاناتهم، ومن هنا بات اسمها معروفا بين مجتمع أمهات ذوي/ذوات الهمم، وثقوا بها وفتحوا لها قلوبهم لرواية قصصهم المختلفة، حسب قولها.
تنوعت التحقيقات التي قدمتها”نهير” في جريدة اليوم السابع منها ملف عن حياة المقابر ووهم العلاج بالسحر والأعمال المدفونة فى المقابر، إلى جانب أفلام وثائقية عن حرب السودان لنقل معاناة السودانيين النازحين إلى مصر، ومن بعدها أفلام قصيرة تنقل معاناة أهل غزة المقيمين/ات في مصر بعد انقطاع التواصل بينهم وبين ذويهم.
جوائز صحفية
رغم صغر سنها، استطاعت”نهير”أن تحصد العديد من الجوائز الصحفية، جائزة نقابة الصحفيين فرع الفيديو عام ٢٠١٩ عن فيلم شريك الجسد ، وجائزة نقابة الصحفيين فرع الفيديو عام ٢٠٢٢ عن فيلم “عائلة فريدة”، إلى جانب تكريم المركز الكاثوليكى للأفلام القصيرة عن الفيلم الأخير نفسه، وأخرها-جائزة شعبة المصورين سنة ٢٠٢٣ عن فيلم “يوسف شعره كيرلي”.
اتجهت “نهير” حاليًا إلى الأفلام الوثائقية والإخراج، إيمانا منها بضرورة تطوير الذات بشكل دائم، واختتمت حديثها لـ”المرصد” بالتأكيد على أن الشخص مهما بلغ نجاحه ومهما حصد جوائز فهو في حاجة دائمة إلى التعلم والتطوير المستمر .