حكاية صورة.. أول مائدة إفطار للأطفال في الصعيد

وسط مدينة منفلوط بمحافظة أسيوط، يجتمع المئات من الأطفال، كل يوم، على مائدة إفطار واحدة يمتد طولها عدة أمتار، عليها أطباق متنوعة ﻷصناف شهية ترضي جميع الأذواق، وما أن تنطلق مكبرات الصوت في المساجد بآذان المغرب يبدأ الجميع في تناول الطعام بنظام شديد اعتادوه رغم صغر سنهم، مستأنسين ببعضهم البعض حول المائدة الأولى من نوعها في صعيد مصر حٌبًا في مشاركة الكبار أجواء الفرحة بشهر الصيام.

 

حكاية مائدة الإفطار

 

منذ أكثر من عشرين عامًا، يحرص الشيخ ممدوح القوصي القائم على أعمال أكبر موائد إفطار في مدينة منفلوط، على تجميع أبناء العائلات سواء من المقتدرين أو غير المقتدرين ماديًا، والمسافرين على الطريق وقت أذان المغرب، وأطفال المدينة على مائدة واحدة يقدم لهم أصناف مختلفة من الطعام والشراب يتولى إعدادها من المتطوعين من أهل المدينة نفسها، خصص واحدة للرجال ومائدة للنساء ومائدة للعائلات وأخرى للأطفال، وبحسب رواية المصور “أحمد مصطفى” صاحب الصورة، في حديثه مع مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، فإن وقت الإفطار يلتف الجميع حول بعضهم في مشهد يعكس الألفة بين الأهالي لا فرق هنا بين غني أو فقير الجميع ضيف على مائدة الرحمن.

 

تحضير المائدة

 

المائدة التي تقام وسط مدينة منفلوط بأسيوط، بدأت فكرتها بتوزيع٨٠٠ وجبة على المحتاجين حتى بدأ الأهالي من فاعلي الخير يتبرعون بأموالهم لدعم المائدة، وبحسب رواية إيهاب الساوي، القائم على أعمال المائدة كل رمضان، زادت عدد الوجبات والأطباق لتكفي نحو 2000 وجبة كل يوم على مدار الشهر، 

بالإضافة لتوزيع وجبات للبيوت

 

كواليس الصورة 

 

ويروي المصور” أحمد مصطفى” كواليس الصورة، التي التقطها بعدسته لمائدة إفطار الأطفال، بأن الأطفال الصغار خرجوا جميعا قبل أذان المغرب بوقت كاف للجلوس أمام المائدة، منهم من أسر مقتدرة أو غير مقتدرة، وآخرون من أبناء المسافرين العالقين على الطريق وقت الإفطار، الجميع يجلس في هدوء وانتظام في انتظار ما يُقدم لهم من طعام، حيث اعتادوا على ذلك من سنوات عديدة في منفلوط، فأراد أن يوثق بعدسته تلك اللحظات على أول مائدة إفطار للأطفال في صعيد مصر .

 

عن المصور

 

المصور أحمد مصطفى، هو مصور حر يعمل لحساب مؤسسة”يونيسف مصر” ومن أبناء محافظة أسيوط، ويحرص على المشاركة في العديد من معارض التصوير، آخرهم معرض للتصوير عن تراث الصعيد فى متحف الحضارة أقيم في بداية مارس الجاري، كما دشن المصور الصعيدي العام الماضي، معرضًا خاصًا للصور استعرض فيه تراث مركز إسنا بالأقصر تحت عنوان” إسنا.. كبسولة زمنية حية”.

زر الذهاب إلى الأعلى