آيات الحبال.. صحفية تعمل بقلب مبدعة

آيات الحبال.. صحفية تعمل بقلب مبدعة

كان لقراءة شكاوى البسطاء وفرز طلباتهم أثر كبير على آيات الحبال منذ بداية عملها الصحفي عام 2007، حينها أدركت أن الأحلام العادية يمكن غزلها في قصة صحفية مؤثرة تأتي بالحقوق لأصحابها، وتكون لسان حال آخرين.

ومع الوقت أدركت آيات الحاصلة على جائزة دبي لفئة الشباب عام 2015 عن مجمل أعمالها، وعضوة لجنة تحكيم جائزة مصطفى وعلي أمين “فئة الشباب” على مدار عامين أن نجاحها مقترن بالمهمشين/ات وكل من أحبت الكتابة عنهم/ن.

الدراسة والانطلاقة المهنية

درست آيات الحبال 37 عامًا، بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، وفي نفس الفترة تدربت على الصحافة والإعلام.
أنهت دراستها الجامعية عام 2007 وهو نفس العام الذي اقتربت فيه أكثر من مهنة البحث عن المتاعب التي طالما شكلت ملامح أحلامها الأولى.

كان والدها الداعم الأول لها، بداية من إحضاره الجرائد بإصداراتها المتنوعة للمنزل، ثم مرورًا بمساندته المالية لابنته في وقت لم تكن تحصل فيه على مقابل مادي عن عملها الصحفي، وأخيرًا تشجيعها مع كل خطوة جديدة تخطوها في عالم الصحافة.

تدربت آيات في كلية الإعلام على أساسيات الصحافة
مع الدكتورة إيناس أبو يوسف، ثم تدربت في جريدة الخميس الأسبوعية، برئاسة تحرير عمرو الليثي. وكلت إليها مهمة فرز وقراءة جوابات الشكاوى المرسلة من قبل المواطنين/ات للجريدة، وتعلمت وقتها أن القصص الصحفية العظيمة موجودة بين تلك السطور.

طرقت أبواب أكثر من جريدة وموقع صحفي، ومنها جريدة الأهرام ومجلة شاشتي التي تعرفت فيها على العمل بقسم الفن، والتقت من خلاله مع نجوم كبار منهم نور الشريف، ويحيى الفخراني، وغيرهم.

كما عملت وقت أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 في جريدة الشروق، وتعلمت خلال هذه الفترة العمل بمفهوم “طاقم عمل الشخص الواحد” فأنتجت تقارير بشكل متكامل بداية من الفكرة، والتصوير والكتابة والمونتاج.

لكن ما جذبها أكثر كان العمل الميداني، ولقاء البسطاء والكتابة عن مشاكلهم، في عام 2012 عملت في جريدة المصري اليوم -إلى الآن- عملت في أقسام التحقيقات والأخبار وتغطية قضايا اللاجئين والمهاجرين والفئات المهمشة وذوي/ذوات الإعاقة، تقول للمرصد المصري للصحافة والإعلام: “كنت صحفية مثل الـ”جوكر” أعمل بأي مكان أو قسم، ﻷنني أرى الصحافة أكثر من مهنة نتقاضى عنها راتبنا، هي حياة كاملة نعيشها بتفاصيل مختلفة كل يوم”.

جوائز وإنجازات

حصلت آيات على جائزة دبي لفئة الشباب عن مجمل أعمالها في المصري اليوم لعام 2015، تقول عن هذه الجائزة: “كنت حريصة على اصطحاب والدي أثناء استلامي الجائزة لقناعتي أنه شريك نجاحي وسبب كبير ﻷي إنجاز حققته”.

حصلت آيات على منحة تدريبية بدعم من وزارة الخارجية الفرنسية، سافرت منها إلى فرنسا ضمن مجموعة من 25 صحافيًا/ة من البلدان العربية، وكانت ضمن 3 صحفيين/ات من مصر.

كان موضوع المنحة عن المشروعات الثقافية والتوعوية، وفي عام 2017 أطلقت آيات مشروعها باسم “لاجيء ترانزيت”، من خلال تدشين صفحة على منصتي فيسبوك وإنستجرام هدفت إلى توثيق شكل معيشة اللاجئين/ات في مصر، بالفيديو والوسائط المتعددة، وإظهار تأثير اللاجئين/ات على المصريين/ات والتأثر بهم/ن، وبخاصة خلال السنوات التي زادت فيها طلبات اللجوء إلى مصر.

نجحت من خلال مشروعها التعرف على منظمات وجمعيات للمجتمع المدني، ثم أعدت فيلمًا باسم: “البحث عن غزالة”، وتم عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي 2019، كان عن حياة السودانيين/ات من جنوب السودان، ويستعرض المشاكل التي يواجهونها بالترفيه والمرح.

قدمت تدريبًا في الجامعة الأمريكية ضمن برنامج ملتقى الهجرة، كما حصلت على منحة من المركز الدولي للصحفيين، وصنعت فيلمًا باسم “سند”، تناول مساندة نساء لاجئات من جنسيات مختلفة لبعضهن البعض بجلسات فضفضة أو بتقديم الدعم المادي والاجتماعي، أثناء انتشار فيروس كورونا، وغلق الجمعيات التي كانت تعينهن على المعيشة، وقفل الجمعيات.

تنقل آيات خبرتها المتراكمة إلى أجيال جديدة لإيمانها بقيمة التعليم والوصول إلى المواهب في أي مكان، فمنذ عام 2014 تعمل آيات بالتعاون مع الزميل الصحفي أحمد الهواري، مؤسس مشروع “باشكاتب” على تدريب النشء في الأماكن المهمشة خارج القاهرة على الصحافة، وأساسيات الكتابة الصحفية، وتقول عن هذه التجربة: “هي من أجمل التجارب في حياتي واستطعت من خلالها الوصول إلى الشباب/الفتيات الموهوبين/ات في الكتابة، في كل مكان بمصر من أسوان إلى بورسعيد وكافة المحافظات.

وأسست آيات بالتعاون مع الأساتذة والزملاء/ات في المصري اليوم فريقًا من الشباب والبنات تقوم بتدريبهم وتساعدهم/ن على توليد الأفكار وإنتاج التقارير المعمقة في جميع الملفات.

أحلام للمهنة

تحلم آيات أن ترسخ لنموذج الصحافة المستقلة، بأن يكون لديها مشروع صحافة بدون أي ضغوطات اجتماعية أو سياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى