أسماء زكريا.. صحفية تعمل كفريق متكامل

من بني سويف إلى القاهرة، جاءت الصحفية أسماء زكريا، تتبع شغفها الذي بزغ بعد التحاقها بكلية الإعلام -قسم صحافة، متخطية بطموحها حدود مدينتها، باحثة عن مستقر في القاهرة بمساعدة ودعم أبيها، لتصبح المدينة الصاخبة انطلاقتها الحقيقة، حتى تدرجت في التعلم والعمل لتحصد ثمار تعبها بجائزة علي ومصطفى أمين للصحافة المصرية عام 2022، وجائزة أخرى تشجيعية من نقابة الصحفيين، كما قامت بالتدريب لطلاب الجامعة الكندية من كلية الإعلام وطلبة الماجستير على الصحافة الحديثة المرتبطة بالوسائط المتعددة. 

 

الدراسة ومحطات مهنية

 

حصلت أسماء 28 عامًا على بكالوريوس إعلام من جامعة بني سويف، وأثناء دراستها الجامعية تعلمت فنون المونتاج -بخلاف الصحافة، ما أهلها للعمل في جريدة المصري اليوم كـ “جرافيك ديزاينر”، ثم تعلمت في الجريدة التصوير، لتنتقل بعدها إلى قسم المالتيميديا وتكون قادرة على إنتاج قصص صحفية على طريقة “طاقم العمل بشخص واحد”، أي أنها تقوم بإعداد الفكرة، وكتابتها، وتصويرها، ومعالجتها فنيًا بالمونتاج وكل ما يتبعه من اختيار موسيقى، وأخيرًا نشرها على المنصات المختلفة.  

 

عملت أسماء في أكثر من موقع مصري وعربي، ومنهم سكاي نيوز العربية، وموقع العربية، ومجلة سيدتي، وغيرهم إلى أن استقرت مرة أخرى في جريدة المصري اليوم، حتى تدرجت في المناصب من نائب رئيس قسم إلى مدربة معتمدة على استخدام صحافة الوسائط المتعددة وإنتاج قصص مصورة بكل مراحلها. 

 

موضوعات فارقة وجوائز

 

تحب أسماء جميع القصص التي أنتجتها، لكن بالطبع هناك ما هو الأقرب لقلبها، تقول في حديثها للمرصد المصري للصحافة والإعلام: “أحب الموضوعات ذات الصبغة الإنسانية التي تناقش مشكلة ما توعي آخرين عن هذه المشكلة مع حفاظها على خط المهنية دون التلاعب بالمشاعر”. 

 

وتضيف: “أحد التقارير القريبة لي ونشرتها بالجريدة ثم على قمت بتصويرها فيديو ونُشرت على اليوتيوب، كان عن فتاة اسمها سلمى، طالبة في كلية فنون تطبيقية وهي مصابة بـ متلازمة توريت التي تدفع مصابيها للقيام بحركات عصبية وإصدار أصوات لا إرادية، وهي متلازمة غير معروفة في مصر”.

 

كانت قصة سلمى وحكايتها مع هذه المتلازمة المجهولة ملهمة، وخطوة  أهلت أسماء للحصول على جائزة تشجيعية من شعبة المصورين التابعة لنقابة الصحفيين، وجائزة أخرى عن نفس التقرير من مسابقة مصطفى وعلي أمين الصحفية عام 2022 عن قسم المالتيميديا والموضوعات المتعددة الوسائط. 

 

ترى أسماء أن هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تواجه الصحفيين/ات في وقتنا الحالي، وأبرزها إقناع الحالة نفسها أو ذويها بالتصوير، تقول: “يظن الكثيرين أن القصة تهدف لدفع الناس للشفقة على الحالة، ما يجعلنا نجاهد في إقناعهم أننا نعمل من أجل التوعية ونشر المعرفة بشأن موضوع التقرير لا الشفقة أو التلاعب بالمشاعر”.

 

وترى أن هناك صعوبات مهنية أخرى منها السفر بالساعات من أجل الحصول على قصة مميزة، أو التصوير في أكثر الأوقات والأجواء قسوة مثل قصة قامت بتصويرها بالتعاون مع الزميلة آيات الحبال والزميل أحمد الخواص، على طريقة معايشة يوم في حياة نساء يعملن في صيد الأسماك بمحافظة كفر الشيخ.

 

توضح أسماء: “قمن بتصوير القصة في يوم كان شديد البرودة حتى أن المحافظة منعت الأطفال من النزول للمدارس وطالبت المواطنين/ات بالتزام المنزل، ومع ذلك كانت النساء مستمرة في عملهن الأكثر قسوة، والذي يبدأ من صيد السمك “البلطى والبورى والقراميط” بالنزول إلى الترع والمصارف ومحاولة الإمساك بالأسماك بأيديهن وتعبئته في ملابسهن، ليصل إلى المستهلك بمراحل عدة جميعها تمثل فيها سيدات كفر الشيخ حجر الأساس”.

 

طموحات لا تنتهي

 

ترى أسماء أن أساس مهنة الصحافة هي التعلم ومواصلة المعرفة، أن من يكتفي بما عنده سيجد نفسه واقفًا عند نقطة ما لا يعرف كيف يتخطاها بينما الزمن والتكنولوجيا تسابقه لما أبعد مما عليه، وتقول: “أحرص طوال الوقت على معرفة أشياء جديدة، وأنمي مهاراتي في الكتابة والجرافيك ومؤخرًا أتعلم الموشن جرافيك وغيرها من المهارات بحيث أستطيع إنتاج قصة متكاملة ومناسبة للمنصات الحديثة”.

 

وتطمح أسماء بالتعرف على صحفيين/ات من بلاد أخرى، والتعرف على تجارب جديدة تفتح لها آفاق عالمية وتثقلها من أجل الوصول مكانة أكبر في بلاط صاحبة الجلالة”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى