علياء أبو شهبة.. صحفية استقصائية اختارتها “اليونسكو”  كمتحدثة ضمن فعاليات اليوم العالمي لحرية الصحافة 

مسيرة مهنية حافلة بالجوائز والتحقيقات العلمية والبيئية، كانت سببا في وقوع الاختيار عليها من منظمة اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للثقافة والفنون والعلوم) للمشاركة كمتحدثة ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في “سانتياجو” عاصمة تشيلي، كممثلة وحيدة عن الشرق الأوسط وأفريقيا، عرضت خلالها تجربتها الخاصة في إعداد تحقيقات استقصائية في مجال صحافة البيئة وتغير المناخ، خلال الجلسة التي عقدت في الثالث من مايو الجاري.

بطلة اليوم هي الصحفية “علياء أبو شهبة” التي أنتجت العديد من التحقيقات الصحفية المتعلقة بقضايا الوصم الاجتماعي، فضلا عن تحقيقاتها الثرية المتعلقة بقضايا البيئة والتغير المناخي، وباتت قدوة ومثل أعلى للكثير من الصحفيين/ات لأن ما حققته من نجاح في مهنة البحث عن المتاعب لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة تراكم معرفي وفكري ليبرز اسمها بحروف من نور في هذا المجال.

البدايات

وُلدت علياء أبوشهبة، في محافظة الجيزة يوم 16 فبراير 1984، والتحقت بكلية آداب جامعة عين شمس “قسم الإعلام”، وتخصصت فى الإذاعة لتحقيق حلمها بأن تصبح مذيعة بالراديو.

بدأت الصحافة من التدريب في مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام عام ” 2001″ ثم التحقت براديو وتلفزيون العرب ART كمتدربة تليفزيونية، وفي 2003 دخلت اتحاد الإذاعة والتلفزيون – إذاعة الشباب والرياضة- كمتدربة إذاعية، حتى سنحت لها فرصة الالتحاق بجريدة روزاليوسف في يناير 2006، وكانت البداية بالعمل في قسم الفن.

مثلت ثورة 25 يناير نقلة كبيرة فى مسيرة “علياء” المهنية، فعقب الثورة دخلت المؤسسات الصحفية الدولية مصر ونظمت دورات تدريبية للصحفيين/ات، واغتنمت بطلتنا هذه الفرصة وحصلت على مجموعة تدريبات متعددة ومتنوعة من “رويترز” و “بي بي سي”، و “المركز الدولي للصحفيين”، وغيرها من المؤسسات، فتحولت من مجرد صحفية تقليدية تعتمد على تغطية عادية سريعة وفورية للأحداث والوقائع الإعلامية المطروحة على المستوى الدولي أو المحلي، إلى صحفية غير تقليدية.

الدورات الحاصلة عليها

خلال مشوارها المهني حصلت علياء على دورات في تغطية قضايا العمل والعمال من المركز  الدولي لتدريب الصحفيين، ودورة استخدام الأدوات الإلكترونية في تغطية قضايا الخدمة العامة من المركز الدولي لتدريب الصحفيين، ودورة مكثفة بمركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودورة تغطية قضايا المرأة من طومسون رويترز، وورشة تدريبية من طومسون رويترز حول تغطية القضايا المتعلقة بمرض الإيدز، وتدريب الأخطاء اللغوية الشائعة من الجامعة الأمريكية.

وحصلت أيضًا على دورة تدريبية في أسس الكتابة للمواقع الإلكترونية من أكاديمية دويتشه فيله، ودورة أساسيات الصحافة الاستقصائية من شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)، وتدريب “السياسات الإعلامية في مصر” في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وورشة الصحافة بمساعدة الكمبيوتر بتنظيم من مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية، وتدريب السلامة المهنية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، وورشة التغطية الإخبارية التلفزيونية في مناطق النزاعات بالتعاون مع مؤسسة الصحافة النرويجية، وورشة تدريبية بتنظيم من صندوق الأمم المتحدة للسكان عن تغطية قضايا اللاجئات السوريات.

بالإضافة إلى هذا حصلت أيضًا على ورشة إنتاج تقارير تلفزيونية باستخدام الموبايل من مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية، وورشة تغطية القضايا البيئية من المعهد السويدي في الإسكندرية ومركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية، وتدريب الإسعافات الأولية من الهلال والصليب الأحمر، وتدريب أساسيات الصحافة العلمية من معهد جوته في القاهرة، وورشة السرد القصصي التلفزيوني بتنظيم من مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية، وتدريب إدارة وسائل الإعلام) النساء في غرف الأخبار (بالتعاون بين منظمة وان إيفرا والجامعة الأمريكية في القاهرة، وتدريب المدربين TOT بتنظيم من منظمة وان إيفرا، وتدريب كتابة مقترح تحقيق تلفزيوني من أكاديمية أريج للتدريب.

محطات مهنية

في جريدة روزاليوسف عملت علياء أبو شهبة محررة صحفية بدءًا من يناير 2006 – وحتى كتابة هذه السطور- بأقسام: “الأخبار- المنوعات- التحقيقات- المرأة”، وتدرجت فى المناصب حتى أصبحت مساعد مدير تحرير، وأشرفت فى جريدة روزاليوسف على صفحة “أتنفس حرية” بالتعاون مع زميلة لها، وكانت الصفحة تتناول كل الأحداث التى وقعت بعد ثورة يناير بداية من أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء. كذلك كانت تشرف على صفحة منوعات خلال شهر رمضان اسمها “اصحي يا نايم”.

بالإضافة إلى روز اليوسف، عملت علياء محررة في الموقع الإلكتروني “إسلام أون لاين” منذ عام 2008 وحتى إغلاقه، ويمثل هذا الموقع أحد أفضل التجارب الإلكترونية في مسيرتها، وفي عام 2012 عملت في الموقع الإلكتروني لجريدة الوطن المصرية لمدة 6 أشهر، هذا إلى جانب كتابة مقالات في الموقع الإلكتروني لشبكة الصحفيين الدوليين ICFJ.

بعد “الوطن” انتقلت للعمل في قسم التحقيقات بموقع مصراوي من عام 2012 وحتى 2016، وخلال هذه الفترة أنتجت أفضل التحقيقات الصحفية في مسيرتها، كما عملت مع فريق عمل عظيم -على حد وصفها- يضم الزميلات والزملاء- أحمد جبريل ومحمد أبو ليلة ومروة عمارة.

في عام 2015، عملت علياء في قسم التحقيقات الاستقصائية بجريدة التحرير، وفى العام ذاته كانت تكتب مقالات في موقع “الصوت الحر”، وفى عام 2016 كانت تكتب موضوعات صحفية لموقع رصيف22 اللبناني، وعملت في مجلة للعلم النسخة العربية من مجلة Scientific American منذ 2017 وحتى الآن، كما عملت في النسخة العربية من مجلة بوبيولار ساينس عام “2019”.

تجربة التدريب

قدمت علياء أبو شهبة عشرات التدريبات في مجالات الصحافة الاستقصائية والصحافة الإلكترونية والصحافة العلمية، وكتابة قصة إنسانية عن الفئات الموصومة اجتماعيًا، وكيفية كتابة مقترح صحفي وتغطية موضوعات الصحة بالتعاون مع نقابة الصحفيين، وجامعة القاهرة، وجامعة عين شمس، وجامعة الأزهر، واتحاد إعلاميات مصر، وأكاديمية روزاليوسف للتدريب، ومنظمة وان إيفرا، و أكاديمية DW للتدريب، ومؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية

رحلة البحث فى القضايا المتعلقة والوصم الاجتماعي.

التحقيقات العلمية والبيئية

اهتمت”أبو شهبة” خلال السنوات الأخيرة بالتحقيقات المتعلقة بقضايا المناخ والبيئة كما اهتمت بالصحافة العلمية، و دمجت بين التحقيقات وصحافة البيئة فأنتجت العديد من التحقيقات التي حققت صدى واسع، منها تحقيق “خريف بلا سمان” بالاشتراك مع الصحفي محمد أبو ليلة حول الصيد الجائر للطيور المهاجرة في مصر، وتحقيق عن السلحفاة المائية المصرية المهددة بالانقراض بسبب عمليات الصيد الجائر، وغيرها من التحقيقات البيئية.

الاهتمام بقضايا الوصم المجتمعي

تعتبر الورشة التدريبية التي حصلت عليها علياء أبو شهبة عام 2012 من مؤسسة “طومسون رويترز ” حول تغطية القضايا المتعلقة بمرض الإيدز، هي بداية رحلة بحثها في القضايا المتعلقة بالوصم الاجتماعي، ففي الورشة التدريبية كتبت بطلتنا فقرة حملت معنى وصفته المدربة الصحفية في رويترز هبة قنديل بأنه يحمل وصمًا مجتمعيًا، وهو ما لفت انتباه علياء للكلمة وقررت بعدها الحصول على تدريب عن الكتابة عن قضايا المتعايشين مع الإيدز ومن خلاله تعرفت على مشكلة تحقيقها الاستقصائي الشهير ”الترياق القاتل” الذي عملت عليه لمدة سنتين، والذى تناول مشاكل منظومة صرف الدواء المجاني من وزارة الصحة.

بعد نشر التحقيق وتتابع التغطيات الصحفية عن الفئات الموصومة اجتماعيًا وليس المتعايشين مع الإيدز فقط ثم تنظيمها لتدريبات صحفية تهدف لتعريف الصحفيين بالقواعد الأخلاقية للكتابة عن الفئات الموصومة اجتماعيًا، ومع استمرار التدريبات بالأخص في جامعتي القاهرة وعين شمس لمست علياء أبو شهبة غياب وجود وعي كافي بفيروس نقص المناعة البشري وطرق انتقاله، وأيضًا غياب الحماس الكافي لدى المقبلين على تعلم الصحافة على تحمل صعابها؛ لذلك أرادت مشاركة تجربتها وكواليس تحقيقها الاستقصائي، في كتاب حمل اسم” الوصم”، ليكون بمثابة صرخة لنبذ هذا السلوك السلبي (الوصم الاجتماعي) الذي يحرم أصحابه من التعايش في المجتمع.

الجوائز

حصلت علياء أبو شهبة على العديد من الجوائز الصحفية المرموقة خلال مشوارها المهني، منها جائزة المركز الأول فئة الصحافة الاستقصائية من المنتدى الرابع للصحافة الإلكترونية، عن تحقيق “الترياق القاتل”.. متعايشون مع الإيدز يواجهون خطر انهيار المناعة أو الوفاة ديسمبر 2014، وجائزة “سلامة وأمان” لمناهضة العنف ضد النساء عن تحقيق” نساء هربن من الفقر إلى استغلال أزواجهن العرب لممارسة الدعارة”، يناير 2015.

كما حصدت جائزة” الجيل الجديد للصحافة العلمية” من World Health Summit من وزارة الخارجية الألمانية، أكتوبر 2015. عن تحقيق “الترياق القاتل” المتعلق بمعاناة المتعايشين مع الإيدز، وجائزة “صحافة بلا تنميط” من منظمة الأمم المتحدة للمرأة لأفضل تحقيق صحفي إلكتروني عن تحقيق :”أطباء يمارسون الختان تحت مظلة القانون”، نوفمبر 2015، وجائزة مصطفى وعلي أمين فئة التحقيق الصحفي، عن تحقيق “التجارب السريرية للدواء في مصر” مارس 2017، وجائزة “سلامة وأمان” للكتابة عن قضايا المرأة، عن تحقيق ” العنف الأسري خطر يمزق الأسرة المصرية”، مارس 2017، وجائزة أفضل تغطية صحفية لموضوع مقاومة المضادات الحيوية من منظمة الصحة العالمية،يوليو 2018.

ونالت جائزة بلان إنترناشيونال لأفضل تغطية صحفية عن الفتيات عن تحقيق:”الوصم يقتل أحلام الفرصة الثانية لأطفال بلا مأوى” 2020، وجائزة من منظمة (Africa 21) لأفضل تغطية صحفية عن التنوع البيولوجي عن تحقيق:” هل تنجو السلحفاة المصرية من خطر الانقراض؟”.

وحصل التحقيق الذي نفذته بالتعاون مع الصحفي”محمد أبو ليلة” على جائزة منتدى القاهرة للتغير المناخي عام 2022 لأفضل تحقيق صحفي إلكتروني المنشور في”الأهرام ويكلي”.

وجاء اختيار”اليونسكو” لها كمتحدثة ممثلة لمصر والشرق الأوسط ضمن جلسات فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في “سانتياجو” عاصمة تشيلي، أكبر تكريما لمسيرتها الصحفية، وخلال كلمتها التي ألقتها قامت بتسليط الضوء على أهمية صحافة المناخ وضرورة مراعاة الابتكار في الكتابة لكذب القارئ مع السرد  الدرامي واستخدام الصوت والصورة لجذب القارئ.

وكانت الجلسة بحضور عدد من النشطاء العالميين المدافعين عن قضايا المناخ، وعدد من السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية، و في اليوم التالي للجلسة تم إعطائها هدية تذكارية من وزارة الخارجية في تشيلي، وتم اختيارها ضمن 10 صحفيين لزيارة القصر الرئاسي في البلاد، وبحسب روايتها، اعتبرت ذلك التمثيل لمصر والشرق الأوسط حافزًا كبيرا لها وتكليلًا لجهودها في مجال الصحافة على مدار سنوات عملها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى