وفاء بكري تكتب: كدت أفقد الأمل لولا “سحر” و” إيمان”

تشاركنا الكاتبة الصحفية وفاء بكري بتدوينتها بمناسبة يوم الصحفي المصري.

  • جاءت نص التدوينة:

كدت أفقد الأمل لولا “سحر” و” إيمان”

هي أيام عصيبة أو بالأحرى “فترة” عصيبة طالت على الصحفيين، المستمر منهم في الحقل الصحفى حاليًا، أو الذى توقفت صحفه عن الإصدار، أو تركها لأى سبب آخر، الجميع يعانى، معاناة ” متعددة”، ندرة المعلومات، وعدم شفافية، قلة فرص لمن لا يعمل، دورات تدريبية تحتاج إلى ” ألوف الجنيهات”، دخل محدود لمن يطلق عليهم ” قادة الرأي”، “لوم دائم” من المسؤولين، وكأننا كصحفيين مسؤولون عما يحدث في ” المريخ”، و باتت ” المهنة” حلقة متواصلة من “المتاعب” على حق، من أفنى عمره فيها وتشكلت خبراته المهنية منها، لا يستطيع أن يعمل في مجال آخر، فإذا خرج منها بـ” فعل فاعل”، يجد نفسه قاب قوسين أو أدنى من ” شتات العقل”، فالأبواب ” موصدة” في وجهه، ولا يعرف سبيلا لحياته من طرق أخرى، أما من يعمل فيها فلا يستطيع أن “يصد” عما يواجهه، إذا أراد أن يصل لمعلومة، قد ينتظرها لأيام أو لأسابيع، ليجد نفسه مضطرا بأن ” يتحايل” عما يكتبه، وفى النهاية يلجأ إلى أخبار ” الدهب” و” الطقس” و” أسعار الفراخ”، فـ” seo ” في ” اليد” خير من “تقرير معلوماتى” مؤجل.

سنوات طويلة والبرلمان المصرى يعدنا بقانون تداول المعلومات والشفافية، ولكن يبدو أن الوعود تطلق فى أروقة البرلمان، لتصبح بعدها ” خيط دخان” ليس له وجود، دائرة مفرغة ندور فيها من سنوات، وأحداث متسارعة، زادت من همومى كصحفية، منا من يعانى بعدم ” قبول” صفحات “الدشت” أو ” الصفحات الالكترونية” بتواجد اسمه عليها، ومنا من يعانى من أشياء أخرى، وكدت أن أصاب باليأس وأفقد الأمل في مهنتنا، حتى صحوت من أيام قلائل على خبر مبشر، بفوز صديقتى الجميلة سحر المليجى، بجائزة دبى للصحافة، وهى أكبر جائزة عربية للصحافة، عن تحقيقها الاستقصائي المتميز ” مقامرة الرحيل.. الشباب المصري بين الغرق وجنان أوروبا”، والذي يعد اول قاعدة بيانات عن الهجرة غير الشرعية، وقد سبق وفازت سحر عن التحقيق نفسه، بجائزة تدريب مؤسسة هيكل للصحافة ونقابة الصحفيين، ولم يمر أيام قلائل على الخبر السعيد لسحر، حتى جاء خبرا سعيدا آخر  بوصول  الصديقة الجميلة إيمان الوراقى،للقائمة القصيرة لجائزة سمير قصير لحرية الصحافة عن فئة التقرير الاخباري السمعى البصري، بعنوان ” العين الحادة”، سعادتى ليست نابعة من كونى قريبة من سحر وإيمان فحسب، بل نابعة من معرفتى بمدى التحديات التي واجهت الصديقتان الفترة الماضية، فكانتا على موعد مع ” التحدى”، ويظل سؤالى الأبدى لـ”صاحبة الجلالة” بالصوت العالى :” هى لسه الأمانى والأحلام ممكنة ؟”

 

زر الذهاب إلى الأعلى