خطاب المواطنة في الصحافة المصرية الإلكترونية
يعد كتاب “خطاب المواطنة في الصحافة الإلكترونية” للدكتورة رويدا أحمد طلب، والذي نرشحه لكم/ن اليوم من خلال “مختصر كتاب”، دراسة رصدية لأبرز المواقع الإلكترونية المصرية وكيفية معالجتها لخطاب المواطنة، وانعكاس هذه المعالجة على الشباب الجامعي المستخدم لشبكة المعلومات الدولية “الإنترنت”، ومدى مشاركتها في قضايا المجتمع.
عن المواطنة
تعرف دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنها العلاقة القائمة بين الفرد والدولة كما يحددها قانون هذه الدولة، وبما تشمله هذه العلاقة من حقوق وواجبات،
ويعرف قاموس علم الاجتماع المواطنة باعتبارها علاقة اجتماعية تقوم بين شخص طبيعي ومجتمع سياسي متمثل في الدولة، ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول الولاء مقابل أن يتولى الطرف الثاني مهمة الحماية للأول.
وتتحدد هذه العلاقة بين الشخص والدولة عن طريق القانون تأسيسًا على مبدأ المساواة، وعلى مدار السنوات، تطور مفهوم المواطنة ليتم إضافة بعدا آخر باعتبارها تمنح المواطنين عدة حقوق مثل واجب دفع الضرائب والدفاع عن بلدهم.
أما المواطنة الرقمية
فهي تعرف بكونها قيم السلوك التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا من أمثال السلوك الاتصالي، التبادل الإلكتروني للمعلومات، والمشاركة الإلكترونية الكاملة في المجتمع، وشراء وبيع البضائع عن طريق الإنترنت.
كما أن المواطن الرقمي هو المواطن الذي يستخدم الإنترنت بشكل منتظم وفعال.
فيما تناولت الدراسة تحليل تعليقات الجمهور على القضايا المنشورة بمواقع الدراسة “الأهرام/ المصري اليوم/ الوفد/ مصراوي”، وجاءت أطروحات قيم الديمقراطية والمساواة والوحدة الوطنية والمشاركة السياسية بالإضافة للمُساءلة من أهم القضايا المطروحة للنقاش العام في المرحلة الحالية،
حيث تزايدت نسبة النقاش العام بين الجمهور على الرغم من اختلافها ما بين نقاشات إيجابية وأخرى سلبية، فهناك تعليقات تناولت القضايا المتعلقة بأصحاب الديانات “الإسلامية/ المسيحية” بشكل عقلاني ينم عن وعي المعلقين بدور الكلمة وأهمية تطابقها مع مفاهيم المواطنة والمساواة بين مواطني الوطن الواحد، وأخرى جاءت كدليل على توجهات عدائية من خلال بث خطابات كراهية تجاه الآخر، ويبقى التفاعل مع تلك الموضوعات على المواقع الإلكترونية دليلًا على اهتمام الأشخاص بمثلها، مهما كانت التعليقات سلبية أو إيجابية على السواء.
وخلصت الدراسة خلال محاولاتها للتعرف على معالجة المواقع الإلكترونية الإخبارية لخطاب المواطنة وانعكاس هذه المعالجة على الشباب المصري وبشكل خاص على الشباب الجامعي في ضوء تفاعله ومتابعته للمواقع الإخبارية على شبكة الانترنت، متمثلة في بوابة الأهرام والوفد وموقع المصري اليوم ، وذلك في الفترة من بداية 2010 حتى نهاية 2011، وهي المرحلة التي شهدت تحولات مجتمعية غير مسبوقة في المجتمع المصري برزت على إثرها أهمية المواطنة.
خلصت الدراسة إلى أن النظام الإعلامي ووسائله جزء من المجتمع والسياق الاجتماعي الكلي لا ينفصل عنه، وأن وسائل الإعلام ستبقى أداة للهيمنة التي تفرضها القوى المتحكمة في هذه الوسائل وفق العديد من النظريات التي تتبعت هذه الهيمنة السياسية على الوسائل الإعلامية في الدول الكبرى.
ولكي تعد المواقع الإخبارية الإلكترونية مجال عام يتيح للجمهور مساحة من الحرية والتفاعلية والمشاركة في قضايا المجتمع والتي تم دراستها باستخدام عدد من مفاهيم مرتبطة بالتركيز على الاستفادة من مفهوم المجال العام لتوظيفه في الدراسة لتحقيق عدة أهداف هي تحديد المقصود من مفهوم المواطنة والتعرف على كيفية تناول المواقع الالكترونية للأخبار ذات الصلة.
خطاب المواطنة في الإعلام:
على مستوى خطاب المواطنة وعلاقته بسياق المجتمع المصري.
لاتزال العديد من البحوث والدراسات الإعلامية تغفل السياق الاجتماعي الكلي عند دراسة القضايا والظواهر الإعلامية، وتدرسها كمؤسسات مستقلة عن مجتمعاتها.
كما اتفقت استخلاصات الدراسة مع ما توصلت إليه الدراسات السابقة، بأن المواقع الإخبارية الإلكترونية أصبحت من أهم الوسائل الإخبارية في المجتمعات الحديثة على اختلاف أنواعها والتي أصبحت تتيح مجالًا عامًا يتميز بالتفاعلية بين الجمهور من ناحية وهذه المواقع من ناحية أخرى.
ووفق الكتاب- فإنه يمكننا القول بأن الفرد لا تتكون آراؤه عن القضايا والموضوعات والأحداث المختلفة التي لم تصل أنباؤها إلى علمه، على ذلك فأن وسائل الإعلام المتعدد تلعب دورًا هامًا في تشكيل وعي أفراد المجتمع وحثهم على المشاركة والتفاعلية التي تتنتج في النهاية المواطن النشط والمشارك في قضايا المجتمع.
ذلك يتفق مع رؤية هابرماس للإنترنت باعتباره مجال عام استطاع أن يوجد فضاءات جديدة لم تكن متوفرة من قبل. إذ ساهم في تنوع الحركات الشبابية المصرية التي قامت بتعبئة الشباب المصري خلال الثورة عبر رسائلهم وتواصلهم من خلال شبكة الإنترنت.
و استخلصت الدراسة عدد من التوصيات التي تتعلق بمستوى خطاب المواطنة وعلاقته بسياق المجتمع المصري، ومنها ضرورة تحلل التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري في الآونة الأخيرة وانعكاسها على خطاب المواطنة. وكذلك ضرورة تفعيل المواطنة النشطة عند المواطنين لتحويلهم من مواطن كامن إلى نشط.
أما فيما يتعلق بدور الشباب الجامعي الذي يعتبر الفئة الأكثر متابعة وتفاعلًا للمواقع الإخبارية، فخلصت الدراسة إلى احتياج المجتمع المصري لدراسات تركز على كيفية إعداد الشباب لتحمل دوره في المشاركة في بناء الوطن، وتفعيل مشاركته في العديد من القضايا والظواهر الموجودة بالمجتمع في الوقت الراهن، من خلال توجيه الطلاب وإرشادهم علميًا وثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا.. إلخ، وتوعيتهم بأهم قضايا المجتمع ومشكلاته، وتشجيعهم على المشاركة الإيجابية في إيجاد حل لها.
عن الكتاب:
- تأليف:د. رويدا أحمد طلب
- دار النشر: العربي للنشر والتوزيع
- التصنيف:معلومات عامة
- اللغة:العربية
- سنة النشر:2017
- عدد الصفحات:232