التقارير الإعلاميةسلايدر رئيسي

3 سنوات على توقف أبرز الإصدارات المسائية.. هل تختفي الصحافة الورقية؟

3 سنوات مرت على قرار الهيئة الوطنية للصحافة بإيقاف الإصدارات المطبوعة لجريدة الأهرام المسائي الصادر عن مؤسسة الأهرام، والأخبار المسائي، الصادر عن مؤسسة أخبار اليوم، والمساء، الصادرة عن مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر، وقررت تحويلها إلى إصدارات إلكترونية، مع شروق شمس يوم 15 يوليو 2021.

  • الأعداد الأخيرة والرفض

فى عددها الأخير، اختارت جريدة المساء أن تدون على شريط باللون الأسود عبارة “انتظروا المساء الإلكتروني من الغد”، بينما كتبت الأخبار المسائي «غدًا العدد الأخير.. الأخبار المسائي صفحات من جريدة لها تاريخ» ليكون يوم الخميس 15 يوليو 2021 عدد الوداع، أما الأهرام المسائي، فقد تزين فى آخر إصداراته، بمقال لرئيس تحريره ماجد منير يحمل عنوان «ورقية أو إلكترونية.. الأهرام المسائي علامة في تاريخ الصحافة المصرية».

لم يمر قرار وقف النسخ الورقية للصحف المسائية الحكومية وتحويلها إلى منصات إلكترونية مرور الكرام، بل صحبته عاصفة انتقادات كبيرة لعدد من الصحفيين/ات الذين/اللواتي اعتبروا إعلان شهادة وفاة الطبعات الورقية بالإعلام الحكومي، والتوجه نحو الرقمنة خسارة فادحة للصحافة المصرية والعربية، فيما دشن بعض الصحفيين العاملين/ات بجريدة المساء، وسم «لا لإغلاق جريدة المساء» عبروا من خلاله عن رفضهم للقرار، وأرسلوا خطابا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالبوه فيه بـ«وقف العمل بالقرار واستمرار إصدار الجريدة».

  • أسباب القرار

جاء القرار الأخير ضمن خطة أعدتها الهيئة الوطنية للصحافة قبل عدة سنوات لتطوير الصحف القومية التابعة لها، وتضمنت الخطة محورين رئيسيين، الأول يتعلق بالرقمنة والثورة التكنولوجية، من خلال إنشاء بوابات إلكترونية للصحف، وتدريب الصحفيين/ات على مهارات الإعلام الرقمي، وتسويق كنوز المؤسسات الصحافية القومية، أما المحور الآخر فيتعلق بإعادة الهيكلة والإصلاح المالي والإداري، من خلال الحصر الشامل للأصول، مع تحديد الأصول التي يتم بيعها سواء للاستثمار أو سداد الديون.

وعن الأسباب التى دفعت الهيئة الوطنية للصحافة لاتخاذ هذا القرار، يرى الدكتور رامي دويدار أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، أن الدولة المصرية تتخذ خطوات فى الفترة الأخيرة نحو تقليص النفقات الخاصة بالمؤسسات الحكومية التى لا تنتج والتى لا تدر أرباحًا، وذكر أن المؤسسات الصحفية القومية تعج بالصحفيين/ات دون إنتاج، لأسباب متنوعة أبرزها انخفاض نسب الإعلانات وضعف التوزيع.

  • المنافسة الرقمية الشديدة

فى الماضي كانت الصحافة القومية صاحبة الذراع الثقيلة في الإعلام المصري، حيث كان النداء المشهور في الشوارع لبائع الجرائد (أخبار- أهرام- جمهورية)، ومع الوقت أصبح المنادي مضطرًا أن يزيد بعض الأسماء إلى العمالقة الثلاثة، بعد ظهور الصحف الحزبية والمستقلة، وبدأ الصراع الورقي-الورقي، ومع مرور الزمن دخلت وسائل إعلامية أخرى في مضمار التنافس كالقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحت المنافسة (ورقية- فضائية- إلكترونية)، مما أثر بشكل كبير علي شكل ومحتوى وانتشار الصحافة الورقية بشكل عام وليس القومية فقط.

تتميز الصحافة الإلكترونية، عن نظيرتها الورقية، بأنه تكسر حاجز الزمان والمكان والمسافة، وتنقل الخبر لحظيًا فى نفس وقت وقوعه، كما تتنوع أشكال وأنماط عرض المعلومات على المواقع الإخبارية، بحيث يمكن للمواطن سماع المعلومات أو مشاهدتها فى فيديو أو قراءتها، على عكس الإصدار الورقي، فليس أمامه سوى قراءتها فقط فى اليوم التالي لوقوعها.

  • هل تختفي الصحافة الورقية نهائيًا؟

لطالما كانت الصحافة الورقية هي الوسيلة الأساسية لنقل الأخبار والمعلومات عبر القرون، ومع ذلك، فإن التغيرات السريعة في التكنولوجيا والعادات الاستهلاكية تثير تساؤلات حول مستقبل هذه الوسيلة التقليدية، هل ستختفي الصحافة الورقية أم ستتمكن من التكيف مع التحديات التي تواجهها؟

هنا يفسر الدكتور أحمد شحاتة أستاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام جامعة بني سويف، سبب إصدار قرارات الغلق لبعض الصحف الورقية ذات الاسم العريق، مُرجعًا الأمر إلى معاناة الصحف المطبوعة من قلة الإعلانات التي تدر أرباحًا، فضلًا عن انخفاض نسب التوزيع وارتفاع أسعار الورق وأدوات الطباعة، ما أدى إلى توقف إصدارات العديد من الصحف الورقية في السنوات الأخيرة الماضية.

وبحسب تقرير صادر عن “جمعية الصحف الأمريكية” (NAA)، تعتبر تكاليف إنتاج الصحف الورقية من بين العوامل الرئيسية التي تهدد بقاءها الطباعة والتوزيع تتطلب موارد مالية كبيرة، بينما يمكن نشر الأخبار على الإنترنت بتكلفة أقل بكثير، فإن الإيرادات من الإعلانات الورقية قد شهدت تراجعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، في حين أن الإيرادات من الإعلانات الرقمية في تزايد مستمر .

فيما يتابع “شحاتة” في حديثه لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، أن الجيل الحالي من الشباب أصبح أكثر اهتمامًا بالمحتوى المقدم عبر المنصات الرقمية والمواقع  الإلكترونية ولا يلجأ لشراء الصحف الورقية لمعرفة الأخبار الجديدة.

وعلى الرغم من التحديات، فإن بعض الصحف الورقية قد وجدت طرقًا للتكيف مع العصر الرقمي، العديد من الصحف الكبرى، مثل “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، استثمرت بشكل كبير في منصاتها الرقمية، ونجحت في جذب اشتراكات رقمية تساهم في تحقيق إيرادات ثابتة، هذه الصحف تقدم محتوى متنوعًا يجمع بين التحقيقات المعمقة، والتحليلات والوسائط المتعددة، مما يجعلها قادرة على المنافسة في البيئة الرقمية.

وبناء على المعطيات السابقة، توقع أستاذ الصحافة بإعلام بني سويف، استمرار سلسلة غلق الصحف الورقية واندثار الصحافة الورقية في المستقبل، ليس فقط في مصر ولكن في العالم كله، وهذا ما حدث في كثير من دول العالم، تماشيا مع التطور التكنولوجي الحاصل والذي جعل من الجمهور  العادي شريكًا في صناعة المحتوى من خلال المنصات الرقمية الحديثة،  وبالتالي من المتوقع أن تكتفي الصحف ببث محتواها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال تطبيقات على الهواتف المحمولة.

  • ما الواجب فعله؟

في ظل كل هذه التحولات الجذرية أصبح تدريب الصحفيين/ات على الأدوات التكنولوجية الحديثة ضرورة ملحة، هذه المهارات لا تساعد فقط في التكيف مع البيئة الرقمية المتغيرة، بل تعزز أيضًا كفاءة وإنتاجية الصحفيين/ات، وتوفر قدرات تحليلية متقدمة.

  1. التكيف مع البيئة الرقمية المتغيرة

إن الانتقال من الصحف الورقية إلى الصحافة الرقمية لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة حتمية. وفقًا لدراسة أجرتها منظمة “بيو” للأبحاث، فإن نسبة كبيرة من الجمهور أصبحت تعتمد على الإنترنت كمصدر رئيسي للأخبار، لذا، يجب على الصحفيين/ات أن يكونوا ملمين/ات بطرق إنتاج المحتوى الرقمي، بما في ذلك التحرير الرقمي، وتصميم المواقع، وتحليل البيانات.

  1. تحسين الكفاءة والإنتاجية

الأدوات التكنولوجية الحديثة تمكن الصحفيين/ات من تحسين كفاءتهم وإنتاجيتهم، مثل استخدام برامج تحرير النصوص والصور والفيديو التي تجعل العمل أسرع وأكثر دقة.

  1. تعزيز القدرات التحليلية

تساعد الأدوات التكنولوجية الحديثة في تحليل البيانات، وهو أصبح جزءًا لا يتجزأ من العمل الصحفي، باستخدام تقنيات مثل “تحليل البيانات الضخمة” وبرامج مثل “جوجل أناليتكس”، يمكن للصحفيين/ات فهم اتجاهات الجمهور وتحليل سلوكهم على الإنترنت، هذا يساعد في إنتاج محتوى يلبي اهتمامات القراء/ات بشكل أفضل.

 

Related Articles

Back to top button