“الحرية”.. بوابة إلكترونية تسعى للصحافة الهادفة
على الرغم من تنوع المنصات الصحفية والإعلامية الحالية، تبقى التجارب الحديثة هي الأكثر حيوية وقدرة على التجاوب مع متطلبات العصر الرقمي وسد حاجة قطاع كبير من الجمهور إلى رؤية مواد إخبارية تقدم بطرق حديثة ومهنية.
من هذا المبدأ، ولدت تجربة بوابة “الحرية” الإلكترونية، التي تعمل على الموضوعات الصحفية المصنوعة، وتعتمد في المقام الأول على المصادر المتنوعة، بالكتابة في شتى الأقسام أبرزها القسم السياسي.
ويتضمن شعار «الحرية» ثلاث محاور أساسية وهم «ضمير- مهنية- رسالة»، حيث تعتمد في المقام الأول على مراعاة الضمير وتقديم الموضوعات الصحفية بمنتهى المهنية، لتحقيق الرسالة المرجو توصيلها للقراء/ات.
البدايات:
بدأت «الحرية» العمل فعليا منذ 15 يونيو عام 2023، ثم انطلقت رسميًا في 7 فبراير 2024، بعقد ندوات مع شخصيات سياسية بارزة حول الثورة وذكريات تنحي مبارك، منهم السياسي عمار علي حسن، الخبير السياسي، والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، وسها سعيد، أمين سر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، وياسر الهواري، وسيد الطوخي، رئيس حزب الكرامة، والمحامي طارق العوضي، ومحمد عواد، القيادي الشاب، وشادي العدل، وكيل مؤسسي حزب التيار المصري الليبرالي، وأحمد ماهر، مؤسس حركة 6 إبريل، وإبراهيم الدراوي، ومحمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية.
ويتضمن فريق عمل البوابة الرقمية العديد من المواهب الصحفية الشابة، كما تفتح أبوابها لتدريب كافة الطلاب والخريجين/ات حديثًا، الراغبين/ات في الانضمام إلى فريق عمل «الحرية»، بعد تأهيلهم لبناء كوادر صحفية أساسها المهنية.
تحديات وطموحات:
تواجه بوابة الحرية تحديات عديدة في ظل عصر «الترند» والسرعة، ولكن تحاول دائمًا أن تحافظ على جوهر العمل الصحفي من خلال البحث عما وراء الخبر، وتكثيف العمل على التقارير والتحقيقات المطولة المدعومة بالمصادر الموثوقة، لتعويض ما فقدته الصحافة المصرية بشكل عام في العصر الحالي، كما تعوق مسألة «التمويل» بشكل خاص خطة سير العمل، خاصة أنها تعتمد على التمويل الذاتي.
وخلال حديثه للمرصد المصري للصحافة والإعلام، يقول عصام الشريف، رئيس تحرير موقع الحرية، إن “واحدة ضمن التحديات التي نواجهها، سعينا للحصول على «السجل التجاري»، منذ أكثر من 5 أشهر، ونتمنى أن يتيسر لنا سرعة حركة الإجراءات الرسمية، لتوفير التمويل اللازم لضمان الاستمرارية في العمل”.
ويوضح “الشريف” أن “هناك العديد من الملفات المهمة التي كتبت في الموقع، ومنها كشف حساب لحكومة مدبولي، وحوار مع السياسي أحمد الطنطاوي، وكان الحرية الموقع الوحيد الذي أجرى حوارًا معه، كما سبقنا الجميع في فتح ملف الحبس الاحتياطي، فضلًا عن فتح ملف الفساد في كل الجهات ودون سقف”.
ويُرجع رئيس تحرير منصة الحرية الفضل في صناعة اسم البوابة وانتشارها في وقت بسيط إلى العمل الجماعي، ومشاركة الصحفيين/ات الذين/اللواتي أثبتوا/ن أنهم/ن قدر المسؤولية، ولديهم/ن قدرة على صناعة مواد صحفية احترافية بأقل الإمكانيات المتاحة.
ومر المشوار الصحفي لعصام الشريف إلى مرحلتين، الأولى هي ممارسة العمل السياسي سواء من خلال الأحزاب أو الحركات السياسية، وذلك قبل ثورة ٢٥ يناير وما بعدها حتى ثورة ٣٠ يونيو التي خلصت في النهاية للدراسة والعمل الصحفي، ومن ثم قادته إلى المرحلة الثانية، ويقول عن هذه الفترة: “في تقديري أن مرحلة ممارسة السياسة أفادتني كثيرًا جدًا في ملفي الذي تخصصت فيه في الصحافة وهو الملف السياسي، ورغم أنني بدأت حياتي الصحفية محررًا للصحة في جريدة الكرامة، إلا أنها كانت فترة قصيرة نسبيًا، إذ سريعًا ما ترأست قسم السياسة في موقع الموقع”.
ويصف هذه المرحلة بأنها ثرية وكان من نتاجها انفراده بإجراء حوار كامل مع المرشح على منصب نقيب الصحفيين خالد البلشي، وهو الحوار الذي لعب دورًا مهمًا في الوسط الصحفي، ويضيف: “بعضهم ذهب إلى أنه لعب دورًا في فوز البلشي بمنصب نقيب الصحفيين”.
ويتابع: “بعد تجربتي في موقع “الموقع”، فكرنا في تأسيس تجربة جديدة مع الزملاء عمرو بدر ومحمد أبو زيد، وكنت مدير التحرير لها، لكنها تجربة سرعان ما تغيرت بعد تنحي الزميلين فقررت الاستمرار مع الجيل الحالي من صحفيي الحرية وأسسنا الانطلاقة الثانية للحرية برئاسة تحريري”.