بروفايلسلايدر رئيسي

بيتر مجدي.. صحفي لا يكف عن التعلم 

بيتر مجدي.. صحفي لا يكف عن التعلم 

دراسته للتاريخ وولعه بحكايات الماضي وما بها من تماسٍ مع الحاضر وملامح من المستقبل، جعل “الصحافة” وجهة له، فلا مهنة تفوقها في لقاء الأزمنة بالكتابة والسرد.. ومن هنا بدأ.
📌البداية:
لاحظ بيتر مجدي، صحفي وكاتب مهتم بملف الأقليات، وبشكل خاص بشؤون الكنيسة والمواطنين/ات المسيحيين/ات في مصر (الأقباط)، حبه للكتابة منذ مرحلة الدراسة الابتدائية من خلال حرصه على كتابة موضوعات التعبير بطريقة إبداعية، وخلال دراسته للتاريخ في المرحلة الجامعية اتخذ قرارًا بتعلم الصحافة بشكل حر مع التعمق في قراءات التاريخ ومجال الفلك الذي يحبه، وينطبع على كتاباته بالتسلسل والمنطقية في طرح المعلومات.
شجعته أسرته كثيرًا على اتباع شغفه، على الرغم من قلقهم البالغ لتزامن بداياته في العمل الصحفي عام ٢٠١١ مع مرحلة مليئة بالأحداث والوقائع التي لزمها خروج الصحفيين/ات إلى الشارع لتغطية ما تبع ثورة ٢٥ يناير من اشتباكات ومشاهد سياسية مرتبكة.
في حديثه للمرصد المصري للصحافة والإعلام يقول: “تلك الفترة الصعبة كانت أفضل فرصة ليتعلم منها الصحفي ويمارس عمله جيدًا، ولعدم دراستي في كلية الإعلام كان الشارع خير معلم”.
📌رحلة التعلم:
حصل بيتر على العديد من الدورات التدريبية، وأهما كان مع مركز التكوين الصحفي بجريدة وطني الأسبوعية، يتحدث باستفاضة عنه: “هذا التدريب كان عزيزًا على قلبي، وبعد حصولي عليه أصبحت مدربًا بالمركز”، ويوضح أن ما يميز مركز التكوين، عدم اهتمامه بتعليم فنون العمل الصحفي من كتابة الأخبار والتقارير وإجراء التحقيقات، فكلها أمور يمكن تعلمها من دورات تدريبية أخرى، لكن ما يميزه هو مساعدة المتدربين/ات في تكوين شخصياتهم/ن وثقافتهم/ن بالبحث والتقصي وتدقيق المعلومات.
يضيف: “(التكوين) كان فرصة لنخرج من قواقعنا الصغيرة التي تربينا داخلها إلى عالم أكبر من المعرفة والثقافة، وكان الشيء الأهم تعلم كيف أميز وأفصل تمامًا بين ما أؤمن وأقتنع به، وبين دوري كصحفي، فالصحافة تحكمها قواعد مهنية يجب أن يطبقها الصحفي في أي موضوع يتناوله بغض النظر عن رأيه وإيمانه وقناعاته”.
خطوة أخرى كانت مميزة في تغيير قناعات بيتر وتعرفه على نفسه والآخرين من خلال حصوله على سمينار عن “مفاهيم الذكورة والأنوثة والعلاقة بين الرجل والمرأة”، مع دكتور يسري مصطفى، وأيضًا حصوله على ورشتين في من مؤسسة “صحفيون من أجل حقوق الإنسان” الكندية عن دعم الموضوعات والقصص الصحفية التي يكتبها بالمواثيق الدولية والدستور والقوانين المحلية، لإضفاء ثقل عليها، خاصة فيما يخص حقوق المواطنين/ات.
أخر ما حصل عليه بيتر هو برنامج زمالة الأقليات من الأمم المتحدة، جنيف 2023، وقبلها أنهى برنامج زمالة الصحافة للحوار المقدمة من مركز الحوار العالمي (كايسيد) لشبونة 2022، وهي الزمالة الأولى من نوعها التي تعمل على دعم الحوار في مواجهة خطاب الكراهية، وتقديم تغطيات مهنية تدعم بناء السلام في المجتمعات العربية.
📌خطوات مهنية:
بخلاف التغطيات الميدانية التي وثق من خلالها أحداث الثورة وتأثيرها على أقباط مصر، عمل بيتر في الإعداد التلفزيوني في قناة سي بي سي إكسترا كمعد لنشرة “أون لاين” بين عامي 2014 و2015، وفي برنامج “نورتونا” على قناة سات 7 في 2020، كما قدم برنامج راديو بعنوان: “هنفهم النهاردة من امبارح” مع دكتور عماد أبو غازي في إذاعة أسستها جريدة التحرير.
كما يهتم بيتر بنقل ما تعلمه لآخرين/ات من خلال مجال التدريب لمساعدة الصحفيين/ات المقبلين/ات على المهنة بتثقيف أنفسهم/ن، ورفع قدرتهم/ن على تقديم موضوعات مهنية تحترم القراء/ات، ولديه أكثر من تجربة منها بالتعاون مع الكاتب الصحفي أحمد عبد الحافظ، وقدما سويًا مبادرة “حوار من أجل المعرفة” وهو برنامج تدريبي لطلاب/ات من قسم إعلام في كلية الآداب بجامعة عين شمس، بالتنسيق مع المعيدة بالقسم في ذلك الوقت سارة جميل؛ يقول: “بعض من هؤلاء الطلبة صاروا زملاء-زميلات اليوم، نفتخر بنجاهم/ن”.
ومؤخرًا يقدم بيتر بودكاست بعنوان: “سلام” مع الصحفية هاجر عثمان، وهو نتاج المشاركة في زمالة صحافة للحوار، ومن قبلها قدم مجموعة من التقارير والموضوعات، يتذكر منها تحقيق نشر في جريدة التحرير يعتبره الأقرب إلى قلبه، بعنوان: “الطلاق الحق المُحرم على الأقباط”، كما يساهم حاليًا في تجربة صحفية رقمية أسسها ضمن مجموعة من الصحفيين/ات في شبكة “TABCM” وهو موقع متخصص يهتم بمناقشة كافة قضايا الأقباط بمنظور تنويري، ويوفر مساحة حرة للكُتاب/ات للتعبير عن أفكارهم/ن.
📝تحديات المهنة:
يرى بيتر أن الصحافة في السنوات الأخيرة في تراجع لعدة أسباب، بعضها خارجة عن إرادة الصحفيين/ات، وتاليًا أسباب تقع عاتقها على مسؤولية الصحفيين/ات، إضافة لتحديات التطور التكنولوجي الذي جعل الصحافة ليست حكرًا على من يمتهنها، فكل مواطن/ة يمكنه/ا تصوير وتوثيق أي حدث لحظيًا.
من هنا يرى أن تطوير الصحفي/ة لأدواته/ا أصبح ضرورة لا مجال للفصال فيها أو إهمالها ليستطع أصحاب الفكر الحقيقي الصمود أمام العصر الرقمي وما يتبعه من تغيرات على المهنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى