مؤمن سمير.. مصور شاب وثق أبرز الأحداث الهامة في مصر
يتجول وهو يحمل كاميرته على كتفه، يتحدث بوعي عن تلك اللقطات التي أثرت في مشواره المهني، وعن المواقف العصيبة التي واجهها، وربما الإصابات والمعاناة التي لاقاها، وعلى الرغم أنه شابًا ذات 28 عامًا، أي لايزال في مقتبل العمر، إلا أن تجربته الثرية تشعرك أنه قضى عشرات السنوات في مهنته هذه.
هو المصور الصحفي مؤمن سمير مدير تحرير قسم المالتميديا بموقع القاهرة 24.
-
بداية الشغف
ارتبط بحب التصوير بسبب والده، الذي كان دائمًا يسعى لتوثيق كل لحظاتهم المميزة دون أن يجعلها تمر هكذا، يعبر “مؤمن” أثناء حديثه ” الكاميرا هي دماغي وعقلي كل فريم بيتكون في دماغي الأول وبعد كده بيطبق”.
كانت فرحته بأول كاميرا امتلكها لا توصف، شعر وكأنه يملك الدنيا بين يديه، الأن يمكنه البدء فعليًا في ممارسة شغفه الأوحد، فاقت هذه الفرحة، سعادته الثانية بعدما استطاع الإدخار وشراء كاميرا جديدة بإمكانات أكبر حتى يستطيع التطوير من نفسه في المجال الذي وقع بغرامه.
بالرغم من حب والده للتصوير إلا أنه وباقي الأسرة اعترضوا ورفضوا -في البداية- استكمال عمله كمصور صحفي بسبب الدخل المادي الزهيد، يتذكر “مؤمن” ويحكي : “أنا فاكر قبضي في بداية التصوير الصحفي كان 300 جنيه.. والدي وقتها اعترض: يابني حرام عليك ده مش شغل سيبه واشتغل حاجه تانيه.. صممت أني اكمل حلمي وأثبت لوالدي اني هبقي حاجه في مجال التصوير الصحفي.”
سعى مؤمن وانطلق خلف حلمه الذي أصر على استكماله مهما يكن الأمر، كلفه هذا عبئًا ماديًا كبيرًا، حتى بدأ يظهر إنتاجه كمصور صحفي موهوب، وقتها، أمن به والده وشجعه ودعمه بكل طاقته حتى أصبح ماهو عليه الآن “مؤمن سمير المصور الصحفي الموهوب وصاحب اللقطات المميزة”.
-
التنقلات المهنية
بدأ مؤمن مشواره المهني، مصور صحفي بجريدة الفجر، كان ذلك في عام 2012، أي كان عمره 17 عامًا، ثم انتقل لجريدة فيتو بعد عامين فقط، ثم موقع المبتدأ في سنة 2015 وبعده البوابة نيوز في عام 2017 ثم عمل بموقع القاهرة 24 منذ 2019 أثناء انشائه وحتى الأن، إلى جانب عمله كمصور حر مع بعض الوكالات العالمية مثل الوكالة الألمانية والفرنسية والأوروبية.
-
التدريب والتأهيل
كان مؤمن حريصًا على تلقي التدريبات المهنية والتعليم الميداني في بداية مشواره، وأثرت تدريبات السلامة المهنية على مفاهيمه وتكوين وعيه، وكذلك في اختيار زوايا جديدة أثناء تصوير الأحداث السياسية الهامة والفاصلة مثل ثورة 30 يونيو وماتلاها من اشتباكات وضرب النار والغاز وأعمال العنف.
-
أبرز الأحداث المصورة:
كانت أبرز الأحداث التي قام بتصويرها، استفتاء على دستور جديد- استفتاء على تعديلات دستورية- الانتخابات الرئاسية سنة 2012-الانتخابات البرلمانية- أحداث مجلس الوزراء- أحداث شارع محمد محمود- أحداث سيمون بوليفار- أحداث دار القضاء العالي- واعتصام رابعة والنهضة والحرس الجمهوري- وأحداث الاتحادية- أحداث رمسيس- ثورة 30 يوليو- الانتخابات الرئاسية سنة 2014- أحداث جامعة القاهرة وعين شمس – أحداث ألف مسكن – أحداث المطرية والزيتون- محاكمات الرئيس الأسبق حسني مبارك- ومحاكمات الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين- محاكمات معظم الأحداث السياسية-الانتخابات الرئاسية 2018-كأس الأمم الأفريقية 2019، ومن الجنازات تصوير جنازة الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك والمشير طنطاوي، نور الشريف- انفجار الكنيسة البطرسية- تصوير جنازة أحداث المنيا “الهجوم على حافلة تقل مسيحيين أقباط في محافظة المنيا-وأحداث أخرى كثيرة.
-
أمور فارقة
أبرز ماكان له تأثير في حياة “مؤمن” المهنية هو التواجد بشكل مستمر في الأحداث الميدانية، حيث أثرى تكوين ذاكرته وأثّرت في حياته بشكلٍ كبير وعلمته كيف يستطيع أن يطور من نفسه ليخرج صورة جيدة للرأي العام، إلى جانب شعوره بالمسؤولية العامة في التحلي بالمصداقية في نقل الحدث والتأثير على صناع القرار والمشاعر الإنسانية خصوصاً في الأحداث الكبرى مثل تغطية حادث هجوم إرهابي على كنيسة المنيا، تفجير معهد الأورام، أحداث الوراق، حادث تصادم قطارين بمحافظة البحيرة.
يذكر المصور الصحفي الشاب بعض الصور التي التقطها منها صورة عسكري يلعب مع قطة صغيرة أثناء خدمته وهي صورة أثارت تعاطف ومشاعر الجمهور وانتشرت بشكل كبير، إلى جانب صور تغطية حادث الهجوم الإرهابي على كنيسة المنيا، وكيف أنه حاول وقت تغطيته أن يسلط الضوء على الاضطهاد الذي عانى منه المسيحيون من قبل الجماعة الإرهابية، وانتشرت هذه الصور على نطاق واسع، عطفًا على تغطية تفجير الكاتدرائية بالعباسية.
-
صعوبات وعوائق
كانت أهم الصعوبات التي واجهت مؤمن في البداية هو محاولة أن يثبت لأسرته مدى تفوقه في عمله حتى يكسب تأييدهم لحلمه ويستطيع استكمال مهنته التي يحبها، الجانب الآخر في العوائق تمثلت أثناء تغطية الأحداث، فكان يرهقه محاولة أن يشرح للناس أن وجوده في أي حدث هو للقيام بمهمته الصحفية المكلف بها فقط لاغير، وأن مهنيته تحتم عليه أن ينقل المشهد كاملًا دون تحيز، الأمر الذي كان يوقعه في مشكلات واتهامات بأنه محسوبًا على تيار بعينه دون وعي حقيقي بمهمته التي تتطلب الحياد والمصداقية.
-
مستقبل التصوير الصحفي
يرى المصور الصحفي مؤمن سمير أن المصور الصحفي لابد أن ينطلق إلى أبعد الحدود وألا يعتمد على التصوير الصحفي وحده لأن ذلك لايكفي لتطوير أدواته ومعداته التي تضمن بالتبعيه تطوره في المجال وتطور إنتاجه بما يواكب العصر وتقنياته.
كما يرى أن مستقبل التصوير الصحفي في مصر مهم جدًا ومبهر للغاية على الرغم أن الفترة الحالية ليست البيئة الأكثر دعمًا وتشجيعًا لذلك، سواء في مصر أو الوطن العربي بشكل عام؛ وذلك نظرًا للقيود المفروضة على التصوير الصحفي خلال السنوات الماضية، وما يتعرّض له المصورون الصحفيون من تقييد بشكل أو بآخر.