دور وسائل الإعلام في نشر الشائعات
أنه مع تطور عصر التحول الرقمي، باتت المعلومة أسرع، ولكنها ليست أدق، ولا تخضع لمعايير مهنية كافية، في ظل التسابق الشديد الذي تحكمه تنافسية الوصول أولًا، لتحقيق الرواج الأكبر، والانتشار الأوسع، حتى ولو على حساب المتلقي، فباتت الأولولية لكسب الشعبية، لا لتحقيق المهنية، هي المؤشر الأخطر في قياس مدى خضوع المنتجات الإعلامية والصحفية للمعاير الأخلاقية والمهنية.
ومابين تحقيق المضمون الهادف، والعرض الجذاب المبهر، تكمن التفاصيل وتتحدد الآليات، التي سلط عليها الضوء الدكتور عزام محمد الجويلي أستاذ الإعلام الدولي بجامعة القاهرة في كتابه (دور وسائل الإعلام في نشر الشائعات)، والذي ارتكز فيه إلى تفنيد ما يجوز وما لايجوز في التعامل مع التغطيات الإعلامية كل على حدى، وتركيزه على أضرار الإعلام ومنافعه.
ونظرًا لخطورة الكلمة، التي تكمن قوتها إما في رصاصات المعرفة، أو الرحمة، أو الموت، يفند الجاويلي، فصول كتابه الـ 19، وخاصة تأثير الشائعات على الإعلام الجديد، ومدى تأثره بها.
ويقول الجويلي في كتابه، إن مهمة نقل الأخبار والمعلومات لم تعد تقتصر على وسائل الإعلام التقليدية فقط، خاصة في زمن تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، ويتساءل الكاتب، عن أدوات وكيفية التحقق من هذه المعلومات، والتي جاء في مقدمتها الحدس الإعلامي لصانع المحتوى، خلال تعامله مع ما يتلقاه من مواد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولعل أبرز طرق تفادي انتشار المعلومات المضللة لدي المؤسسات هو العمل على انتقائية فريق العمل أولًا.
وركز كتاب الجاويلي، على تحديد عناصر المصداقية، في التناول الإعلامي، وهي النقل بالدقة والموضوعية، والصدق والسرعة والشمولية، واحترام أخلاقيات المهنة، وقيم المجتمع.
عن مؤلف الكتاب د. محمد الجويلي
أستاذ الإعلام الدولي بكلية الإعلام جامعة القاهرة