التقارير الإعلاميةسلايدر رئيسي

“اليوم العالمي للقهوة”.. مزاج الصحفيين في خطر بسبب ارتفاع أسعار البن وتدني الرواتب

في الوقت الذي يحتفى فيه العالم باليوم العالمي للقهوة، المشروب الرسمي لغالبية الصحفيين، والذين يلجأون لها يوميًا لتحسين حالتهم المزاجية والنفسية، لما تحويه من كافيين يسبب الشعور بالراحة، التي تخفف من عليهم بعض الأعباء اليومية والضغوط العصبية، نجد أن الراتب الشهري للعاملين في بلاط صاحبة الجلالة لا يعادل كيلو بن في بعض المؤسسات.

 

ويفقتد غالبية الصحفيين، لتطبيق مؤسساتهم للحد الأدنى للأجور التي أعلنت عنه الدولة مؤخرًا بقيمة 6 آلاف جنيه، حيث يتقاضى البعض ليس بالقليل منهم، رواتب متدنية للغاية تصل لـ 500 جنيه في بعض المؤسسات.

والضغوط التي يتعرض لها الصحفي يوميًا، لا تقتصر فقط على الراتب الشهري الضئيل الذي لا يكفى احتياجته، ولكن يمكن القول أنه حجر الزواية التي تتصاعد عليه وتبنى مشكلات متتالية، مثل أعباء التنقلات والمواصلات، وعدم انضمام البعض لنقابة الصحفيين، دون غطاء تأميني صحي أو اجتماعي، وما يزيد الأعباء، أيضًا عدم جاهزية دورات المياه في بعض المؤسسات بالأوراق المنشفة، أو المعقمات والصابون، وعدم دعم المؤسسات لـ “البوفيه” بأي دعم مالي أو عيني، ويتم محاسبة الصحفي وفق الأسعار التي يتحكم فيها السوق لكل منتج ومشروب.

وبينما يحتفل العالم في الأول من أكتوبر كل عام باليوم العالمي للقهوة، يهمهم الصحفيون في تدبير أولوياتهم، بحثًا عن مخرجًا، أو بديلًا لفنجان القهوة الذي اقتصر تناوله على ساعات الصباح فقط عند البعض، وأخذ آخرون يبحثون عن بدائل لضبط الحالة المزاجية من مشتقات الكافيين، في ظل ارتفاع أسعار البن في الأسواق، وضعف الرواتب، أملًا في إيجاد حلول بديلة لضبط الحالة النفسية.

ويقول الكاتب الصحفي محمود العسقلاني، مؤسس جمعية “مواطنون ضد الغلاء”، إن الجهد الذي يبذله الصحفي غير محدود، ويحتاج إلى جهد ذهني وتركيز كبير، خاصة في انتقاء الأفكار، ثم العبارات البليغة، وهنا يلعب فنجان القهوة دورًا كبيرًا في ضبط وتحسين الحالة النفسية للكاتب، ومحفز للتركيز والأداء الذهني أثناء الكتابة، خاصة إذا كان المعدل 3 أكواب كبيرة وليست فناجين.

“لو الطبيب قالي متشربش قهوة مش هروحله تاني”.. هكذا عبر “العسقلاني” عن عشقه للقهوة، حال طلب الطبيب منه ذلك، منذ أن كان الفنجان سعره 3 صاغ في جريدة العربي الناصري، مطلع تسعينات القرن الماضي، منتقدًا عدم دعم بالمؤسسات الصحفية للمشروبات الآن، في ظل ارتفاع أسعار البن.

ويوضح العسقلاني في حديثه، أن نقابة الصحفيين، أصبحت بيتًا هادئًا ومتناغمًا، للباحثين عن المناخ الملائم للإبداع، والحصول على فنجان قهوة بسعار بسيط.

وعن أسعار البن، أوضح ان سعر الكيلو الجيد، يتراوح من 700 لـ 1000 جنيه، خاصة في ظل تداول انتشار البن المغشوش في الأسواق.

ويقول الكاتب الصحفي ومعد البرامج أحمد الشمارقة، إنه يتناول على مدار اليوم 4 فناجين من القهوة يوميًا، واصفًا مشروب القهوة بأنه “بنزين الصحفيين”.

وعن أسعار البن، يقول الشمارقة إنه يلجأ للمطاحن مباشرة للحصول على البن بأسعار تنافسية، وجودة مضمونة، ويربط “الشمارقة” غياب القهوة بـ تعكير الحالة المزاجية.

ويرى جوزيف رمسيس، وهو صحفي وصانع محتوى، أنه استسلم لزيادة أسعار البن، وتعامل معها مثل باقي زيادات أسعار السلع الأخرى.

ويقول في حديثه لـ المرصد، أن عدد أكواب القهوة التي يتناولها يوميًا، يرتبط بعدد ساعات العمل، بمعدل 5أكواب قهوة لكل 8 ساعات عمل، موضحًا أن تناول القهوة بات أساسيًا وليس رفاهية، بسبب تضرره من عدم تناولها بعدم التركيز.

ويقول حازم المنوفي عضو شعبة المواد الغذائية، ورئيس جمعية عين لحماية التاجر والمستهلك، في تصريح خاص لـ المرصد المصري للصحافة والإعلام، إن متوسط سعر البن سجل 400 جنيه للكيلو السادة بالأسواق، بزيادة وصلت لـ 30% مقارنة بالعام الماضي 2023.

وأوضح المنوفي، أن البن المتداول في مصر، يتم استيراده بشكل مباشر من الخارج، خاصة من البرازيل واليمن، وتخضع أسعاره لعوامل الإجراءات الجمركية وسعر الدولار الأمريكي، مقارنة بالجنيه.

وفي ذات السياق، يقول الدكتور جمال فرويز، لـ المرصد، استشاري الطب النفسي، إن مشروب القهوة عبارة عن تركيبة كافيين، عندما تدخل الجسم تتحول لدوبامين، وهو المسئول عن خلق شعور بالسعادة والتركيز، وعند تناوله يعمل على زيادة الحالة المزاجية ويضبط التركيز أكثر.

وحذر “فرويز” من الإفراط في تناول القهوة، لتجنب تسببها في إلغاء الدوبامين الطبيعي الذي يفرزه المخ، ويستبدله بالاعتماد على المسببات الخارجية من خلال احتساء القهوة باستمرار.

ونصح “فرويز” بتناول من فنجانين إلى 3 فناجين بحد أقصى من القهوة يوميًا، وتجنب احتساءها في أكواب كبيرة، وعدم تناولها بعد السادسة مساء، لتجنب حدوث خلل في الوظائف الطبيعية للمخ، خاصة إذا كان المتناول لها مدخنًا.

وسجلت مصر أرقامًا قياسية، لاستيراد البن سنويًا، بسبب اعتماد غالبية المصريين على فنجان القهوة، كملازم للشاي على مدار ساعات اليوم.

ووفقًا لأحصائيات مطلع العام 2024، تستهلك مصر قرابة 70 ألف طن من البن سنويا، وترتفع معدلات الاستهلاك بنحو 25 إلى 30 % خلال فصل الشتاء.

وسجلت قيمة واردات مصر ارتفاعًا من البن غير المحمص “غير منزوع منه الكافيين” بنسبة 1.9% خلال الـ 10 أشهر الأولى من 2023 لتسجل 167.6 مليون دولار في مقابل 164.434 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2022.

وتراجعت فاتورة استيراد مصر من البن غير المحمص “غير منزوع منه الكافيين” بنسبة 3.9% خلال أكتوبر الماضي لتبلغ 16.104 مليون دولار في مقابل 16.756 مليون دولار خلال نفس الشهر من 2022.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى