إيمان عوف.. صحفية بدرجة مقاتلة في ملف حقوق العمال
إيمان عوف.. صحفية بدرجة مقاتلة في ملف حقوق العمال
لم تكتفِ بتعريف نفسها كصحفية، وربما رأت أن الصحافة يضوي سحرها إذا ما اقترن بالعمل الخدمي، فكان اختيار تخصصها للقضايا السياسية والاقتصاد الاجتماعي نابعًا من إيمانها بحق الفئات المهمشة فيمن يتحدث عن حالهم؛ فكانت هي، بطلة هذا الأسبوع الصحفية إيمان عوف، التي تعد من أبرز الصحفيات اللواتي تناولن قضايا العمال وشرائح المجتمع الأكثر فقرًا.
البدايات:
تخرجت إيمان من كلية الآداب وحصلت على دبلومين في أخلاقيات العمل الصحفي، وإدارة المواقع الإلكترونية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
بدأت علاقة إيمان بالصحافة منذ صغرها، حيث نشأت في منطقة عمالية بمنطقة شبرا الخيمة، وتأثرت بوالدها النقابي الذي زرع فيها حب العمل النقابي وحقوق العمال الذين كانوا الدافع الأول لها لكي تعمل في الصحافة.
تقول لـ”المرصد”: “تعلمت من البداية أن الصحافة مكانها على يسار السلطة، وترجح دائمًا الميل نحو كفة الناس، فالدولة لها آليات التعبير عن نفسها، أما الناس فلا، لذا اختارت الانحياز لهم”.
أما أولى تجاربها الصحفية كانت من خلال مجلة “خطوة” التي أسستها مع مجموعة من زملائها في الجامعة.
محطات ونجاحات مهنية:
عملت إيمان في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية والدولية، من بينها جريدة البديل الورقي، والعربي، وموقع كاتب، ودرب، وجريدة المال حيث شغلت فيها منصب نائب رئيس القسم السياسي.
انتقلت بعد ذلك للعمل في الموقع الألماني mict وحصلت على جائزة “Open Eye Award” العالمية في مجال التحقيق الصحفي عام 2016. كما عملت في رصيف 22، السفير اللبناني، وشريكة ولكن، ونشرت لها العديد من التحقيقات في موقع المنصة.
العمل الحقوقي والخدمي:
تلتزم إيمان منذ بدايات عملها الصحفي بالواجب الخدمي، والنشاط الحقوقي، فلم تتوقف عند الصحافة المكتوبة، بل عملت أيضًا في العديد من المراكز والمنظمات الحقوقية كمدربة على قضايا التمكين الاقتصادي للمرأة.
كما شاركت بشكل فعال في قضايا نقابة الصحفيين، خاصة فيما يتعلق بالفصل التعسفي والعنف ضد الصحفيات، وأسست مع مجموعة من زميلاتها مجموعة “صحفيات مصريات”، للمساهمة في الدفاع عن الحريات النقابية والصحفيين المعتقلين.
كما تركزت تحقيقات إيمان بشكل كبير على قضايا العمال، مثل إضرابات المحلة وسمنود، وقضايا المرأة، مثل العنف ضد النساء في السجون ومراكز الاحتجاز.
وأيضًا تناولت قضايا مهمة أخرى مثل عمل الأطفال والتشريعات الصحفية، ومن أكثر التحقيقات التي تتأثر بها في عملها الصحفي قصص النساء المهمشات والعاملات على رأسهم، فيما اكتسبت مكانة مميزة لدى العمال وأصبحت مع الوقت مصدر أمان وثقة لهم لتميزها في تغطية ذلك الملف.
الخدمات النقابية وتحديات المهنة:
تمثل النقابة لإيمان عاملًا أساسيًا حيث اشتبكت مع كل القضايا الخاصة بنقابة الصحفيين حتى قبل حصولها على العضوية، ونافست بقوة في انتخابات 2019 كمرشحة لعضوية مجلس نقابة الصحفيين تحت السن.
وترى دائمًا أن الشرعية الأعلى لنقابة الصحفيين هي الجمعية العمومية،
إيمان مثلها مثل مئات الصحفيات اللواتي يواجهن العديد من التحديات في عملهن، والتي تتجاوز مجرد صعوبات المهنة التقليدية.
تقول إيمان: “بالإضافة إلى الضغوط التي يتعرض لها أي صحفي، تواجه الصحفيات تحديات خاصة تتعلق بجنسهن. من أبرز هذه التحديات التمييز الجنسي في مكان العمل، حيث قد يواجهن صعوبة في الوصول إلى المناصب القيادية وتلقي رواتب متساوية مع زملائهن الرجال. كما يتعرضن للتحرش الجنسي والضغوط لتغطية قضايا معينة تتناسب مع الصورة النمطية للمرأة. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجهن تحديات في التوفيق بين متطلبات العمل والحياة الشخصية، خاصة مع
المسؤوليات الأسرية”.
لكن وعلى غير المعتاد في مسيرة أغلب الصحفيين/ات الذين-اللواتي يرون أن الترقي هو العمل من المكاتب، تطمح إيمان أن تستمر في عملها مع الناس في الشارع، وأن تتمكن أكثر وأكثر من أدواتها ومهاراتها النقابية، والعمل على كل الملفات.