بروفايلسلايدر رئيسي

شيماء حمدي: رحلة صحفية تناضل من أجل حرية الصحافة وحقوق الإنسان

 

منذ انطلاقتها في عالم الصحافة قبل أشهر قليلة من ثورة يناير 2011، استطاعت شيماء حمدي أن تجمع بين شغفها العميق بالعمل الصحفي واهتمامها بقضايا حقوق الإنسان والحريات الرقمية. إلى جانب عملها الصحفي، تهتم شيماء بالمجال النقابي منذ سنوات، حيث شاركت في لجان تحضيرية، مثل لجنة الحريات والتشريعات، وساهمت في حملات للمطالبة ببيئة عمل آمنة للصحفيات، مدفوعة بالإيمان بضرورة تمكين النساء في العمل النقابي، ورؤيتها لعلاج غياب التمثيل النسائي في مجلس النقابة بوجوب إعادة النظر في ثقافة التمكين، مع اعتماد سياسات إيجابية لدعم الصحفيات للوصول إلى مواقع صنع القرار.

 

 ورغم دراستها في كلية العلوم وحصولها على درجة البكالوريوس عام 2009، بدأت مسيرتها المهنية بتدريب صحفي في أحد المواقع الإخبارية الخاصة، ومنذ ذلك الحين تركت بصمتها في المؤسسات الإعلامية التي عملت بها.

 

المحطات المهنية

 

تنوعت تجارب شيماء المهنية بين العمل مع مؤسسات عربية ومصرية، ومنها:

 

زاوية ثالثة، رصيف 22، مراسلون، السفير العربي، المنصة، شريكة ولكن، البديل، صوت الأمة، هافينجتون بوست.

 

هذا التنوع أتاح لها فرصة إنتاج محتوى مختلف خاصة في الملف السياسي والحقوقي الذي تخصصت فيه وأنتجت به قصصًا صحفية تركت أثرًا كبيرًا في مجال الصحافة القائمة على مبادئ حقوق الإنسان.

 

الإنجازات المهنية

 

تدرجت شيماء في العديد من المحطات المهنية، لكن أبرزها حصولها على منحة من المركز الدولي للصحفيين لتطوير مهارات السرد القصصي، حيث أنتجت قصة صحفية استعرضت أسباب عزوف النساء عن اللجوء للمسار القانوني بعد تعرضهن للعنف الأسري. كما ساهمت في نشر تحقيقات ومواضيع إنسانية مؤثرة، مثل تقريرها المنشور على “رصيف 22” بعنوان “أشعر أن التهديدات ستُنفذ في أي وقت… كوابيس ما بعد السجن في مصر”، الذي انعكس على حياتها النفسية بسبب ما واجهته من حقائق صادمة أثناء جمع القصص.

 

التحديات

 

رحلة شيماء لم تكن خالية من التحديات، تلخصها في ندرة فرص التدريب المتميز، لكنها تغلبت على ذلك من خلال التقديم المستمر للبرامج التدريبية المرموقة، وحصلت على تدريبات من مؤسسات مثل المركز الدولي للصحفيين، أريج، ومركز كمال أدهم للصحافة الرقمية.

 

كما توضح خلال حديثها مع المرصد، كيف تعطلت بسبب سنوات التفرغ لابنها بعد الإنجاب، بسغير أنها نجحت في جعل الأمومة تحدٍ شخصي استطاعت مواجهته عبر التزامها بتعويض ما فات من خلال تطوير مستمر لمهاراتها.

 

وتشير شيماء في حديثها إلى تراجع مستوى الصحافة في مصر، كتحد تواجهها بالبحث عن بيئات مهنية أكثر احترافية، داخل مصر وخارجها، خاصة وأنها تهتم بملفات سياسية وحقوقية حساسة، تقول: “هذه الاهتمامات جعلتني أواجه عوائق مضاعفة لكنها جعلتني أكثر صلابة في تقديم محتوى مهني ومسؤول”.

 

الرؤية والطموح

 

تطمح شيماء خلال السنوات المقبلة إلى تطوير مهاراتها الصحفية لمواكبة التطور المستمر في هذا المجال، وتسعى إلى تعزيز ثقافة الصحافة المسؤولة التي تحترم عقل القارئ/ة وتسهم في بناء وعي مجتمعي حقيقي.

 

رحلة شيماء حمدي هي شهادة على أن العمل الصحفي ليس مجرد مهنة، بل مسؤولية مجتمعية وإنسانية تتطلب الالتزام والشجاعة في مواجهة التحديات من أجل تحقيق تأثير إيجابي وملموس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى