محمد الشماع.. صحفي يعيد صياغة التاريخ بالحكايات

محمد الشماع.. صحفي يعيد صياغة التاريخ بالحكايات
الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رحلة بحث عن الحقيقة، تتداخل فيها الثقافة بالفن، والتاريخ بالحاضر. ومن بين سطور الجرائد وصفحات الكتب ومشاهد الوثائقيات، صاغ محمد الشماع مسيرته المهنية، باحثًا عن زوايا جديدة للحكايات التي لم تُروَ بعد، ومتتبعًا آثار الشخصيات والأحداث التي تركت بصماتها في الذاكرة الجماعية. في هذا البروفايل، نقترب أكثر من رحلته بين الصحافة وصناعة المحتوى والكتابة الأدبية، ونتعرف على محطاته الفارقة وطموحه المستقبلي.
سيرة ذاتية:
وُلد محمد الشماع عام 1979، وتخرج في كلية الآداب، قسم اللغة العربية وآدابها، بجامعة القاهرة. بدأ رحلته المهنية في الصحافة مبكرًا، حيث تنقل بين عدة مؤسسات صحفية وثقافية، قبل أن يستقر به المسار في مؤسسة أخبار اليوم. إلى جانب الصحافة، تنوعت اهتماماته بين صناعة المحتوى الرقمي، كتابة السيناريو، وصناعة الأفلام الوثائقية، ما أتاح له تقديم أعمال تمتزج فيها الصحافة بالسرد البصري.
البداية في الصحافة:
بدأت رحلته الصحفية في جريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة، حيث حرر باب “أخبارهم في وجههم”، ثم توسعت مهامه ليشرف على أبواب الثقافة والرأي تحت قيادة الكاتب الكبير الراحل صلاح عيسى. بالتوازي، كتب لصحيفة السياسي المصري الصادرة عن دار التعاون، ومجلة الكواكب التابعة لدار الهلال.
في عام 2011، انضم إلى صحيفة التحرير التي رأس تحريرها الصحفي إبراهيم عيسى، وفي العام نفسه التحق بمؤسسة أخبار اليوم، حيث استمرت رحلته الصحفية حتى اليوم.
التأثير العائلي ودعم الأسرة:
نشأ محمد الشماع في بيئة كان للثقافة والكتابة والسينما حضور قوي فيها، ما جعله ينظر إلى الصحافة كأكثر من مجرد مهنة، بل كنافذة لاستكشاف العالم والتعبير عنه. حصل على دعم عائلته منذ بداياته، ما ساعده على اتخاذ خطواته الأولى بثقة في هذا المجال.
جوائز وتكريمات:
حصل الشماع على عدة جوائز وتكريمات، وعلى رأسها جائزة الصحافة المصرية المقدمة من نقابة الصحفيين مرتين، كما وصل سيناريو فيلم “هبوط حاد في الدورة الدموية” إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية. إضافة إلى تكريمات من مركز اللغة العربية بجامعة القاهرة، وجمعية كتاب ونقاد السينما، والعديد من المؤسسات الثقافية.
محطات مهنية فارقة:
إحدى المحطات المهمة في مسيرته كانت إنجازه تحقيقًا استقصائيًا بالتعاون مع الصحفي عبدالمجيد عبدالعزيز بعنوان “ليلة اختفاء جمال وميمو رمسيس.. البحث عن آل عفيفي” عام 2022، والذي نشر في جزئين، وحصل بسببه على جائزة نقابة الصحفيين.
كما كانت له تجربة مميزة كأحد كتاب فريق برنامج “الدحيح” الشهير، إلى جانب إصداره لكتاب “السرايا الصفرا.. قراءة في مذكرات مدير مستشفى المجاذيب”، الذي استكشف فيه جزءًا غامضًا ومثيرًا من التاريخ الثقافي المصري.
التحديات المهنية:
لم تكن التحديات التي واجهها “الشماع” خاصة به وحده، بل كانت انعكاسًا للتحولات التي تمر بها المهنة بشكل عام، خاصة في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، استطاع التكيف مع التغيرات والاستمرار في تقديم محتوى يجمع بين الدقة الصحفية والرؤية الثقافية العميقة.
الكتابة بين الصحافة والأدب:
طالما دمج محمد الشماع بين الصحافة والأدب، ليصبح مع الوقت صاحب بصمة خاصة يصعب التغافل عنها، وعن هذا الدمج يقول في حديثه للمرصد: “بدأت مشواري كصحفي متخصص في الثقافة والفن، لكن نقطة التحول الكبرى كانت في عام 2011 مع إصدار كتابي الأول “أيام الحرية”، الذي مثل بداية دمج بين العمل الصحفي والممارسة الثقافية. منذ ذلك الحين، أصدرت عددًا من الكتب التي تركز على الجوانب التاريخية والثقافية، وكان آخرها “ميمي شكيب.. سيرة أخرى”، الذي كشف زوايا غير مألوفة من حياة هذه الشخصية المثيرة للجدل”، ويوضح الشماع أنه يعشق هذا النوع من العمل الصحفي، لجمعه بين البحث في التاريخ المليء بالكنوز والحكايات المخفية والتي تكشف لمن يخلص لها العديد من الأسرار والروايات الشيقة.
وأخيرًا.. يطمح محمد الشماع إلى تقديم التاريخ بصورته الحقيقية، بعيدًا عن الروايات النمطية التي استقرت في الأذهان لعشرات السنين. يسعى دائمًا إلى البحث عن الحكايات التي لم تُروَ بعد، سواء عبر الصحافة، الكتابة، أو صناعة الأفلام الوثائقية، إيمانًا بأن لكل قصة جانبًا خفيًا يستحق أن يُكتشف.