ريهام سعيد.. تدمج الصحافة التقليدية برؤية رقمية حديثة

ريهام سعيد.. تدمج الصحافة التقليدية برؤية رقمية حديثة
بين قاعة البرلمان وغرف الأخبار، وبين تحديات الميدان وقاعات الدراسة، رسمت ريهام سعيد طريقها بهدوء وإصرار. لدى ريهام قناعة راسخة بأن الصحافة ليست مهنة لمن ينتظر الفرص، بل لمن يصنعها بنفسه. راكمت خبرة واسعة، ووسعت أفقها العلمي بالحصول على ماجستير في الإعلام الرقمي وأمن المعلومات، لتؤكد أن الجيل الجديد من الصحفيين/ات لا يكتفي بالميدان، بل يفكر في المستقبل، ويستعد له علمًا وفهمًا.
خطوات دراسية ومهنية:
تخرجت ريهام من جامعة الفيوم -كلية الآداب والتربية- قسم اللغة العربية عام 2019، لكنها لم تكتفِ بالشهادة الجامعية، بل انطلقت بعدها في مسار من التدريب والتأهيل، اجتازت فيه العديد من الدورات المتخصصة في الصحافة والإعلام داخل مؤسسات محلية ودولية. كانت تؤمن أن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن في كل مرحلة، هناك ما يجب تعلّمه من جديد.
محطات عديدة شكّلت وعي ريهام المهني والإنساني، منها حصولها على دورة الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي من الأكاديمية العسكرية في 2021، واجتيازها لدورة نظمها مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان، لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية، وذلك لتعزيز قدراتها على تبني نهج حقوق الإنسان في التغطيات الإعلامية ساعدها على اعتماد خطاب صحفي أكثر وعيًا بحقوق الإنسان، وهو ما انعكس في كتابتها وتحقيقاتها السياسية.
وفي عام 2022، تخرجت ضمن البرنامج القومي لتأهيل الشباب للمحليات والمشاركة السياسية بإشراف وزارة الشباب والرياضة، لتُثبت أنها صحفية تفهم السياسة من داخلها، لا فقط من على الورق. ثم تبعت ذلك بالانضمام إلى برنامج “المرأة تقود” من الأكاديمية الوطنية للتدريب، ضمن مجموعة نسائية شابة تُراهن على الحضور الفاعل للنساء في الشأن العام.
الملف السياسي والماجستير:
عملت ريهام لعدة سنوات في موقع “تحيا مصر”، حيث توصف من زملائها ومديريها بأنها كانت “تعمل من داخل مطبخ السياسة”، لما قدمته من تغطيات دقيقة، وتحليلات ذكية، وانفرادات خبرية. ومع تراكم هذا الرصيد، انتقلت إلى واحدة من أعرق المؤسسات الصحفية المصرية، “المصري اليوم”، لتتولى تغطية ملفات البرلمان والنقابات ضمن فريق السياسة بالجريدة، وتستكمل حلمها من مكان اعتبرته دومًا مدرسة كبرى في الصحافة، بقيادة رئيس التحرير علاء الغطريفي الذي يقود جيلًا جديدًا من أجل إنتاج صحافة رقمية مواكبة للعصر.
تقول في حديثها للمرصد عن خطوة انتقالها إلى العمل في المصري اليوم بأنها محطة استثنائية في مشوارها، إذ تعتبر الجريدة واحدة من أعرق وأهم المدارس الصحفية في مصر والعالم العربي، وصاحبة تجربة مهنية فريدة ومتميزة، وتؤمن أن وجودها داخل هذا الكيان هو تتويج لمجهود سنوات، ومحطة مفصلية ستُشكّل مستقبلها المهني خلال الأعوام القادمة.
الدعم الأسري والتحديات:
على المستوى الشخصي، تُقر ريهام بأن أسرتها كانت الداعم الأول في رحلتها، قائلة: “لولا أسرتي ما كنت هنا. كانوا دايمًا في ضهري، ماديًا ومعنويًا، وبالأخص والدتي. أي نجاح حققته أو سأحققه في المستقبل، فهو إهداء لهم ولكل من دعمني من أساتذتي، قولًا أو فعلًا”.
ورغم النجاحات المهنية، لم يكن الطريق سهلًا دائمًا، فقد واجهت تحديات كبيرة في بداياتها، أبرزها قرار الاستقلال والانتقال للعيش من مدينة إلى أخرى، والانفصال عن أصدقائها وعائلتها، والتأقلم مع واقع جديد في القاهرة. تقول:
“كانت فترة صعبة جدًا، خصوصًا وقت المرض، وأنا لوحدي في مدينة جديدة. كنت أحيانًا ببكي من الوحدة، لكن الحمد لله، تغلبت على كل ده، وأثبتت كفاءتي بشهادة أساتذتي ومدرائي، وبقيت من الصحفيين الشاطرين في الملف السياسي”.
ولا تُخفي ريهام سعيها الدائم للتطوير، مؤكدة أنها لا تزال في بداية طريقها نحو الأفضل، وتقول بثقة: “أنا حريصة إني أطور نفسي وأدائي طول الوقت علشان أوصل لأعلى مستوى”. وتضيف أن أولوياتها الآن هي التعمق في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ودراسة العلوم السياسية، إلى جانب إتقان اللغات الأجنبية، كجزء من أدواتها المستقبلية كصحفية مهنية مواكبة للعصر.