بروفايلسلايدر رئيسي

خالد عمار… أول صحفي أدخل الميتافيرس إلى صالات التحرير

خالد عمار… أول صحفي أدخل الميتافيرس إلى صالات التحرير

 

في زمن يتغير فيه الإعلام كل يوم، ويكاد يبتلع التقليدي أمام الموجات المتلاحقة من التطور التكنولوجي، يقف خالد عمار كواحد من الصحفيين القلائل الذين لم يكتفوا بالركض خلف الحدث، بل قرروا إعادة تشكيل طريقة الحكي نفسها. بدأ من خلفية تكنولوجية بحتة، لكنه قرأ شغفه مبكرًا، واستعاد حلم الطفولة في أن يكون صحفيًا، ليصنع لنفسه مساحة فريدة في تقاطع الإعلام مع الميتافيرس والذكاء الاصطناعي.

 

وأصبح رائدًا في صناعة محتوى صحفي جديد يربط بين التوثيق، والتجربة، والتقنية، بخلاف انفراده بملفات أثارت الرأي العام، من كواليس مذبحة بورسعيد إلى خفايا وفاة وائل الإبراشي، ومن حملة إسقاط قانون الشهر العقاري، إلى أول قصة إنسانية تُروى في العالم العربي بتقنية الميتافيرس.

 

البدايات وتحقيق الأحلام: 

 

خالد عمار .. صحفي متخصص في الإعلام الرقمي وصحافة الميتافيرس، بدأ مسيرته المهنية من خلفية أكاديمية في نظم المعلومات، حيث حصل على بكالوريوس نظم المعلومات بتخصص برمجة قواعد البيانات. التحق بالمجال الإعلامي عن طريق الصدفة، أثناء فترة تدريبية في شركة مصرية كانت تدير مواقع إخبارية لقنوات مثل الجزيرة والرسالة. هذه التجربة أعادت إليه حلم الطفولة بأن يصبح صحفيًا، ليتحول بعدها هذا الحلم إلى مسار مهني حافل.

 

عمل في البداية بمجال الجرافيك والبرمجة في عدة شركات إعلامية، ثم التحق بالخدمة العسكرية، وبعد انتهائها بدأ مسيرته الصحفية التحريرية في عام 2014 من بوابة “الوفد” في الملف الميداني. انتقل بعدها للعمل كمراسل قضائي للجرنال في مكتب النائب العام ونيابة أمن الدولة لمدة ثلاث سنوات، ثم عمل في “البوابة نيوز” و”وكالة الأناضول” التركية حتى عام 2018.

 

خطوات مهنية فارقة: 

 

في العام 2019، انضم إلى برنامج “مساء dmc” مع الإعلامية إيمان الحصري كمعد برامج، ثم أصبح مدير تحرير البرنامج مع الإعلامية إنجي القاضي في عام 2022. يعمل حاليًا في برنامج “٨ الصبح” حيث طبّق جزءًا من مشروعه حول الذكاء الاصطناعي والميتافيرس. كما شغل منصب رئيس تحرير برنامج “طريق الخير” على قناة المحور لمدة عام، وشارك في برنامج “النهار” مع الإعلامي عمرو الليثي.

 

التحق بجريدة الوطن في عدة أقسام: الأخبار، الحوادث، ثم أسس وترأس قسم البث المباشر، والذي يُعد من أوائل التجارب في مصر، وحقق من خلاله نجاحًا باهرًا رغم التحديات الداخلية ورفض فكرة البث المباشر في البداية. تمكّن من إقناع عدد من الصحفيين، الذين أصبحوا لاحقًا نجومًا على السوشيال ميديا، بالمشاركة في هذه التجربة الجديدة.

 

تلقى دعمًا مباشرًا من قيادات صحفية بارزة، أبرزهم:

 

د. محمود مسلم (رئيس التحرير آنذاك)

 

أ. أحمد الخطيب

 

أ. شيماء البرديني

 

أ. هدى رشوان

 

أ. سامي عبد الراضي، الذي كان أحد أكثر الداعمين للتجربة في مجلس التحرير

 

أسس أول استوديو متكامل للميتافيرس داخل صحيفة الوطن، وأطلق أول قصة إنسانية باستخدام هذه التقنية، في تجربة تُعد الأولى من نوعها في العالم العربي وأفريقيا. كما عمل مستشارًا في شبكة الصحفيين الدوليين (IJNet) بواشنطن في ملف الإعلام الافتراضي.

 

وشارك في المؤتمر الافتراضي الخليجي الرابع بالكويت، وكان المصري الوحيد المشارك ضمن ٢٢٠ خبيرًا وباحثًا ومخترعًا في الذكاء الاصطناعي.

 

المسار الأكاديمي والتدريبي:

 

عمل محاضرًا في كلية الإعلام – جامعة القاهرة، بقسم الصحافة التليفزيونية، وشارك متحدثًا في مؤتمرات علمية داخل جامعات: القاهرة، بني سويف، الشارقة، والأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا.

 

درب أكثر من ٢٠٠٠ طالب/ة وصحفي/ة وأستاذ جامعي على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في الإعلام، من مختلف أنحاء العالم العربي.

 

ودرب طلاب وطالبات جتمعة الأهرام الكندية.

 

شارك في أكثر من ٢٠ رسالة ماجستير ودكتوراه في مصر والسعودية والعراق والإمارات، سواء عن مشروعه أو بصفته الشخصية كمختص.

 

كان أحد مؤسسي موقع “تليجراف مصر”، الذي يعتبره التجربة الأقرب إلى قلبه، وعلى الرغم من استقالته من المؤسسة، لا يزال على تواصل معها ويشارك في بعض مشروعاتها.

 

النشاط الدولي والمناخي:

 

عمل مراقبًا في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي في مؤتمرات:

 

COP28 (الإمارات)

 

COP29 (أذربيجان)

 

SB60 وSB62 (ألمانيا)

 

حصل على تأشيرة الصحفيين الدوليين من الولايات المتحدة الأمريكية، وسافر لتغطية بطولة كأس العالم للأندية هناك.

أسس أول صحيفة مناخية في عالم الميتافيرس، والتي أُطلقت في دبي على هامش COP30، ولاقت اهتمامًا عالميًا واسعًا، مما جعله يتلقى دعوات للتقدم للحصول على الإقامة الذهبية في الإمارات.

 

شارك بأول ندوة داخل الأمم المتحدة حول هذه الصحيفة في COP29 (أذربيجان)، وعمل مستشارًا لوزارات عربية وجهات دولية كبرى في مؤتمرات المناخ، لكنه تحفظ على تفاصيل بعض الأعمال لأسباب خاصة.

شارك بأول فيلم باستخدام تقنية الميتافيرس في Cop27 بشرم الشيخ.

الدعم الأسري:

 

واجه خالد عمار في البداية رفضًا من أسرته لمساره المهني في الصحافة، مع إصرار منهم على السفر للخارج مع إخوته وعاش فترات طويلة دون أجر ورفض العودة لقريته، وكان يستخدم هاتفًا بسيطًا، لكن شقيقه الأكبر، المستشار عمرو عمار، وقف بجانب حلمه وأيد منحه الحرية الكاملة في الاختيار، ودعمه ماديًا ومعنويًا، وأهداه تابلت حديث ليُساعده في عمله، ولا يزال حتى اليوم أكبر داعم له ومؤمن بمشروعه الصحفي.

 

الجوائز والتكريمات:

 

تكللت مجهودات عمار بالعديد من التكريمات الدولية والمحلية، ومنها: تكريم من الأمم المتحدة في COP28 (الإمارات) لإطلاقه صحيفة 1.5، وهي أول صحيفة مناخية في الميتافيرس.

 

تكريمات من:

 

كلية الإعلام – جامعة القاهرة

 

جامعة بني سويف

 

جامعة المنوفية

 

جامعة أكتوبر للآداب

 

جامعة الدلتا

 

جامعة الشارقة (الإمارات)

 

جامعة بغداد (العراق)

 

جامعات مصرية وعربية عديدة

 

وهو بذلك يُعد من أوائل المدربين المعتمدين في نقابة الصحفيين المصريين في مجال الإعلام الرقمي والميتافيرس، حيث قدّم أول دورة تدريبية حول الصحافة وتقنيات الميتافيرس داخل صالات التحرير، في سابقة هي الأولى من نوعها داخل النقابة.

 

وشارك في العديد من الدورات التدريبية بالتعاون مع المرصد المصري للصحافة والإعلام، حيث نقل خبراته في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة للصحفيين/ات والمهتمين بالمجال.

 

مثّل جمهورية مصر العربية في مؤتمر المبتكرين والمخترعين بدولة الكويت، ضمن وفد دولي ضم نخبة من الباحثين والمبدعين في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.

 

نفّذ أولى الحلقات التليفزيونية باستخدام تقنية الميتافيرس على شاشات عدد من القنوات الفضائية، من بينها:

 

CBC Extra

 

CBC العامة

 

DMC

 

كما كان ضيفًا ثابتًا في فقرة أسبوعية عبر قناة DMC، استخدم خلالها تقنيات الميتافيرس لشرح وتحليل القضايا الإعلامية والعلمية، في تجربة نادرة جمعت بين الصحافة المرئية والتكنولوجيا الغامرة.

 

صحافة تترك أثرًا: 

 

يمتلك “عمار” رصيدًا واسعًا من الملفات الصحفية والانفرادات التي تركت أثرًا ملموسًا على الواقع السياسي والإعلامي في مصر، وحققت تفاعلًا جماهيريًا ومؤسسيًا كبيرًا. من أبرز هذه الملفات:

 

أطلق حملة صحفية موسعة ضد قانون الشهر العقاري، والتي أثارت موجة من الجدل السياسي والاجتماعي، وأسفرت عن تدخل مباشر من رئيس الجمهورية، ما أدى إلى وقف العمل بالقانون وإعداد قانون جديد. تُعد هذه الحملة من أكثر إنجازاته المهنية فخرًا وتأثيرًا.

 

انفرد بخبر وقف تنفيذ أحكام الإعدام على المتهمين في مذبحة بورسعيد، ما دفع النائب العام حينها لتقديم شكوى مباشرة ضده، وخرج حينها بكفالة على ذمة القضية التي تم حفظها لاحقًا بعد التأكد من صحة الانفراد.

 

انفرد بتحقيق صحفي شامل حول وفاة الإعلامي وائل الإبراشي، كشف فيه عن شبهة خطأ طبي واستخدام الطبيب المعالج لعقار “سوفالدي” خارج بروتوكولات علاج كورونا، في إطار شبكة فساد تضم مسؤولين وأطباء بالتعاون مع شركة دواء. تضمن التحقيق مقابلات مع زوجة الإعلامي الراحل، والطبيب المعالج، والممرض، والسائق، ووصل الملف إلى النيابة العامة والمحكمة التأديبية.

 

قضى ثلاثة أيام أمام قسم الشرطة في محافظة سوهاج في انتظار مقابلة كمال ثابت، أقدم سجين في مصر، ليصبح أول صحفي يُجري مقابلة معه، والتي بُثت لاحقًا عبر برنامج “مساء dmc” مع الإعلامية إيمان الحصري. حُوِّلت قصته إلى عمل روائي نال إعجاب الفنان عادل إمام، الذي أبدى رغبته في تحويلها إلى مسلسل درامي.

 

تبنّى قضية المهندس المصري علي أبو القاسم، المحكوم عليه بالإعدام في السعودية، على مدار سنوات من خلال التغطية الصحفية والعمل التلفزيوني في برنامج dmc، حتى صدر بحقه عفو ملكي وعاد إلى مصر.

 

كان أول من فجّر قضية الفنانة حورية فرغلي من خلال تغطية خاصة في برنامج “مساء dmc”، ثم استكمل متابعة حالتها الصحية عبر جريدة الوطن لمدة ستة أشهر، حتى عادت من الولايات المتحدة بعد العلاج. وانفرد بأول لقاء معها من مطار القاهرة، والذي حقق ما يقرب من 10 ملايين مشاهدة خلال يومين.

 

حققت المواد الصحفية والفيديوهات التي أنتجها داخل صحيفة الوطن على مدار ثلاث سنوات قرابة مليار ونصف مشاهدة، تتنوع بين انفرادات ولقاءات خاصة ذات تأثير واسع.

 

لطالما كان اسمه مرتبطًا بمعظم التريندات التي شغلت الرأي العام المصري لسنوات، حيث لم يخلُ حدث كبير أو قضية رأي عام من حضوره، إلى أن تحوّلت التريندات واللايفات إلى نسخة مشوهة من الصحافة التقليدية، ما دفعه إلى التوقف عن العمل الصحفي بالشكل القديم، واتجه بدلاً من ذلك إلى تطوير المهنة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، والميتافيرس، والتقنيات المرتبطة بملف المناخ.

 

طموحات لا تتوقف: 

 

يُعبّر الصحفي الدؤوب خالد عمار عن طموحه في إحداث تغيير جذري في شكل الإعلام من خلال التكنولوجيا، وقد بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات جادة نحو هذا الهدف، لكنه لا يزال يسعى للوصول إلى حلمه الكبير، مؤمنًا بأنه بات قريبًا منه جدًا.

 

يحلم بأن يكون للإعلام المصري صوت قوي ومؤثر على غرار الصحف والمواقع العالمية، وأن تُسن تشريعات تحترم المهنة وتعيد لها مكانتها. من أبرز أحلامه تعديل قانون نقابة الصحفيين، بما يضمن انضمام الصحفيين الحقيقيين إلى النقابة، بدلاً من استمرار ضم فئات لا تنتمي للمهنة فعليًا مثل السكرتارية والفنيين الذين أصبحوا أعضاء بالجمعية العمومية، في الوقت الذي يُستبعد فيه الصحفيون الدوليون والمؤثرين من عضوية النقابة.

 

ويعبر خلال حديثه للمرصد عما يشعر به من مرارة حقيقية لغياب الصوت الصحفي المصري خارج الحدود، ويقول: “الصحفيين المصريين يتحدثون إلى أنفسهم فقط، وهو شيء مزعج ويوحي باستهانة التعامل الرسمي مع مهنة الصحافة”، ويضيف: “أتمنى أن تمتلك الصحافة في مصر يومًا ما صوتًا حقيقيًا وفاعلاً عالميًا”.

 

وأخيرًأ يوجه “عمار” نصيحة صادقة إلى زملائه الصحفيين/ات قائلاً:

 

 “احترموا أنفسكم ومهنتكم، لا تقوموا بعمل لا تؤمنون به. اخرجوا من الصندوق دائمًا، فالتكنولوجيا سلاح قوي يجب استغلاله في تطوير الإعلام”.

 

كما يحثّهم على التوقف عن انتظار فرصة في قناة أو موقع إخباري، مشيرًا إلى أن منصات السوشيال ميديا اليوم تفوق في تأثيرها وانتشارها معظم المؤسسات الإعلامية التقليدية.

 

كما يدعو الصحفيين الشباب إلى بناء شبكة علاقات قوية، خاصة مع أطراف خارج مصر، من أجل السفر والتعرف على صحافة مؤثرة وحقيقية.

 

ويختم نصائحه بالتأكيد على أهمية العمل بضمير، والابتعاد عن هوس عدّاد المشاهدات، والتركيز على تقديم معالجات إيجابية وحلول حقيقية للقضايا التي يعملون عليها.

للاطلاع على البروفايل:

https://tinyurl.com/r3zred55

#بروفايل

#المرصد_المصري_للصحافة_والإعلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى