بروفايلسلايدر رئيسي

إسماعيل العوامي.. صحفي مهموم بمستقبل أفضل للصحافة القومية

البداية: 

إسماعيل فرج أحمد العوامي – ابن مدينة أخميم بمحافظة سوهاج، وتخرج في كلية الآداب – جامعة أسيوط، قسم الصحافة عام 1990.

بدأت حكايته مع المهنة وهو طالب في أولى صحافة، حين كتب في صوت سوهاج، ثم تنقل بين أخبار سوهاج، وراسل جريدة النبأ المستقلة وجريدة مصر التابعة لحزب مصر العربي الاشتراكي، وفي عام 1995، خطا خطوته الأهم بالانضمام إلى مؤسسة الأهرام، سكرتيرًا للتحرير الفني، حتى أصبح اليوم مدير تحرير بالمؤسسة.

 

شخصيات مؤثرة ومحطات هامة: 

 

يقول العوامي في حواره مع المرصد، إن أسرته، خاصة والدته –رحمها الله–، كانت أكبر داعم له، وهو ما انعكس على مسيرته التي تزينت بلقب “الطالب المثالي” على مستوى الكلية والجامعة، وشهادتي تقدير من هيئة الاستعلامات عن تغطياته لموضوعات تنظيم الأسرة، كما أن تجربته الميدانية في صوت سوهاج كانت مليئة بالحركة، من تغطية انتخابات الشورى إلى التحقيقات المحلية عن الأمية والزيادة السكانية ونقص الخدمات.

 

شاركنا الأستاذ إسماعيل العوامي بعض التحديات التي واجهها، فكونه مغتربًا كان تحديًا كبيرًا بالنسبة له، خاصة في بداية عمله بالأهرام، إذ واجه مواقف عنصرية من أحد الرؤساء المباشرين الذي كان يقلل من شأن الصعايدة، فيحكي العوامي “كان بيكره الصعايدة وكان بيعمل مكافأت ولا يضع اسمي رغم أني أعمل بشكل جاد، لكن كنت ألجأ للأستاذ إبراهيم نافع الذي وقف إلى جانبي كثيرًا وللأمانة كان يأمر بحصولي على أضعاف مايحصلون” 

 

تأثر العوامي في حياته بثلاثة أعمدة: والدته، والأستاذ محمود فايد في الأهرام الذي شجعه دائمًا، والرئيس جمال عبد الناصر الذي يرى فيه رمزًا وطنيًا ملهمًا، وعلى مدار مسيرته، التقى بالعديد من الشخصيات العامة، من محافظين ووكلاء مجلس الشعب والشورى إلى أبطال عسكريين تأثر بهم وتعامل معهم.

 

ملفات حالية: 

حاليًا، يشغله تعديل القانون 179 لسنة 2018 الخاص بالصحف القومية، والذي يراه أحد أسوأ القوانين التي فرضت وصاية على الصحافة وأفقدتها التنوع والرأي الآخر، ما ساهم في عزوف القراء، يقول 

“هذا القانون جعل الوطنية للصحافة تتدخل في كل أمور الصحف وهي وصاية على الصحف القومية كل العناوين واحدة لا يوجد رأي ورأي آخر ممنوع النقد  والقراء انصرف معظمهم عن الصحف”

 وفي نفس السياق، يحلم العوامي بصحافة حرة، ونقد موضوعي، وقانون لحرية تداول المعلومات، وحسن اختيار القيادات.

 

الملف النقابي: 

في حديثه للمرصد، حكى إسماعيل العوامي عن تجربته في انتخابات النقابة الأخيرة والتي قال عنها إنها كانت بلا دعاية كافية لانشغاله بانتخابات صندوق العاملين بالأهرام، التي حصل فيها على المركز الأول، بينما يرى أن انتخابات النقابة مليئة بالتحالفات والشللية التي لا يجيدها.

 

وبالنسبة له، فإن قانون نقابة الصحفيين الصادر عام 1970 هو “أجمل القوانين” رغم وجود نصوص تجاوزه الزمن، ويحذر من تعديل القانون الآن، معتبرًا أن الظروف المحيطة لا تبشر بالخير منذ أزمة اقتحام النقابة وما تبعها من تغييرات أضرت بالمهنة، في الوقت نفسه يؤمن العوامي بأن الصحافة تتطور بسرعة، وأن على النقابة احتضان الصحفيين الإلكترونيين، لكن بحذر من أي تعديل قانوني في الوقت الحالي.

 

ويرى العوامي أن حضور المرأة في مجال الصحافة ما زال محدودًا حتى الآن، وأنهن بحاجة إلى فرص أوسع للمشاركة، لكن في الأهرام هناك نساء يتولين مناصب قيادية، 

 

رسائل وأحلام مستقبلية: 

نصيحتي للجيل الجديد هي الالتزام بالتدريب المستمر، والتحلي بالصدق، وعدم الاستسلام لليأس، مع الحفاظ على الأمل والتفاؤل، وتنمية الثقافة بشكل دائم، والتمسك بالمهنية، وممارسة النقد الموضوعي، وتجنب النفاق.

 

وأود أن أضيف أن الصحافة والإعلام يمران حاليًا بأزمة حقيقية، ورغم إنفاق المليارات على “المتحدة” إلا أن النتيجة كانت معدومة التأثير، وهذا أمر طبيعي بعد كل ثورة، لكن بعد مرور عشر سنوات، أصبح من الضروري إطلاق حرية النقد، لأن كل عمل إنساني معرض للخطأ والصواب، وانتقاد أداء الحكومة والوزراء، وكشف أوجه القصور، هو واجب مهني، وبدون حرية مسؤولة لا يمكن أن توجد صحافة أو إعلام حقيقي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى