الأمان السيبراني للصحفيات: 6 إرشادات لحماية هويتك الرقمية من العنف الرقمي
إعداد: مايكل فارس
تقع النساء ضحية العنف سواء اللفظي أو الفعلي وللملاحقة والمضايقة وإساءة المعاملة في الواقع، إلا أنه مع تطور التكنولوجيا أصبحت المخاطر أكثر عمقًا وانتشارًا متجليًا في عدة صور أبرزها العنف الرقمي، مثل المراقبة عبر الإنترنت لمتابعتهن ومن ثم ابتزازهن، إضافة لعمليات التصيد والاحتيال الإلكتروني، وعمليات الاختراق عبر ما يطلق عليه المبرمجون “الهندسة الاجتماعية”، ومع تطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتعدد التطبيقات وتطور المواقع، بات تأمين الحسابات والهوية الرقمية ضرورة للمرأة عمومًا والصحفيات خصوصًا بما تحمله طبيعة مهنتهن من دائرة ضغوط إضافية، لضمان الأمان السيبراني، والتصفح بخصوصية دون تتبع أو عدم تسريب البيانات في الفضاء الرقمي.
ودشنت الأمم المتحدة “اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة”، في خطوة هامة لحماية المرأة من العنف عمومًا والرقمي خصوصًا، وتسعى حملتها لعام 2025 لإنهاء العنف الرقمي ضد النساء والفتيات وإلى تعبئة جميع أفراد المجتمع، والحكومات لإقرارها قوانين تجرم العنف، والشركات التقنية لتضمن سلامة وأمان المنصات.
وهنا في إطار حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، نقدم للصحفيات عدة إرشادات تطبيقية، لتحقيق الأمان الرقمي في فضاء الإنترنت، لحمايتهن من “تسريب الصور” أو “الانتقام الإباحي”، والتنمّر الإلكتروني والتصيد والتهديدات، أو الملاحقة أو المراقبة عبر الإنترنت لمتابعة الأنشطة، وأيضا لتشهير الإلكتروني وما يعرف بـ”الدوكسينج”، حيث يتم استهداف شخصيات معينة واختراق بياناتهم/ن الشخصية، ومن ثم نشر وتسريب المعلومات الخاصة، وهو ما يعد صورة متطرفة من العنف الرقمي.
(1) تصفحي بخصوصية عبر متصفح DuckDuckGo
يقدم هذا المتصفح عدة مزايا متقدمة تتفوق على المتصفح الأشهر جوجل حتى الآن، حيث يركز بشكل أساسي على الخصوصية، وذلك من خلال عدم تتبع المستخدمين أو تخزين بياناتهم/ن الشخصية وسجل البحث، إضافة لحظر أدوات التتبع، وعرض نتائج بحث غير متحيزة.
- لا تسمحي بتخزين بياناتك أو تتبع هويتك الرقمية: لا يخزن المتصفح نتائج البحث أو أي معلومات شخصية، أو أي معلومات تربط بنتائج البحث، أو عنوان IP، أو أي معلومات أخرى، الأمر الذي يُعد معادلة مهمة في الخصوصية الرقمية.
- اضمني نتائج بدون تحيز: ففي هذا المتصفح لا يوجد ملفات تعريف شخصية “Profiles”، أي لا ينشئ DuckDuckGo ملفًا شخصيًا خاصًا بك مبنيًا على سلوكك وبحثك مثلما يفعل جوجل، حين يخزن البيانات وسجل البحث والاهتمامات ومن ثم يُصدر نتائج محددة ومخصصة بناء على هذه البيانات، لذا فالنتائج متحيزة وفق الملف الشخصي، بينما في DuckDuckGo فلا يعطي نتائج بحسب الاهتمامات وسجل الملف الشخصي، لذا فالنتائج تكون غير متحيزة فكل من يكتب كلمة بحث ستظهر نتائج البحث للجميع بنفس الشكل.
- أحظري أدوات التتبع وتشفير الاتصال: يمنع متصفح DuckDuckGo أدوات التتبع المخفية “trackers” من متابعتك، أثناء تصفحك مواقع الويب الأخرى، وكذلك يقوم بتشفير الاتصال لضمان أمان اتصالك به قدر الإمكان.
- استخدمي ميزة Bang: يوفر المتصفح ميزة فريدة تسمى “Bang” للبحث السريع في مواقع أخرى، فعلى سبيل المثال بمجرد وجودك في الموقع، يمكنك كتابة اختصار موقع معين تودين الذهاب له في خانة البحث، مثل YouTube، فتكتبي علامة تعجب واختصار الموقع مثل “y!” فيفتح مباشرة اليوتيوب، أو ويكيبيديا، فتكتبين كلمة البحث كالتالي “!w ” وهكذا.
- أحصلي على اختصارات فورية بميزة Cheatsheets: هي ميزة حصرية أخرى تسمى “Cheatsheets” للحصول على اختصارات مباشرة لتطبيقات برمجية معينة، بمعنى إعطاء ورقة مختصرة بها أوامر مهمة أو إعدادات سريعة تخص الشيء الذي تسألين عنه، فمثلا لو كتبتِ في خانة البحث داخل الموقع “Excel shortcuts” سوف يُصًّدر ورقة جاهزة بها اختصارات مستخدمة بدون إرهاق البحث في مواقع كثيرة.
- لا تشاهدي إعلانات مستهدفة: عكس جوجل، يعرض المتصفح إعلانات سياقية فقط بناءً على الكلمة المفتاحية التي بحثت عنها للتو، وليست بناءً على ملفك الشخصي.
(2) تحققي من تسريب بياناتك على الإنترنت بموقع Have I Been Pwned
يعد هذا الموقع مهما للجميع وللصحفيات على وجه الخصوص لما به من مميزات متقدمة لمعرفة هل هناك اختراق ما تم للحسابات الشخصية أم لا، فتتمثل أبرز مميزات موقع “Have I Been Pwned” في سهولة استخدامه للتحقق من تعرض البيانات الشخصية للاختراق، وتقديم إشعارات فورية عند ظهور البيانات في اختراقات جديدة، ووجود قاعدة بيانات ضخمة تشمل مليارات الحسابات.
مميزات موقع “Have I Been Pwned”:
- تحققي فورا من الاختراقات: بمجرد دخولك على الموقع يمكنك وضع عنوان بريدك الإلكتروني أو رقم هاتفك أو اسم المستخدم، لمعرفة ما إذا كانت معلوماتك قد ظهرت في أي مكان أم لا، كما يعطي الموقع قائمة تفصيلية بأسماء التطبيقات أو المواقع التي سربت واخترقت بياناتك، وكذلك تاريخ الاختراق واسم الشركة المتضررة ونوع البيانات التي تم تسريبها.
- تلقي الإشعارات الحصرية لضمان الأمان: يسمح لك الموقع بالاشتراك لتلقي تنبيهات بالبريد الإلكتروني فورًا عند اكتشاف أن بياناتك قد ظهرت في اختراق جديد، مما يسمح لك باتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة، مثل تغير كلمة السر أو عمل مصادقة ثنائية.
- تحكمي في خصوصيتكِ واحذفي بياناتكِ من قاعدة البيانات: يوفر الموقع خيارا مهما لتعطيل البحث العام عن بريدك الإلكتروني أو إزالته تماما من قاعدة بياناته، وذلك عبر تفعيل ميزة Disable Public Search من إعدادات المتصفح.
(3) فعّلي تنبيهات Google Alerts لمراقبة بياناتكِ الحساسة
البيانات الحساسة هي كل ما يكشف هويتك الرقمية سواء الاسم الكامل أو أرقام الهواتف أو البريد الإلكتروني أو عنوان السكن، أو أي بيانات شخصية هامة، ولضمان خصوصيتك وحمايتها استخدمي ميزة تنبيهات جوجل، وهي عبارة عن ضبط التنبيهات بأسماء مفتاحية مثل الاسم بالكامل أو رقم الهاتف أو… ، بحيث لو وردت في أي مكان في الإنترنت يأتي لك تنبيه بذلك، فتتمكني هنا من اتخاذ إجراء حيال ذلك، مثل تغير كلمة السر أو تفعيل المصادقة الثنائية.
ولتفعيل الميزة من خلال البريد الإلكتروني نفسه، افتحي Gmail على المتصفح، ثم اضغطي على أيقونة التطبيقات في أعلى اليمين أو اليسار في حال كانت اللغة هي العربية، ستجدين مربعا به نقاط افتحيه وستجدين ميزة Alerts وبالضغط عليها سيتم الانتقال مباشرة إلى صفحة Google Alerts وبها يتم وضع البيانات التي تردينها لتلقي إشعارات بشأنها.
(4) افحصي حاسوبك وهاتفكِ لكشف التجسس عبر موقع وتطبيق Exodus Privacy
لهذا الموقع تطبيق أيضًا على الهواتف المحمولة، وهو منصة متخصصة لتحليل التطبيقات تساعد على الكشف عن أدوات التتبع وممارسات جمع البيانات الضارة في تطبيقات الهواتف، وله عدة مميزات وهي:
- افحصي كل التطبيقات في هاتفك: يحلل Exodus Privacy التطبيقات داخل الهاتف بشكل كامل ويرصد حركة المرور الصادرة من التطبيق.
- اكشفي أدوات التتبع: وبعد التحليل، يكتشف الموقع والتطبيق وجود أدوات تتبع، مثل إعلانات جوجل، وغيرها، داخل التطبيقات من خلال البحث عن بصمات التتبع المعروفة.
- راجعي قائمة الأذونات: يوضح الموقع والتطبيق عدد الأذونات التي يستخدمها أي تطبيق في الهاتف، مما يساعدك على معرفة ما إذا كان التطبيق يطلب صلاحيات غير ضرورية، أو هناك أذونات أنتِ لم تفعليها مثل الوصول إلى الكاميرا أو الصور أو مقاطع الفيديو أو أي بيانات في الهاتف، وإذا وجدتِ إذنًا غير منطقي، قومي بإلغائه من التطبيق فوراً عبر إعدادات الهاتف، أو أحذفيه لحماية خصوصيتكِ.
(5) افحصي أي روابط أو مستندات مشبوهة عبر موقع وتطبيق VirusTotal
ماذا لو أرسل لك شخص رابطا ما على أي تطبيق سواء واتساب أو ماسنجر أو أي شات للدردشة؟، هل ستتجاهلينه خوفا من الاختراق، أم ستقومين بفتحه، خاصة لو كان من أرسله قريبا منك؟ يعد هذا الموقع الهام هو الحل الأمثل لأي مستخدم سواء على المتصفح أو الهاتف المحمول، فكل ما عليكِ هو نسخ الرابط “دون فتحه” ووضعه على الموقع أو التطبيق الخاص به، ليقوم بفحصه وكشف الفيروسات أو بوادر تشير لخطورته، وهو خدمة مجانية وموثوقة عبر الإنترنت مملوكة لشركة Google، تُستخدم لتحليل الملفات وعناوين URL المشبوهة للكشف عن البرامج الضارة والتهديدات الأمنية الأخرى، ويستخدم خلال فحصه أكثر من 70 محركا مختلفا لمكافحة الفيروسات لفحص وتقديم تقرير شامل حول سلامة العنصر الذي تم تحميله.
مميزات VirusTotal:
- افحصي بياناتك كافة على الهاتف: يقوم VirusTotal بفحص مجموعة واسعة من أنواع الملفات داخل الهاتف المحمول، بشكل مجاني، مثل ملفات APK لنظام Android، ملفات PDF، ملفات Windows، وعناوين الويب URLs وعناوين IP والنطاقات، وهو لا يعتمد على محرك بحثي واحد، بل يجمع ويفحص قرابة 70 محركا مختلفا لمكافحة الفيروسات، ويقدم نتائجها، مما يزيد من احتمالية اكتشاف التهديدات.
(6) قاعدة 3 حسابات
طالما هناك عالم رقمي متطور، فالأفضل هو التأمين الاستباقي للحسابات والبيانات ويُفضل إنشاء 3 حسابات إلكترونية منفصلة لأغراض مختلفة. يجب أن تكون لديكِ ثلاث حسابات على الأقل وهم؛ مهني، وشخصي، و”غير مرغوب فيه”.
شخصي: خصّصي بريدك الإلكتروني الشخصي للمراسلات الخاصة مع أصدقائك المقربين، وأفراد أسرتك، وغيرهم من معارفك الموثوقين، والأفضل ألا تنشري هذا العنوان على العلن.
مهني: وهو بريد خاص بالعمل سواء كنتِ تعملين بشكل مستقل أم في منظمة معينة، فهو ما يمكنك نشره في الفضاء العام، ويفضل تقليل المعلومات الشخصية التي تضفيها على عنوان بريدك الإلكتروني مثل الاسم بالكامل، العرق، عيد الميلاد، الدين، العنوان،.. وغيرها من البيانات التي تكشف الهوية الرقمية لكِ.
غير مرغوب فيه: انشئي بريدا إلكترونيا خاصا للتسجيل في أي مواقع أو تطبيقات على الإنترنت، فمع ظهور وتطور أدوات الذكاء الاصطناعي بات من الضرورة للصحفي\ة متابعتها والتسجيل في مواقع عدة منها، لذا فتخصيص بريد خاص لتلك النوعية من التسجيلات هي الأفضل لضمان عدم التتبع واختراق الحسابات الخاصة الهامة.
التقنيات السابقة هي جزء من تقنيات وأدوات كثيرة لضمان الأمان الرقمي وللحماية من العنف الرقمي ضد النساء، وتمنحك قدرة أفضل على حماية وجودك وهويتك الرقمية، والأفضل استخدام تلك الأدوات بانتظام، ومراقبة ظهور أي معلومة تخصك، مع فحص التطبيقات والروابط المرسلة.