فيولا فهمي: تعرضت لتهديدات إلكترونية بعد رحيل صديقتي المعنفة من أهلها

هذه شهادة الكاتبة الصحفية فيولا فهمي، التي قررت أن تروي للمرصد المصري للصحافة والإعلام، ما حدث معها كي ﻻ يظل العنف الرقمي في الظل:

في منتصف عام 2022، وجدت نفسي أمام واحدة من أقسى المواقف التي مررت بها، عندما كشفت فاجعة رحيل صديقة مقربة بعد تعرضها لعنف منزلي متواصل قادها إلى الموت، لم يكن الحادث مجرد خبر صادم، بل صدمة كشفت لي حجم الصمت الذي يبتلع قصص النساء اللواتي يتعرضن للعنف المنزلي.

أعلنت عبر حسابي على “فيسبوك” ما كانت تتعرض له صديقتي “سارة خالد” بين جدران منزلها، وقدمت بلاغًا للنيابة العامة، وأدليت بأقوالي في القضية، وسلمت كل ما كان لدي من أدلة تدعم اتهامي لعائلتها، فقد كانت سارة تحاول طيلة سنوات الهروب من دائرة عنف منزلي خانق، إلى أن انطفأت روحها في ليلة لم تقو فيها على المقاومة.

فتحت هذا الملف، وتحولت وفاة سارة خلال أيام قليلة إلى قضية رأي عام، تلقيت آنذاك سيلًا من التهديدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتهامات مبطّنة تتساءل: “لماذا تتدخلين؟”، إضافة إلى تعليقات جارحة تشكك في نواياي، وفي المقابل، وصلتني عشرات الرسائل من فتيات يستنجدن بي ويتحدثن عن تعرضهن لعنف منزلي، فسعيت بكل ما أستطيع إلى تقديم المساعدة، ونقل بعضهن إلى منازل آمنة، ومساعدتهن في تقديم شكاوى للمجلس القومي للمرأة.

لم ألتفت كثيرا إلى التهديدات، وتمسكت أكثر بموقفي، وواصلت متابعة القضية، فقد كنت أدرك أن الترهيب هو السلاح الأخير لمن يريدون طمس الحقيقة، وأن قضية العنف المنزلي لا ينبغي أن تبقى حبيسة الجدران، وأن تُختزل في صمت الضحايا.

زر الذهاب إلى الأعلى