التباطؤ في تغطية الأحداث وضع يضر بمهنية الصحافة والإعلام في مصر: بيان بشأن حادثة “دير الأنبا صموئيل” بالمنيا
في حوالي الساعة الواحدة ظهرًا من يوم الجمعة، الموافق 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، أطلق مسلحون النار على حافلة تقل أقباطًا في الطريق المؤدي إلى دير الأنبا صموئيل المعترف أقصى شمال غرب محافظة المنيا، مما أسفر عن وفاة سبعة أشخاص، وإصابة خمسة عشر آخرين بحسب بيانات رسمية. فيما أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الحادث.
ومن الجدير بالذكر أن أول تغطية إعلامية لهذا الحدث كانت عبر موقع العربية في الساعة 3.07م عبر موقعها الإلكتروني. وجاءت التغطية الثانية من قبل الصفحة الرسمية لقناة الجزيرة مصر على الفيس بوك في تمام الساعة 3.08م . وكانت التغطية الثالثة من قبل الموقع الإلكتروني “رويترز” في تمام الساعة 3.34م، وذلك في غياب تام للتغطية المحلية من قبل الصحافة والتليفزيون. وقُدمت أول تغطية محلية في تمام الساعة 3.46م من قبل موقع “مصراوي”، وهو موقع إلكتروني خاص.
وكانت أول تغطية عبر وسائل الإعلام المصرية المرئية في الساعة 4.33م عبر قناة “اكسترا نيوز” التي أعلنت الخبر تحت عنوان “موجز عاجل”، ثم تلتها قناة “النهار” في تمام الساعة 4.56م، والتي أعلنت الخبر أيضًا تحت عنوان “موجز عاجل”.
ويُلاحظ أن أول تغطية إعلامية محلية لهذا الحادث –عبر المواقع الإلكترونية- كانت بعد مرور حوالي ثلاث ساعات من وقوع الحادث. وعبر الإعلام المرئي بعد مرور حوالي أربع ساعات ونصف من وقوع الحادث. ويتنافى ذلك مع دور الإعلام في ضروة النقل السريع للأحداث فور وقوعها.
كذلك فإن قيام الصحافة الإقليمية والأجنبية بتغطية الخبر الواقع في قلب البلاد قبل الصحافة المحلية، يشير إلى الوعكة التي تمر بها الصحافة والإعلام في مصر. وعدم قدرتهما على التغطية المباشرة للأحداث مما يفقدهما جزءًا هامًا من المهنية والاحتراف.
من ناحية أخرى، نجد أن كل التغطيات للحدث كانت عبر مصادر أو شهود عيان من المصابين من ضحايا الحادث، أو من مسؤولين أمنيين، أو من جانب أسقف المنيا، ولا توجد تغطية ميدانية للحادث؛ عن طريق مراسلين إلى موقع الحادث، مما يتعارض مع دور الصحافة والإعلام في ضرورة نقل ما يحدث للجمهور لحظة بلحظة من أرض الواقع.
وفي إطار ذلك، فإن “المرصد المصري للصحافة والإعلام”:
أولًا: يدين بشدة هذا الحادث الإرهابي الآثم، ويقدم العزاء للمصريين بصورة عامة، ولأهالي الضحايا بصورة خاصة، ويواسيهم في مفقدهم العظيم. ويشد بقوة على أيدي القوات الأمنية في تعقب الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
ثانيًا: يؤكد أن نقل الأحداث فور وقوعها مباشرة من مكانها أمر ضروري يوفر جزءً كبيرًا من الحقيقة، فلا يتم الاعتماد على أراء مغلوطة أو أرقام غير دقيقة للخسائر الواقعة في الأحداث. ومن ثم، يناشد كل الصحفيين والإعلاميين بضرورة تغطية الأحداث فور وقوعها، ويناشد المؤسسات الصحفية والإعلامية بضرورة توفير مراسلين لها في كل المحافظات ليكونوا قريبين من الأحداث، الأمر الذي يمكنهم من نقلها لحظة بلحظة.
ثالثًا: يتابع “المرصد المصري للصحافة والإعلام” بقلق تقليص أعداد المراسلين داخل المحافظات؛ بسبب سيطرة جهات معينة على الوسائل الإعلامية في المجتمع، أو بسبب دمج بعض المواقع معًا. ومن ثم يؤكد على ضروة التعددية، ويناشد الدولة بترك مساحة من الحرية والتعددية أمام وسائل الإعلام المختلفة؛ مما يعمل على خلق بيئة تنافسية بين تلك الوسائل وبعضها البعض للتشجيع على مزيد من المهنية.
رابعًا: يتابع “المرصد المصري للصحافة والإعلام” بقلق غياب دور التليفزيون الرسمي، والجرائد الرسمية في تغطية الأحداث، الأمر الذي يؤدي بالجمهور إلى اللجوء إلى وسائل الإعلام الأجنبية. ويؤكد “المرصد” أن غياب التغطية المحلية –الرسمية والخاصة- يساعد على نشر الشائعات وتوصيل معلومات مغلوطة للجماهير.