التقارير الإعلامية

صحفيو “الصحة” يروون تجربتهم في العمل مع أزمة كورونا (تقرير)

مع كل أزمة، حاضرون في المشهد، لا يهابون المخاطر، يدفعهم” حب المهنة” ومن ثم” الشغف” في البحث عن الحقيقة، والاجتهاد في الحصول على المعلومة وتوثيقها من مصادرها سواء الرسمية منها أوغير الرسمية.

وفي ظل الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الحكومة المصرية من فرض حظر التجوال على مستوى الجمهورية، لمجابهة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد ـ19)، كان لزامًا على الصحفيين، وبالأخص “صحفيو الملف الصحي”، لدى وزارة الصحة والسكان، من تكثيف نشاطهم في متابعة كل ما يستجد بخصوص هذه” الجائحة”، على الصعيدين المحلي والدولي، للوقوف على آخر التطورات فيه.

ومن هذا المنطلق، حرص المرصد المصري للصحافة والإعلام، في يوم الصحة العالمي، على أن يوثق تجربة عدد من صحفيي الصحة خلال عملهم على تغطية أزمة كورونا، مع سرد لأبرز المشاكل التى تواجههم، والضغوطات التى يتعرضون إليها، والإجراءات الوقائية التى يتبعونها، في سبيل الحفاظ على أنفسهم من خطر الإصابة بالفيروس.

:::::

بيانات الوزارة

“ماعندناش معلومات كافية بخصوص الإصابات وأماكن انتشار الفيروس في مصر.. ودا نتيجة تأخر صدور البيانات الرسمية من الوزارة”، هكذا لخصت إيمان عبد القادر، محررة في جريدة البوابة نيوز، مشاكل صحفيو ملف الصحة، خلال تعاملهم مع أزمة فيروس كورونا، مشيرة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة من الوزارة في تعاملها مع الأزمة.

الفضول الصحفي

بالرغم من إصدار عدد من المؤسسات الصحفية قرارها الموحد بمنح الصحفيات فرصة العمل من المنزل خلال الفترة الحالية حفاظًا على صحتهن وصحة أطفالهن، لكن الأمر قد يبدو على عكس المتوقع، فمعظم صحفيو الصحة مستثنون من ذلك ـ مضطرون ـ نظرًا لما تفرضه الأزمة، ونتيجة لفضولهم الصحفي الذي يحركهم هنا وهناك، غير عابئين بالخطر الذي يحوم من حولهم في كل مكان، وهو ما ذكرته إيمان عبد القادر في حديثها مع” المرصد” قائلة:” طلبنا نروح مستشفيات العزل أو حتي مستشفيات الحميات بس الوزارة اللي بترفض، والمرة الوحيدة اللي سمحت لنا نروح فيها كانت للحجر الصحي المخصص للمصريين القادمين من ووهان.. ودا بعد إلحاح شديد من صحفيين كتير وأنا منهم.. وقدرت وقتها أعمل حوارات كان من ضمنهم الفيديو الشهير للطفل اللي كان بيعطس ـ أمه صينية وأبوه مصري ـ وحقق نسبة مشاهدة عالية في وقت قياسي”.

الدعم والتشجيع

اختزلت محررة البوابة نيوز مشكلتها الرئيسية في أن طفليها لا زالوا في حاجة إلى رعاية واهتمام، وهو ما يضطرها في بعض الأحيان إلى تركهم بصحبة والدهم في المنزل، والخروج إذا اقتضت الضرورة لممارسة عملها في الوزارة أو حتى في بعض المستشفيات. ونفت في الوقت نفسه تلقيها لأى تدريبات خاصة بالسلامة المهنية أو أساليب التغطية على أزمة كورونا خلال الفترة الحالية.

الضغوط

نظرًا لما تفرضه طبيعة المهنة وما تفرزه من ضغوطات مستمرة، أصبح لزامًا على الصحفي اتباع أقصى درجات ضبط النفس، والاستعداد الدائم للتعامل مع أى مشكلات أو صعوبات قد يواجهها خلال عمله، بتريث وحنكة، ومن هذه الضغوطات ما كشفته في حديثها لـ” المرصد” من انشغال بعض المصادرـ غير الرسمية ـ كالأطباء والمتخصصين بحكم عملهم، عن عدم الرد على اتصالات الصحفيين، مما يضطر الصحفي في الغالب إلى الانتظار ربما لساعات إلى أن يتلقي استجابة لتساؤلاته، وهذا الأمر كافي أن يفقد الصحفي فيه أعصابه.

أما عن ضغوط العمل نفسها، أوضحت أن لديها نوعين من الضغوطات؛ أولهما أنه نتيجة لطبيعة الحدث نفسه وما يطرأ عليه من مستجدات، صار من الضروري ضخ أخبار بصورة مستمرة طوال الـ 24 ساعة لمواكبة ما يستجد من تطورات، وهذا في حد ذاته يمثل عبء وضغط إضافي علينا كصحفيين مكلفين بمتابعة كل جديد، ولا يهم أن نظل مستمرين في العمل من الساعة 9 صباحًا حتى 12 مساءًا، دون أى تقدير يذكر. وثانيهما: هو حجم ضخ الأخبار على مدار اليوم، فالمطلوب من الصحفي هو تحقيق “تارجت” معين يلتزم بإرساله للصحيفة أو الموقع الذي يعمل فيه، إلى جانب متابعته المستمرة للبيانات الرسمية التى تصدرها الوزارة، مما يشكل ضغطًا كبيرًا عليه، خاصة وأن بعض المؤسسات الصحفية لا تتقبل ـ على الأقل في الوقت الحالي ـ فكرة أن يقوم الصحفي بجمع معلوماته من شهود عيان، “دايمًا الجرنال بيبقي عاوز المعلومة تكون رسمية من الوزارة وبس.. فـ يحصرنا إحنا كصحفيين في الجانب دا”، في مقابل عدم وجود تعاون كافٍ من الوزارة في نفي أو إثبات معلومة.

جهود الوزارة

وعلى الجانب الآخر اعتبرت أن المخالطة والوصم المجتمعي للمرض هما ما يشكلان أساس الأزمة في فيروس كورونا، لهذا اقترحت أن تكثف وزارة الصحة من نشاطها الإعلامي في القنوات التليفزيونية والإذاعات المحلية، خلال الفترة المقبلة،عن طريق عمل إعلانات و نشرات دورية لتوعية المواطنين وتزويدهم بطرق الوقاية المتبعة، مستنكرة في الوقت ذاته قيام الوزارة بالاعتماد فقط على السوشيال ميديا في نشر النصائح والإرشادات اللازمة للحد من الإصابة بفيروس كورونا.

وفي يوم الصحة العالمي، تتمني “عبد القادر” أن تقوم بعمل تغطية ميدانية واسعة ترصد من خلالها ما يحدث على أرض الواقع، دون الإعتماد فقط على البيانات الرسمية الصادرة من الوزارة.

المصدر الرسمي

وفي سياق متصل، اتفق عبد الله أبو ضيف، محرر في موقع القاهرة 24، مع ما ذكرته محررة البوابة نيوز، وأضاف خلال حديثه لـ” المرصد” أن غياب المصدر الرسمي هو أساس المشكلة التي يواجهها صحفيو الصحة، مشيرًا بقوله:” المكتب الإعلامي لوزارة الصحة لا يقوم بدور فعال في التوعية وضخ معلومات تشمل كل قطاعات الصحة”.

فيما اعتبر”أبو ضيف” أن كثرة انتشار الشائعات خلال الفترة الحالية على خلفية أزمة كورونا، سببها الرئيسي هو عدم وجود رد سريع من الوزارة وبشكل دائم على ما يتم ترويجه، بالرغم من التطور الملحوظ في أداء الوزارة واهتمامها بالسوشيال ميديا، لكن هذا بالطبع غير كافي بالمرة، ” المفروض يكون فيه مسئول معين يطلع يتكلم كل وقت ويوضح الإشكاليات دي.. وطبعا عدم وجود دا بيتسبب أكيد في وجود شائعات وإثارة بلبلة وذعر عند الناس”.

السلامة النفسية

وفي الوقت نفسه، أوضح أن عدم وجود تأهيل نفسي لصحفيي الملف تحديدًا، هي مشكلة خطيرة تقلل من سلامتهم واتزانهم النفسي طوال الوقت، مما يضطر البعض منهم إلى الاعتماد على أنفسهم وتطوير قدراتهم الذاتية حتى يستطيعوا تحمل أعباء وظروف العمل، نافيًا وجود أى نوع من الدعم يقدم إليهم خلال عملهم على تغطية أزمة كورونا، سواء في صورة ورش تدريبية أو غيرها، مما يعرض سلامتهم المهنية والنفسية للخطر، وعن تبعات ذلك يقول:” إحنا طول الوقت وبحكم عملنا معرضين للكتابة عن حالات صعبة جدًا، نفسيًا دا بيأثر علينا.. وأكيد مع الوقت هيفقدني كـ (بني آدم) توازني النفسي.. وبالتالي هكون معرض للإنهيار في أى وقت.. خاصة لو حصل وتعاطفت ـ إنسانيا ـ مع الحالات اللي بتعامل معاها بشكل طبعا لا إرادي.. ودا حصل معايا فعلا.. وقدرت وقتها أتجاوز الموقف لكن مانستوش أكيد”.

تخفيف الضغط

وعن طرق تعامله مع الضغوط الواقعة عليه والتى يفرضها العمل الصحفي ـ الممتع ـ رغم مشاقه، ذكر أن “البكاء” قد يفيد أحيانًا، لكنه على أى حال غير مجدى، لذلك قد ينصرف بين الوقت والآخر إلى مشاهدة أحد أفلامه المفضلة والابتعاد تمامًا عن متابعة الأخبار، حتي يستعيد توازنه النفسي و”تستريح” أعصابه.

لم يكتفي” أبو ضيف” بذلك، لكنه اجتهد في البحث عن مصادر متاحة على شبكة الانترنت، فكانت مواقع MOOCs من بينها: موقع إدراك، وما يقدمه من تدريبات أونلاين مثل: إدارة القلق والصدمات النفسية، والمشاركة في حضورعدد من Webnairs، خلال الفترة الأخيرة، أثره الايجابي في تطوير نفسه بشكل كبير، سواء على المستوى المهني أو حتي الشخصي.

الشغف

وعن سبل الدعم والحماية المقدمة إليه خلال تغطيته لأزمة كورونا، أشار إلى أن إحدى الوكالات الإخبارية التى يعمل لصالحها هى من تتولي توفير التصاريح اللازمة له بشكل يمكنه من القيام بعمله الصحفي في رصد وتوثيق هذا “الحدث التاريخي”، مثلما يصفه، مشيرًا إلى أنه بصفة شخصية لا يفضل العمل من المنزل حتى وإن كان ذلك متاحًا أمامه معظم الأوقات كبقية زملاؤه، وعن ذلك يقول:” أنا لازم أروح وأعمل معايشة ولازم أنقل اللي بيحصل.. معرفش بصراحة أقعد.. دي حاجة تاريخية لازم نوثقها”.

تحديث المعلومات

من جانبها، اعتبرت شيماء عادل، محررة في جريدة الوطن، أن تحديث المعلومات الخاصة بأعداد الحالات المصابة والمتوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس، هي معضلة تستوقفها عند العمل على أزمة كورونا، على الرغم من وجود تنسيق بين صحفيي الملف والوزارة بشكل يومي، والسبب حسبما ذكرته في حديثها لـ” المرصد”:” بتاخد وقت كبير.. مانقدرش ننشر حاجة بخصوص دا غير بعد ما نتأكد منها بشكل رسمي.. ملف كورونا دلوقت يعتبر ملف قومي.. أى معلومة فيه مش حقيقية ممكن تعمل مشاكل كتير.. كفاية إنها هتتسبب في هلع وخوف الناس”.

وأوضحت أن الصحفي يقع عليه مسئولية مجتمعية كبيرة بخلاف مسئوليته كمحرر يعمل في ملف الصحة وتحديدًا على أزمة كورونا، في أن ينقل المعلومة للناس بشكل لطيف ودقيق دون إثارة مخاوفهم بدون أى داعي، خاصة مع مرورهم بضغوط نفسية وعصبية نتيجة الجلوس في المنزل والانخراط في متابعة الأخبار على السوشيال ميديا طوال الوقت.

موقف الجريدة

بحكم عملها الصحفي ودورها كـ”أم” لطفلين، أشادت محررة الوطن بالإجراءات التى اتخذتها الجريدة، حفاظًا على سلامة صحفييها ولضمان حماية أطفالهم من خطر الإصابة بالفيروس، قائلة:” من أول يوم في الأزمة بدأت الجريدة تاخد إجراءات قوية، أولها: أصدرت قرار إن الصحفيات الأمهات يشتغلوا من البيت ومرتباتهم ماشية بشكل طبيعي، وثانيا: قاموا بتطهير وتعقيم مبني الجريدة بالكامل”، هذا إلى جانب اتخاذ رئيس التحرير عدد من القرارات من بينها: عدم السماح بسفر الصحفيين خارج القاهرة لأى أسباب، وإن حدث ذلك لظروف قسرية، فعلى الصحفي عدم الذهاب إلى مقر الجريدة لمدة 14 يومًا، حفاظا على صحة زملاؤه في المكان.

الصعوبات

ذكرت شيماء عادل أنها تواجه بعض المشاكل والصعوبات أثناء عملها على أزمة كورونا، فهناك بعض الأماكن غير مسموح بتواجد الصحفيين فيها، في الوقت الحالي، خاصة مع تفاقم نسب الإصابة بالفيروس، من بينها: المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، فقد يحدث أن تكون هناك حالات اشتباه أو نتائج تحاليل بعض الأشخاص، ويتطلب ذلك من الصحفي ضرورة التواجد هناك بغرض جمع المعلومات اللازمة عن الأمر قبل اتخاذ قرار النشر فيه، وأمام هذا التعسف وحرصًا من الصحفي على تقديم تغطية مهنية مختلفة عن الأزمة، قد يضطر في معظم الأحيان إلى عمل (معايشة) كي يبقي في قلب الحدث، وهذه بالطبع “مجازفة” لا يتحمل تبعاتها سوى الصحفي نفسه.

ضغط نفسي

وعن الضغوط التى تتعرض إليها خلال عملها على تغطية أزمة كورونا، قالت شيماء عادل:” إحنا بنمر بظروف نفسية صعبة.. كفاية إننا طول الوقت بنتابع أرقام إصابات ووفيات.. ودا كله بيشكل علينا ضغط نفسي كبير”.
فيما اعتبرت أنها محظوظة بـ”زوج” متعاون، يساعدها في تحمل المسئولية، و” أم” تشاركها رعاية أطفالها في الأوقات التى تعمل فيها خارج المنزل.

نقص المعلومة

اعتبرت فاتن خديوى، محررة بجريدة الدستور، أن التنسيق بين صحفيي الملف والوزارة” ضعيف”، فمعظم المعلومات عن أزمة كورونا غير متاحة أمام الصحفيين، وتساءلت: كيف إذن يستطيع الصحفي منا القيام بعمله وسط هذه العراقيل؟.

مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المصادر الرسمية في الوزارة هي الجهة الوحيدة المنوط لها تقديم كافة المعلومات الخاصة بالازمة، وذلك يضع الصحفي في مأزق، حيث لا يمكنه الاعتماد على مصادر غير رسمية في تقاريره إلا في أضيق الحدود، وهذا غير متاح طوال الوقت، فـ”شغلانتنا هي توفير المعلومة.. وهذه هي المشكلة”.

بدون قيود

كما أشادت بالاجراءات التى اتخذتها إدارة الجريدة من أجل الحفاظ على سلامة صحفييها خاصة الصحفيات منهم، مؤكدة بقولها:” الجرنال مخلينا نشتغل من البيت.. ولم يفرض علينا أى قيود أو يلزمنا إننا نغطي من بره”.
وعن أساليب تعاملها مع الضغوط النفسية التى تتعرض لها خلال عملها على أزمة كورونا، أشارت إلى أنها تفضل معظم الوقت مشاهدة التليفزيون، والابتعاد قليلا عن متابعة الأخبار.

المسئولية

ونفت من جانبها من أن تكون قد تعرضت في الفترة الاخيرة لأي ضغوط من الجريدة التي تعمل بها، مشيرة إلى أن لديها دافع طوال من الوقت يحركها نحو تحمل المسئولية، وبذل المزيد من الجهد في عملها، والسبب حسبما ذكرته في حديثها مع” المرصد”: ما بحبش أظهر على إني شخص مقصر.. ومش جايب الشغل مظبوط”.

أمن قومي

من جهتها، قالت مرفت الفخراني، محررة في موقع اليوم الجديد، أنه مع بداية أزمة كورونا كان هناك (تعتيم) شديد في البيانات الواردة من الوزارة، مما اضطرها إلى البحث عن “مصادر خاصة” تستطيع من خلالها جمع معلومات متعلقة على سبيل المثال بعدد الحالات المشتبه في إصابتهم بالفيروس داخل محافظة الأقصر، محل إقامتها.

مؤكدة في الوقت نفسه على أن بعض المواقع والصحف الإخبارية لا تغامر بنشر أخبار أو تقارير خاصة بكورونا إلا بعد صدور البيان الرسمي من الوزارة، فعلى حد قولها بيعتبروه ” أمن قومي”، مما جعلها مع مرور الوقت غير متحمسة بمتابعة الأزمة، كما كان في السابق.

قلة التقدير

وعن سبل الدعم والحماية المقدمة إليها، قالت أنه بحكم عملها كمراسلة تغطي أخبار محافظة الأقصر، لا تجد أى دعم أو تقدير ماديًا كان أو معنويًا، خاصة وأنها غير مقيدة بنقابة الصحفيين، وليس معها كارنيه يثبت كونها صحفية، أو تصاريح تسمح لها بالتصوير من الاساس، مشيرة إلى أن هذا هو حال جميع مراسلي المحافظات بلا استثناء.

مجازفة مشروطة

ونتيجة لذلك كانت تجد صعوبة في القيام بعملها الصحفي داخل المحافظة، مما اضطرها في النهاية إلى العدول عن فكرة التغطية الميدانية في الشارع، مكتفية فقط بمباشرة العمل من المنزل، وعن ذلك تقول:” فيه أماكن معينة ماينفعش ندخلها إلا بوجود تصريح.. فيه قرار نزل من مديرية الأمن منع أى حد يصور غير لما يكون معاه كارنيه النقابة أو الجرنال اللي بيشتغل فيه.. وأصلا المحافظة على بعضها مفيهاش غير 5 صحفيين نقابيين فقط.. فالموضوع صعب وماينفعش أجازف في الظروف دي..شغلي كله بقيت بعمله من البيت.. أنا مش هجازف بنفسي عشان مفيش سبل حماية متوفرة ليا.. ويمكن عشان كدا أنا مقله في تغطيتي الميدانية لأزمة كورونا”.

وعلى الرغم من ذلك، فإنها كانت تجازف من أجل الحصول على المعلومة، مستغلة “معرفتها الشخصية بالناس”، على حد تعبيرها، والتي ساعدتها كثيرًا في عمل انفردات خاصة مع بداية الأزمة، فكانت أول من انفرد بخبر إصابة عدد من الأطباء والفنيين والممرضين داخل إحدى مستشفيات العزل بمدينة” إسنا”، ومع ذلك فوجئت أن الموقع قام بحذف الخبر بعد نشره، لحين إصدار الوزارة بيانها الرسمي، والذي أكدت فيه ـ بعد مرور أقل من ساعة ـ عن وجود أشخاص أصيبوا فعلًا بالفيروس، وبالطبع كان الأمر كفيلاً باستفزازها، خاصة وأنها كانت قد تحرت عن صحة المعلومة الواردة في الخبر من مصادرها الخاصة داخل المستشفي قبل إرسالها للموقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى