في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. إليك أهم المعلومات عن جائزة “جييرمو كانو” (تقرير)

في الثالث من مايو من كل عام، تُقيم منظمة “اليونسكو” حفلًا لتسليم جائزة “جييرمو كانو”، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ وهي إحدى أبرز وأشهر الجوائز الصحفية، ومن حاصدي هذه الجائزة، المصور الصحفي المصري، محمود أبو زيد، الشهير بـ “شوكان”، الذي نالها عام 2018، ويُذكر أنه حينها، كان لا يزال قابعًا داخل محبسه.

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة، يستعرض المرصد المصري للصحافة والإعلام، كل ما تحتاج معرفته عن جائزة “جييرمو كانو” ..

عن الجائزة
أُطلقت جائزة “جييرمو كانو- Guillermo Cano”، عام 1997، بمبادرة من المجلس التنفيذي لمنظمة “اليونسكو” التابعة للأمم المتحدة، ويتولى تسليمها مدير عام المنظمة في حفل رسمي، يوم 3 مايو سنويًا، تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.

وتهدف جائزة “اليونسكو” العالمية لحرية الصحافة “جييرمو كانو”، إلى تكريم شخص أو منظمة أو مؤسسة، قدم أو قدمت إسهامًا مرموقًا في الدفاع عن حرية الصحافة أو تعزيزها في أي بقعة من بقاع العالم، لا سيما إذا انطوى ذلك على مخاطرة، والغرض من ذلك، مكافأة الصحفيين الذين تفانوا في الدفاع عن حرية التعبير وحرية تداول المعلومات، ومنحهم الاعتراف الدولي الذي يستحقونه.

سبب التسمية
وتحمل الجائزة هذا الاسم، تكريمًا لذكرى الصحفي الكولومبي، جييرمو كانو إيسازا، الذي اغتالته عصابات المخدرات، في 17 ديسمبر 1986، أمام مكتب صحيفة “El Espectador” اليومية، في بوجوتا، والتي كان يرأس تحريرها، وحدث ذلك بعدما أطلق “جييرمو” حملة في جريدته، ندد فيها بتأثير مهربي المخدرات على سياسة الدولة، وطالب باتخاذ تدابير صارمة ضدهم، ويُذكر أنه بعد 3 سنوات من اغتياله، تم تدمير مبنى الجريدة في هجوم بالقنابل.

ومما سبق يبدو جليًا أن الهدف وراء وضع اسم “جييرمو” على الجائزة، هو تخليد ذكراه إلى الأبد، والتذكير بأن المصير الذي لاقاه، مثالًا على الثمن الذي يدفعه الصحفيون ووسائل الإعلام في كافة أنحاء العالم، مقابل كشف الحقائق؛ فالصحفيون في كل أنحاء العالم، يتعرضون إلى السجن وسوء المعاملة بسبب ممارستهم لمهنتهم، وما يزيد الأمر سوءًا أن هذه الجرائم تظل دون عقاب في أغلب الأحيان.

قيمة الجائزة
تُقدر قيمة جائزة اليونسكو/ جييرمو كانو، بـ 25 ألف دولار أمريكي، وتمنح “اليونسكو” الجائزة بتمويل من المؤسسات التالية:
مؤسسة “Fundacion Guillermo Cano Isaza” الكولومبية، ومؤسسة “Helsingin Sanomat Foundation” الفنلندية، ومؤسسة “Namibia Media Trust-NMT” الناميبية.

آلية منح الجائزة
تُمنح جائزة “جييرمو كانو” بناءً على توصية هيئة تحكيم مستقلة من “اليونسكو”، يتغير تشكيلها كل 4 سنوات، تتألف من 14 من مهنيي الإعلام، ويترأسها، رئيسة فريق “اليونسكو” الاستشاري لحرية الصحافة، ميا دورنايرت، وتقوم المنظمات الإقليمية والدولية غير الحكومية العاملة في مجال حرية الصحافة، وكذلك الدول الأعضاء في اليونسكو، بتقديم أسماء المُرشحين، ويُمكنك التعرف على المزيد حول التقدم للترشح إلى هذه الجائزة من خلال الضغط هنا.

الحاصدون الأوائل
مُنحت النسخة الأولى من جائزة “جييرمو كانو” إلى الصحفية الصينية، غاو يو، التي سُجنت في الفترة من عام 1993 إلى عام 1999، بسبب نشرها مقالات في صحيفتين صادرتين في هونغ كونغ، وأُفرج عنها في 15 فبراير 1999، لأسباب صحية.

وفي عام 1998، نالت الصحفية النيجيرية، كريستينا أنيانيو الجائزة، وكانت “أنيانيو” ناشرة ورئيسة تحرير مجلة “Sunday magazine”، وهي مجلة دورية مستقلة، وسُجنت “أنيانيو” عام 1995، في ظروف اعتقال قاسية للغاية، لمجرد نشرها أنباء عن محاولة انقلاب ضد الحكومة النيجيرية، وتم الإفراج عنها في يونيو 1998.

وكان ثالث الفائزين بـ “جييرمو كانو”، هو الصحفي والمحرر المكسيكي الشهير، خيسوس بلانكورنيلاس، وهو صحفي شارك في تأسيس وتحرير صحيفة “Zeta” الصادرة في مدينة تيخوانا، والمعروفة بالعمل على كشف الفساد، خاصةً الفساد المُتصل بتجارة المخدرات، وكان “بلانكورنيلاس” قد تعرض في نوفمبر 1997، لمحاولة اغتيال بسبب مقالاته وتحقيقاته الصحفية، بما في ذلك التحقيق الذي أجراه عن عملية قتل هيكتور فيليكس ميراندا، الشريك المؤسس لصحيفة “Zeta”.

فائزون خلف القضبان
خلال الأعوام القليلة الماضية، مُنحت جائزة “جييرمو كانو” أكثر من مرة، إلى صحفيين محبوسين في قضايا متنوعة.

ففي 2015 فاز بالجائزة الصحفي السوري، مازن درويش، الناشط في مجال حقوق الإنسان، ومؤسس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، والذي تم اعتقاله بسوريا عام 2012، وخرج بعد حصوله على الجائزة، وجاء في حيثيات فوز”درويش” أنه نال الجائزة لما قام به في سوريا، لأكثر من عشر سنوات، من “تضحيات شخصية جسيمة”، وما تعرض له من منع سفر ومُضايقات، فضلًا عن الاحتجازات المُتكررة والتعذيب.

وفي العام التالي (2016)، فازت الصحفية الأذربيجانية خديجة إسماعيلوفا بالجائزة، ولم تكن أفضل حالًا من “درويش”، حيث قُبض على “إسماعيلوفا” عام 2014، وحُكم عليها في 2015 بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف، لإدانتها بتهمة “استغلال النفوذ والتهرّب الضريبي”، لكن تم إيقاف تنفيذ الحكم وأُفرج عنها بعد حصولها على الجائزة بثلاثة أسابيع، ومُنحت “خديجة” الجائزة، تقديرًا لكفاءتها المهنية وسعيها الدؤوب ودفاعها المتفاني عن حرية الصحافة.

كما تم اختيار الصحفي الإريتري السويدي دويط إسحق، عام 2017، للفوز بالجائزة، و”إسحق” هو صحفي مسجون في إريتريا منذ عام 2001، وحتى الآن، ومنذ 2005، انقطعت أخباره تمامًا، ولا يزال مكانه مجهولًا حتى يومنا هذا.

شوكان وجييرمو كانو
في عام 2018، أعلنت منظمة “اليونسكو” حصول المصور الصحفي المصري محمود أبو زيد، الشهير باسم “شوكان”، على جائزة اليونسكو/ جييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة، وكان حينها “شوكان” لا يزال محبوسًا، منذ أن قُبض عليه في 14 أغسطس 2013، أثناء تغطيته لما يعرف إعلاميًا بـ “أحداث فض اعتصام رابعة”، وكان يعمل حينها لصالح وكالة “Demotix” البريطانية.

وصرحت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة لعام 2018، ماري ريسا، بأن “اختيار محمود أبو زيد يشيد بشجاعته، ونضاله والتزامه بحرية التعبير”، كما جاء في بيان “اليونسكو”، الصادر في 23 أبريل 2018، أن فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي، صنف احتجاز “شوكان”، بأنه تعسفي ومناهض للحقوق والحريات، التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وحينها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، أعربت فيه عن أسفها إزاء ترشيح “شوكان” للجائزة، ووصفت تلك الخطوة بأنها بدافع من منظمات غير حكومية، من بينها منظمات تُحركها دولة قطر، المعروفة بمساندتها لجماعة الإخوان الإرهابية.

وردًا على بيان الخارجية، قال محامي “شوكان”، كريم عبد الراضي، في تصريحات لموقع “مدى مصر” الإخباري آنذاك:
“إن الخارجية أهدرت مبدأ دستوري أصيل، هو كون المتهم برئ حتى تثبت إدانته، واعتبرت أن “شوكان” مُدان في قضية لم يحكم فيها القضاء بعد، وقررت أن تتخلى عن دورها الطبيعي في الحفاظ على مصالح المصريين في الخارج، وأن تهاجم حق مواطن مصري في نيل جائزة دولية لمجرد أنه مارس وظيفته كمصور صحفي”.

وجدير بالذكر أنه تم الإفراج عن “شوكان” في صباح الاثنين، الموافق 4 مارس 2019، أي بعد قرابة عام من حصوله على الجائزة، حيث جاء حكم محكمة الجنايات عليه، في سبتمبر 2018، بالسجن خمس سنوات، وتبين أنه قضى تلك المدة بالفعل، خلال فترة حبسه احتياطيًا على ذمة القضية.

الجائزة في زمن الكورونا
كان من المُقرر أن تعقد “اليونسكو” ومملكة هولندا المؤتمر السنوي الخاص باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2020، في أيام 22، 23، 24 أبريل الماضي، في المنتدى العالمي في لاهاي، لكن تقرر تأجيله إلى أيام 18، 19، 20 أكتوبر، وذلك للحد من المخاطر التي قد يتعرض لها المشاركون، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس “كورونا” المستجد (covid-19)، وباءً عالميًا، في الحادي عشر من مارس الماضي، على أن يتم استبدال الفعاليات بحلقات عمل ونقاشات عبر الإنترنت، وحملة عالمية للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من “اليونسكو”، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.

كما أعلنت “اليونسكو” على موقعها الرسمي، أنه سيتم الكشف عن الفائز بجائزة “جييرمو كانو” في نسختها لعام 2020، في الثالث من مايو كالمُعتاد، في حين سيُقام حفل تسليم الجائزة خلال المؤتمر الذي سيُنظم في لاهاي، في أكتوبر القادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى