مخالفات مهنية في واقعة الفعل الفاضح في قطار الصعيد
ارتكبت بعض المواقع الإخبارية المصرية، أخطاءً مهنية خلال تناولها، لحادث الفعل الفاضح الذى وقع داخل قطار «القاهرة- أسوان»، رقم 1008، وهو في طريقه من الجيزة إلى أسوان، حيث قامت هذه المواقع بنشر فيديو الواقعة الذى صوره أحد الركاب، ويظهر فيه وجه المتهم بوضوح، ونشرت مواقع أخرى صورًا واضحةً للمتهم بعد حذف الفيديو نتيجة انتهاكه شروط الخدمة لموقع (يوتيوب)، دون إخفاء معالم الوجه، الأمر الذى يعتبر انتهاكًا أخلاقيًا ومهنيًا، بهدف السعي وراء الإثارة والانتشار.
تقارير عن الواقعة
فيما ركزت المواقع الإلكترونية الأخرى، تغطيتها على رد فعل هيئة السكك الحديدية، وحرصت على إخفاء معالم وجه الجاني، ونقلت عن مصدر مسئول بالهيئة عن بدء الهيئة في تتبع مقطع الفيديو، وفتح تحقيقًَا عاجلًا في الواقعة، لافتا إلى أن الواقعة كما رصد الفيديو، تشير إلى ارتكاب أحد ركاب القطار فعل «غير أخلاقي» تجاه طفل.
وأضاف المصدر أنه سيتم تفريغ مقطع الفيديو والوقوف على حقيقة الواقعة وتشكيل فريق بحث بمعرفة شرطة النقل والمواصلات، وتتبع الراكب الذي ارتكب الفعل الفاضح، وتقديمه لجهات التحقيق فور التأكد من صحة الواقعة.
وذكر المصدر أن التحرش وارتكاب الأفعال الفاضحة داخل القطارات أو المواصلات العامة، جريمة يعاقب عليها القانون.
كذلك نقلت المواقع عن مصدر أمنى قوله إن أجهزة الأمن بالجيزة بقيادة اللواء رجب عبدالعال مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة تمكنت من تحديد هوية الشخص مرتكب الفعل الفاضح مع طفل من الباعة الجائلين داخل القطار، بعد تداول فيديو يوثق الجريمة على منصات التواصل الاجتماعي وظهر من خلاله المتهم وهو يجلس على مقعد داخل القطار وجانبه طفل من الباعة الجائلين وارتكب المتهم مع الطفل فعلًا فاضحًا.
وأوضح المصدر أن أجهزة الأمن تواصل أعمال البحث عن المتهم تمهيدًا للقبض عليه وتقديمه إلى النيابة العامة للتحقيق معه بتهمة الفعل الفاضح، وأن أجهزة الأمن حرزت الفيديو تمهيدًا لإرساله إلى النيابة العامة بعد القبض على المتهم.
وأشار المصدر الأمني، إلى أن المتهم لن يفلت من العقاب لأن الفيديو المتداول أظهره بشكل واضح وهو يتحرش بطفل وقت جلوسه بجانبه على المقعد داخل القطار مستغلًا نوم أغلب الركاب، لكن الراكب الذي كان يجلس على المقعد المقابل له ارتاب في تصرفات الشاب الذي كان يرتدي جلبابا صعيديا ففتح كاميرا التليفون على وضع التصوير فيديو ثم تظاهر بالنوم ليكتشف بعدها الجريمة عقب تشغيل الفيديو.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن الطفل أحد الباعة الجائلين وأن المشتبه بارتكابه الفعل الفاضح تشاجر مع الراكب الذي صور الواقعة بالأيدي لكنه نزل من القطار في محطة أسيوط رغم أنه قال للركاب الذين تدخلوا إن وجهته كانت سوهاج وليست أسيوط.
على النقيض من هذا ارتكبت مواقع إخبارية أخطاءً مهنية فى خلال تناولها واقعة الفعل الفاضح كـ”موقع المصري اليوم وشبابيك والوطن ونوافذ”.
البداية بموقع “المصري اليوم،وشبابيك”، اللذين نشرا مقطع الفيديو للواقعة دون إخفاء معالم المتهم، الذي يظل حتى هذه اللحظة مشتبها بارتكابه واقعة الفعل الواضح، وهى في سقطة مهنية أخلاقية لا تليق بمواقع إخبارية محترمة تستدعي الرصد والتنبيه.
وفي الوقت الذي نشكو فيه من عدم وجود ضوابط أو العمل وفق مواثيق شرف وقواعد أخلاقية على مواقع التواصل الاجتماعي، تنزلق بعض المواقع الإلكترونية للصحف في السير وراء مواقع التواصل الاجتماعي دون مراعاة لأخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف المعمول بها، حيث نقل موقع “الوطن” تفاصيل من صفحة الراكب الذي صور الواقعة ووضع مقطع الفيديو على حسابه على الفيسبوك، الذي قال إنه تظاهر بالنوم كي يتمكن من تصوير الواقعة التي ظهر فيها وجه المشتبه به واضحا.
وكشف أن المتهم اشتبك معه بالأيدي عندما اكتشف قيامه بتصويره وتدخل الركاب لفض الشجار مما دفع المتهم للنزول في محطة أسيوط علما بأنه من سوهاج.
وأضاف أن الطفل الذي أجبره الراكب الذي ظهر في الفيديو على ارتكاب الفعل الفاضح معه من الباعة الجائلين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن المتهم لم ولن يفلت من العقاب لأن الفيديو المتداول أظهر المتهم بشكل واضح وهو يتحرش بطفل وقت جلوسه بجانبه على المقعد داخل القطار مستغلًا نوم أغلب الركاب لكن الراكب الذي كان يجلس على المقعد المقابل له ارتاب في تصرفات الشاب الذي كان يرتدي جلبابا ففتح كاميرا التليفون على وضع التصوير فيديو ثم تظاهر بالنوم ليكتشف بعدها الجريمة عقب تشغيل الفيديو.
ومن ضمن المخالفات أيضًا، نشر موقع “نوافذ” صورة واضحة للرجل وتفاصيل أكثر من مصور الفيديو لكن الفيديو الذي نشرته مع التقرير جرى حذفه لانتهاك شروط الخدمة لموقع (يوتيوب) لتبادل الملفات المصورة.
ونقلت الموقع الإخباري، عن مصور الفيديو قوله، في تصريحات صحفية، “أنا ركبت من الجيزة القطر اللي طالع من إسكندرية لأسوان لاقيت الراجل راكب في العربية الأخيرة، وكانت فاضية، وده كان لحظة أذان الفجر، وشكيت في الراجل لأنه كان شكله مش مريح”.
وتابع: “ولاحظت إن الولد ده جه وده واحد من المتسولين اللي في القطر، وقعد جنب الراجل، وحصل اللي حصل مع وقت أذان الفجر، وأنا عملت اللي يمليه عليا ضميري، وصورته عشان أعرف الناس هو بيعمل إيه، وبعدها بشوية الولد نزل في المنيا والراجل نزل وراه وبصيت عليهم لاقيت الراجل بعد ما استغله بيدي له فلوس في يده، ورجع ركب القطر تاني”.
وواصل: “بعدها واجهت الراجل باللي حصل، ومسكنا في بعض بس هو هرب وملحقتش أمسكه”.
المخالفات المتعلقة بمقطع الفيديو المصور وأي صور مأخوذة منه:
أولا، يتبين من التقارير المنشورة أنه جرى تصوير الفيديو دون علم الشخص الذي ظهر فيه وفي غفلة منه، أي أن التصوير تم دون موافقته وعليه لا يجوز إعادة نشره من خلال الصحف، لأن في ذلك انتهاكًا صريحًا لخصوصية الأفراد المحمية بالدستور والقانون بما في ذلك خصوصيتهم في الأماكن العامة التي يجب إعلام المواطنين إذا كان المكان مراقب بالكاميرات وهو ما لم يحدث في واقعة القطار.
ثانيا: بينما لجأ بعض المواقع التي نشرت صورا مأخوذة من المقطع المصور إلى إخفاء معالم الوجه، نشر موقعي “المصري اليوم” و “شبابيك” مقطع الفيديو والصور دون إخفاء لمعالم وجه الرجل الذي يظل حتى هذه اللحظة مشتبها بارتكابه واقعة الفعل الواضح، رغم أن مصور الفيديو قال في تصريحات صحفية إن هدفه من نشر مقطع الفيديو على حسابه على الفيسبوك هو فضح المشتبه به كي يكون عبرة، وهو هدف لا يندرج في مهام الصحافة.
ثالثا: رغم أن المصادر أشارت إلى أن المقطع المصور من تصوير الغير، إلا أنها لم تشر إلى أنه لم يتم التحقق باستقلالية من مصدر وتاريخ ومكان الواقعة وصحتها، وتعاملت مع المقطع المصور على أنه حقيقي رغم أن المسئولين في السكك الحديدية والمصادر الأمنية أشاروا في تصريحات صحفية إلى أنه يجري تفريغ مقطع الفيديو للتأكد من صحة المحتوى والتعرف على شخصية المشتبه بارتكاب جريمة منافية للآداب في مواصلة عامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده.